قامت
الدنيا ولم تقعد حول تصريحات الممثل المصري فكري صادق، عن الفنان سعيد صالح، بوصفه
بالممثل العادي، وأن مقارنته بعادل إمام غير واردة، لأن عادل على حد وصفه ليس له
مثيل.
ولم
يكتف فكري -مع حفظ الألقاب- بذلك، بل وأضاف في مكالمة هاتفية بينه وبين أحد
الصحفيين أن سعيد صالح ليس قدوة وكان يحب الكوكايين أكثر من ابنته، وأنه سجن بسبب انفلاته
وإدمانه، وأنه متمسك بكل كلمة قالها.
وبناءً
على هذا قامت نقابة المهن التمثيلية بإجراء غير مسبوق، وهو تحويل فكري صادق إلى
التحقيق نظرا لإساءته لسعيد صالح، ثم عاد فكري صادق مرة أخرى لكي يعتذر لابنة سعيد
صالح، هند، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤداه أنه لم يكن يقصد أي شيء
وأنها بمثابة ابنته.
وبالطبع
ومع احترامنا للجميع، ولكن نجد أن كل الأطراف مخطئة، ففكري عبّر بقسوة غير مبررة
برأيه على سعيد صالح وهو ما أختلف معه شخصيا، ولكن لا أجرّمه، وهذا هو بيت القصيد..
نستطيع جميعا أن نختلف أن ننقد أو حتى نرفض، ولكن لا نستطيع أن نجرّم، وهذه هي
ثقافة الاختلاف، وهي من ملامح المجتمعات المتحضرة.
فمن
حق أي إنسان أن يطرح رأيه بحرية حول أي موضوع أو شخصية، ومن حقنا أيضا طرح ما نراه
وأن نختلف معه، ولكن أن يصل الأمر إلى تجريمه، فهذا أمر غير مقبول وغير معقول،
وكذلك أن يتضخم هذا الخلاف ليأخذ أبعادا أكثر من حجمه فهذا غير مقبول.
سعيد
صالح فنان قيمة وقامة لا تخطئها العين، وهو موهبة استثنائية كبيرة لم تُستثمر كما
يجب أن يكون؛ لاعتبارات لا مجال لذكرها الآن بهذا المقال، ولكنه يظل أيقونة حقيقية
أحببناها لصدقها وعمقها وتلقائيتها.
ومع
كل هذا لن نجرّم أي مختلف أو من يرى غير ذلك، لأنه ببساطة يعبر عن رأيه وحده، ولا
يعبر عن رأينا ونحن كثر جدا.. محبتي للجميع.