منذ انطلاق المفاوضات الخاصة بترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة الاحتلال، حظي الوسيط الأمريكي عاموس هوشستين بمتابعة إسرائيلية لافتة، كونه سيكون عراب أي اتفاق مائي قد يحصل بين الطرفين، تمهيدا لاتفاق لاحق بخصوص استخراج الغاز من حقوق البحر المتوسط.
لكن تركيزه على مجال الطاقة جعله من أقرب مستشاري الرئيس جو بايدن، بسبب الأزمة التي سببتها الحرب الروسية الأوكرانية.
ما لا يعرفه كثير من اللبنانيين والعرب، أن هوشستين إسرائيلي بالأساس، ويتحدث اللغة العبرية بطلاقة، لكنه يحرص على عدم التحدث بها في غرف المفاوضات، رغم أنه زار عائلته في القدس المحتلة خلال رحلاته المكوكية بينها وبين بيروت.
ولا يخفي الإسرائيليون اندهاشهم من قبول اللبنانيين له كوسيط، مع العلم أنه يهودي وإسرائيلي، حتى إن زعيم حزب الله ذكره في أحد خطاباته.
مايكل توكفيلد الكاتب في صحيفة "مكور ريشون" اليمينية، كشف أن "هوشستين ولد في فلسطين المحتلة، لكنه يعيش حاليا في الولايات المتحدة، ولد لأبوين من أصل أمريكي، وخدم في جيش الاحتلال في سنوات التسعينيات".
وتابع: "ثم انتقل للولايات المتحدة فور انتهاء خدمته العسكرية، حيث وصل إلى واشنطن، وبدأ بشغل مناصب في الإدارات الديمقراطية، أو في القطاع الخاص، عندما يكون الجمهوريون في السلطة، ويعد صديقا لإسرائيل، رغم أنه مسؤول بالأساس في الإدارة الأمريكية، وله مصلحة عليا بالتوصل إلى تسوية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في آب/أغسطس 2021، بعد فترة من بدء بايدن فترة ولايته، عينه وزير الخارجية أنتوني بلينكين مستشارا كبيرا لأمن الطاقة، وتم إرساله للشرق الأوسط للتوسط في المحادثات الجارية بين إسرائيل ولبنان، وبات قريبا جدا من بايدن، ويهمس له في أذنه".
اقرأ أيضا: بايدن يختار كبير مستشاريه للترسيم البحري بين لبنان والاحتلال
ولفت إلى أن هوشستين وبايدن "عملا معا في إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، عندما تم تعيين هوشستين مبعوثا خاصا لشؤون الطاقة الدولية، وعمل بمنطقة البحر الكاريبي وشرق البحر المتوسط وأوروبا على أمن الطاقة، وشجع الأوروبيين على إيجاد مصادر جديدة للغاز والنفط والفحم لتقليل اعتمادهم على الطاقة الروسية".
وأشار إلى أن "هوشستين بدأت مسيرته بعد انتهاء خدمته العسكرية في جيش الاحتلال، حيث توجه لواشنطن، ويعيش حاليا مع زوجته وأطفالهما الأربعة، حيث تدرب بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب نيابة عن الديمقراطيين، ثم ذهب للعراق زمن صدام حسين، وعمل خلف الكواليس لرفع العقوبات الاقتصادية عنه مقابل توطين عدة آلاف من اللاجئين الفلسطينيين، وخلال فترة جورج بوش الابن بين 2001-2009، عمل في القطاع الخاص لتقديم الاستشارات لشركات النفط والغاز الأمريكية والعالمية، واكتسب خبرته في مجال الطاقة".
وأوضح أنه "في أيام أوباما طلب تعيينه مساعدا لوزير الخارجية لشؤون الطاقة، لكن الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ رفضته، وبعد انتصار الديمقراطيين في 2020، وتصاعد الاهتمام بقضايا الطاقة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية، على خلفية التضخم العام، وحرب روسيا في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الوقود والغاز، وتم إرساله للسعودية قبيل زيارة بايدن في تموز/يوليو، لحثها على زيادة إنتاج النفط، وهو هدف لم يتحقق في نهاية المطاف، وخلال ذروة الأزمة، أصبح المتحدث الرئيسي للإدارة في جميع الأمور المتعلقة بالطاقة".
اقرأ أيضا: الاحتلال يرفض تعديل لبنان على الترسيم.. وغانتس يعلن التأهب
وأكد أن "هوشستاين حضر اجتماعات بايدن في جولاته للشرق الأوسط، بما في ذلك اجتماعاته الثنائية مع رؤساء الإمارات ومصر والعراق وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ونال إشادة من البيت الأبيض، والغريب أنه نفسه يقود سيارة كهربائية، ولديه ألواح شمسية على سطح منزله، ويعرّف نفسه بأنه يهودي أرثوذكسي، رغم أنه لا يرتدي الكيباه، ولا تزال الأوساط اليهودية في الحزب الديمقراطي تتذكر كيف أنه قبل 17 عاما، جلس هوشستين مع 25 ممثلا يهوديا آخر على أرضية مركز المؤتمر لقراءة لفيفة من التوراة والكتب الدينية اليهودية".
يوفال شتاينتس وزير الطاقة الإسرائيلي السابق، كشف أنه "التقى مع هوشستين سفيرا للطاقة خلال إدارة أوباما"، وقد ساعدنا خلال الأزمة مع الأردن، رفض الأردنيون التوقيع على اتفاقية لتوريد الغاز، لكنني اتصلت به، وتمكن مع نائب الرئيس بايدن آنذاك من طمأنة الأردنيين، الذين وقعوا لاحقا على الاتفاقية".
قراءة إسرائيلية في اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان
حكومة الاحتلال تسعى لتمرير الاتفاق مع لبنان سرا.. لماذا؟
كشف معلومات إسرائيلية جديدة عن مجزرة صبرا وشاتيلا