دعا الكاتب بوبي غوش الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ضرب
السعودية في المكان الذي يوجعها. وقال إنه بدلا من الرد على خفض أوبك+ مستويات إنتاج النفط من خلال تقويض مصالح الولايات المتحدة الإستراتيجية، يجب على واشنطن
الرد على ازدراء محمد بن سلمان وتعاليه بنفس الطريقة.
وأضاف في مقال نشره بوكالة بلومبيرغ وترجمته
"عربي21" أن أوبك+ أعلنت عن تخفيض معدلات إنتاج النفط بمليوني برميل في
اليوم، والتي ستبدأ في الشهر المقبل، مما أدى إلى ضرب المثل كما هو الحال في
واشنطن. ويلوم الصقور الجمهوريون الرئيس جو بايدن لأنه فشل بمنع قرار تخفيض
الإنتاج، أما حمائم الديمقراطيين فيطالبون بالإنتقام ضد كارتل النفط.
وتعترف إدارة بايدن بأنها فوجئت، وحذرت من التداعيات
وبخاصة ضد السعودية، ويعتقد أن ولي عهدها والحاكم الفعلي، هو المحرك الرئيسي في
عملية تخفيض مستويات الإنتاج إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتساءل عن طبيعة التداعيات، وأثار كريس ميرفي، أحد
الرموز القوية في الديمقراطيين ورئيس لجنة الشؤون الخارجية، حكمة تسليح السعوديين. وقدم ثلاثة من النواب الديمقراطيين
تشريعا لسحب القوات الأمريكية وأنظمة الصواريخ الدفاعية من المملكة، وبنفس القدر
من الإمارات العربية المتحدة.
وهدد آخرون بإحياء تشريع NOPEC والذي يستهدف كل كارتل أوبك من خلال قوانين مكافحة الإحتكار. وقال غوش إن على
الحمائم والصقور أن يهدأوا من غضبهم، لأن التخفيض، أولا لم يكن غير متوقع. وعليه
فالتظاهر بالمفاجأة لن يكون مفيدا.
وأشار السعوديون ولسنوات إلى رغبتهم في الحفاظ على سعر
برميل النفط قريبا من 100 دولار، وخفضوا في الفترة الماضية الهدف بـ 10 سنتات. ومع
تراجع الطلب بالترادف مع البطء في الإقتصاد العالمي وبدأت الأسعار تنخفض أدنى من
85 دولارا للبرميل في الشهر الماضي، فقد كان خفض الإنتاج محتوما.
وقال وزير المصادر النفطية النيجيري تيمبري سيلفا إن
الكارتل يأمل من خلال التخفيض بالحفاظ على سعر البرميل بـ 90 دولارا. أما السبب
الثاني، فقد أشار زميل الكاتب خافيير بلاس إلى أن الرقم الذي أعلن عنه يوم الأربعاء-
مليوني برميل- مضلل. لأن الكثير من دول معظم أعضاء أوبك لا تفي بأهدافها، وعليه
فالتخفيض الحقيقي سيكون 950.000 برميل في اليوم.
وكان البيت الأبيض يعرف أن تخفيضا كبيرا في الإنتاج قادم
ونشر كل شخص من وزيرة الخزانة جانيت يلين وتيم ليندركينع، مبعوث بايدن إلى اليمن،
حيث حاولت إقناع أوبك+ بالتراجع عن خطتها. وفي نفس الوقت أكدت الإدارة أنها تفرج
عن كميات إضافية من الإحتياطي الإستراتيجي للنفط. وأكثر مما أعلن عنه مسبقا وهو
الإفراج عن 10 ملايين برميل في تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جين بيير إن
الإدارة لا تفكر هذه المرة بالإفراج عن كميات إضافية. وربما كان هذا مجرد خدعة من
البيت الأبيض.
وتلمح الإدارة الآن بإمكانية الإفراج عن كميات كبيرة من
الإحتياط. لكن الرئيس بايدن قد يجد نفسه مضطرا للرد، بخاصة أن التخفيض فسر على أنه ازدراء لبايدن. وخياراته محدودة، فتشريع NOPEC لن يمرر، فقد تم اقتراحه منذ
عقدين ودعمه في واحدة من تجلياته السيناتور بايدن عام 2007 ومرر في المجلسين، وتم
التراجع عنه بعدما هدد الرئيس جورج دبليو بوش باستخدام الفيتو.
ومنذ وصوله للسلطة غير بايدن موقفه من التشريع حيث حذر
من تداعياته غير المقصودة، أي ارتفاع في أسعار النفط. ولا يستطيع تحمل هذا في ظل
الإنتخابات النصفية الشهر المقبل. ويعارض المعهد الأمريكي للبترول تشريع NOPEC وكذا غرفة التجارة الأمريكية والتي حذرت
الشركات الأمريكية في الخارج من إمكانية مواجهة تحركات انتقامية لو أصبح قانونا.
وكذا فمنع صفقات الأسلحة وسحب القوات الأمريكية من
السعودية، سيضر بصناع الأسلحة الأمريكيين وسيقوي من ساعد إيران والتي تمثل تهديدا
أكبر من برميل نفط بسعر 90 دولارا. وأفضل طريقة لبايدن كي يرد على عمليات تخفيض
الإنتاج هو تصويرها بأنها ليست كانتقام شخصي بل وكمعوق لتعافي الإقتصاد
العالمي.
وتضر أوبك+ بالجميع وبخاصة الدول النامية التي ليس لديها
احتياطي استراتيجي للنفط. ويجب على بايدن أن يشير إلى أن الفقراء سيعانون بطريقة
غير متناسبة. وبالنسبة للسعوديين فيجب عليه أن يرسل لهم رسالة أنه فهم رسالة ولي
العهد بعدم توقع الولايات المتحدة معاملة خاصة أو تمييزية من الرياض، وبالمقابل
على السعودية ألا تتوقع من الولايات المتحدة سلاما بالقبضات.
وإن أراد
السعوديون علاقة تعاقدية، فلا مانع لهذا. ولن يكون هناك أي تظاهر بعلاقات تكافلية،
ولا مزيد من الرسائل المزيفة أو التظاهر والمراوغة بشأن سجل حقوق الإنسان السعودي.
وبدلا من ذلك سيتم معاملة السعودية كأي بلد آخر تتعامل معه الولايات المتحدة بشكل
روتيني، علاقات دبلوماسية مخفضة مثل ماليزيا أو قل بروناي. وربما كان هذا يزعج الأمير المتكبر أكثر من التهديدات الفارغة بالتداعيات.
"AXIOS": بايدن يحضر للتصعيد ضد السعودية بعد قرار "أوبك+"
الغارديان: مخاوف غربية من التقارب بين ابن سلمان وبوتين
مقال مشترك لنجلي الجبري والعودة وشقيقة الهذلول إلى بايدن