خلّفت الاشتباكات الدائرة في العاصمة الليبية، منذ فجر السبت، تنديدا محليا ودوليا رافقه دعوات للتهدئة والحوار بين حكومتي فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة.
وأودى تصاعد القتال في أحياء سكنية بالعاصمة طرابلس بحياة 12 شخصا بينهم فنان شهير وإصابة 87 آخرين بحسب وزارة الصحة الليبية.
وتفاعلا مع التطورات الميدانية، قطع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مشاركته في القمة الأفريقية اليابانية في تونس عائدا إلى العاصمة طرابلس.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش في تغريدة على تويتر إن "ترهيب العائلات والمدنيين أمر مرفوض شكلًا ومضمونًا".
ومن جانبه، أدان المجلس الأعلى للدولة، في بيان له، اشتباكات طرابلس داعيا إلى التوقف فورا عن العنف ومحملا المسؤولية لمن أطلق الرصاصة الأولى.
دعوات عربية
وعلى الصعيد العربي، شددت الخارجية القطرية على ضرورة أن تعمل الأطراف الليبية على ضمان حماية المدنيين مجددة دعمها للمسار السياسي.
وقالت الخارجية القطرية في بيان لها: "نتابع بقلق ما يحدث في طرابلس وندعو جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد وحقن الدماء وتسوية الخلافات عبر الحوار".
بدورها، دعت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، جميع الأطراف للسعي الفوري من أجل إيقاف العنف والاحتكام إلى لغة الحوار بكل مسؤولية.
كما شددت على أهمية الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والانخراط في مسار التسوية السياسية السلمية لتحقيق المصالحة الوطنية وتكريس سيادة الشعب الليبي عبر انتخابات حرة ونزيهة.
مواقف دولية
ودوليا، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها من اشتباكات طرابلس وتدعو للوقف الفوري للأعمال العدائية.
وقالت البعثة الأممية، في بيان لها، "نذكر كافة الأطراف بالتزاماتهم وندعوهم للامتناع عن استخدام أي شكل من أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف".
ومن جانبها، دعت المملكة المتحدة إلى الوقف الفوري للعنف في طرابلس معبرة عن إدانتها أي محاولات للاستيلاء على السلطة أو الحفاظ عليها بالقوة، فيما أعربت السفارة الأمريكية بليبيا عن قلقها من اشتباكات طرابلس، داعية إلى الحوار السلمي.
وبدوره، قال المبعوث الإيطالي إلى ليبيا، نيكولا أورلاندو، إن بلاده تدعو جميع الأطراف الليبية إلى "وضع مصلحة الشعب قبل مصالحهم الخاصة والموافقة على وجه السرعة على المتطلبات القانونية والعملية لإجراء الانتخابات الوطنية في أقرب وقت ممكن".
كما دعا أولارندو في تغريدة على حسابه بتويتر إلى الوقف الفوري للتصعيد وإلى حماية المدنيين في الاشتباكات الجارية بالعاصمة طرابلس، اليوم السبت، مضيفا: "يجب على جميع الجماعات المسلحة المشاركة وقف الأعمال العدائية على الفور والعودة إلى مواقعها الأولية".
ومنذ فجر السبت، شهدت طرابلس اشتباكات مسلحة بين قوتين تابعتين لكل من المجلس الرئاسي ورئاسة أركان الجيش، لتتطور لاحقا إلى مواجهات عنيفة بين قوات تتبع لباشاغا وأخرى توالي الدبيبة.
حرب في طرابلس.. 12 قتيلا وقوات لباشاغا تتجه للعاصمة
تحشيد عسكري في طرابلس الليبية.. والأمم المتحدة تدعو للتهدئة
أول رد من الدبيبة على مطالبة باشاغا له بتسليم السلطة