صحافة إسرائيلية

قلق إسرائيلي متصاعد من تقارب روسيا وإيران بقمة سمرقند

شهدت القمة في سمرقند تقاربا بين الجانبين الروسي والإيراني- جيتي

في الوقت الذي تزداد فيه حرب أوكرانيا ضراوة وحدّة، أعرب سياسيون إسرائيليون وأمريكيون وأوروبيون عن قلقهم خلال محادثات مغلقة بشأن توطيد العلاقات بين روسيا وإيران، لا سيما في الآونة الأخيرة.

 

وصحيح أنه لم يتم التعبير عن هذه المخاوف علنا في هذه المرحلة، لكن المندوبين الإسرائيليين والغربيين ناقشوها سويا خلف أبواب مغلقة، سواء على مستوى القيادات العليا، أو في المستويات الأدنى بحسب صحف عبرية.


وزعم أريئيل كهانا المراسل السياسي لصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "تشكيل محور بين روسيا وإيران، وربما حتى كتلة مع دول أخرى، يقف في خلفية هذه المباحثات الإسرائيلية الغربية، وقد عبر المندوبون من الجانبين في محادثات سرية عن قلقهم بطريقة مقلقة للغاية بشأن التقارب بين طهران وموسكو".

 

وأضاف: "حتى أن أوروبا قلقة أكثر من الولايات المتحدة من أن تصبح روسيا لاعبا في الملف الإيراني، لا سيما وأن الطائرات الإيرانية بدون طيار ستشغلها روسيا في الأجواء الأوروبية".

 

اقرأ أيضا: إيران تكتسب عضوية دائمة بمنظمة شنغهاي قبل قمة سمرقند

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "لقاء الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني إبراهيم رئيسي في قمة سمرقند، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون الإقليمي (SCO) في أوزبكستان، يشكل تتويجا لما شهدته الأشهر الأخيرة من تكثيف التعاون بين روسيا وإيران على خلفية الحرب في أوكرانيا".

 

مشيرا إلى أن "إيران هي أول دولة يزورها بوتين بعد غزو أوكرانيا، وفي يوليو التقى في طهران مع المرشد الأعلى علي خامنئي، في حين أنه التقى مع رئيسي للمرة الرابعة في هذا العام فقط".


وأكد أن "ما يقلق إسرائيل والدول الغربية أن أجندة اللقاءات الروسية الإيرانية تتركز في شراء روسيا لطائرات بدون طيار من إيران، وكذلك شرائها نفطا من إيران، رغم أن العقوبات الدولية لا تسمح ببيعه بحرية في جميع أنحاء العالم".

 

ولفت إلى أن روسيا أطلقت قمرا صناعيا للإيرانيين في الفضاء لأول مرة، ما يؤكد أن روسيا تتجه إلى دول مثل كوريا الشمالية وإيران للوفاء بالتزاماتها بما تشعر أنها بحاجة إليه لشن حرب ضد أوكرانيا.


ويمكن ربط القلق الإسرائيلي من التقارب الإيراني الروسي مع قلق مشابه، أعقب قمة طهران الأخيرة التي جمعت روسيا وإيران وتركيا، في ضوء تنامي مصالحها، والتعقب الإسرائيلي لمعرفة إلى أي حد تمس بمصالحها في المنطقة، وهل لنتائجها عواقب وخيمة على اعتداءاتها في سوريا.

 

ويأتي ذلك رغم أن قمة طهران في حينه تم تفسيرها على أنها رد على قمة جدة بين بايدن والزعماء العرب، بالتزامن مع صفقة الطائرات دون طيار التي أبرمتها إيران وروسيا، وفق جدول زمني متسارع لمصلحة القتال في أوكرانيا.

 

اقرأ أيضا: انطلاق قمة "شنغهاي" بأوزبكستان.. وانتقادات لأمريكا

في الوقت ذاته، فإن ما يزيد من الترقب الإسرائيلي للتقارب الروسي الإيراني أنهما رفعا من وتيرة إدانتهما للهجمات الإسرائيلية المتصاعدة الأخيرة ضد القواعد والأهداف الإيرانية في سوريا.

 

وصحيح أنه من الصعب رؤية روسيا تفسد علاقاتها مع إسرائيل لمصلحة إيران في سوريا، لكن المحافل الإسرائيلية تتحدث عن توجه إيراني لملء الفراغ الناجم عن إمكانية إعادة القوات الروسية لانتشارها في سوريا، ما سيزيد من ترسيخ وجودها هناك.


مع العلم أن ما لم تتحدث به الأوساط الإسرائيلية علانية من هذا التقارب الروسي الإيراني، أن تحصل الأخيرة على أنظمة أسلحة روسية متطورة قد تقوض ميزان القوى في المنطقة. وبعد أن ترددت في الماضي في بيع أنظمة "أس400" لطهران، فإن الكابوس الإسرائيلي أن يحصل ذلك الآن، وهو ما تسعى لإحباطه بكل الوسائل.