تعتبر شينغيانغ، التي يعني اسمها في الصين "الحدود الجديدة"، البوابة الطبيعية لطرق الحرير، ذلك المشروع الضخم القاضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وأفريقيا..
يجمع مراقبون على أن طريق الحرير الجديد الذي تخطط الصين لإنشائه على مسافة تتخطى الـ10 آلاف كيلومتر، سيؤثر بشكل كبير على تواجد الإيغور المسلمين في إقليم شينغيانغ، والذين يتعرضون منذ سنوات لحملة قمع وتعذيب واعتقالات تقوم بها السلطات، في محاولة لطمس هويتهم، وتشريدهم من أرضهم في تركستان الشرقية.
وتعتبر شينغيانغ، التي يعني اسمها في الصين "الحدود الجديدة"، البوابة الطبيعية لطرق الحرير، ذلك المشروع الضخم القاضي بإقامة بنى تحتية تربط الصين بأسواقها التقليدية في آسيا وأوروبا وأفريقيا،
وتمثل المنطقة سدس الأراضي الصينية وحدودا طبيعية لها مع باكستان وأفغانستان والجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث في آسيا الوسطى ذات الغالبية المسلمة، طاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان.
ويقول مراقبون، إن القمع الذي تتعرض له أقلية الإيغور في الإقليم المذكور غرب الصين، حيث نصف السكان من المسلمين، قد تشكل عقبة في وجه مشروع بكين الضخم "طرق الحرير الجديدة" والذي تسعى لإقناع العالم بأهميته الاقتصادية المحلية لدول المنطقة، وأيضا الدولية.
وتتناقض السياسة الصينية مع مشاريعها الاقتصادية الطموحة، وعلى رأسها مشروع طريق الحرير الذي يمر في العالم العربي والإسلامي؛ سواء عبر البر أو البحر؛ مرورا بآسيا الوسطى ودولها الإسلامية؛ وأفغانستان والباكستان وإيران وتركيا وموانئها، وصولا إلى الخليج العربي والعراق؛ لينتهي بشواطئ المتوسط والقارة الأوروبية وشمال أفريقيا عبر البحر الأحمر ومضائقه أو عبر الخليج العربي والبحر المتوسط.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي حازم عياد، في مقال سابق له، إن "الاستراتيجية الصينية المتبعة ضد الإيغور حولت الأقلية المسلمة في تركستان الشرقية من جسر للسلام بين الصين والعالم العربي والإسلامي إلى أكبر عقبة في طريق تطوير العلاقة بين الصين والعالم الإسلامي مستقبلا؛ فبوابة الصين للعالم تمر بالعالم العربي والإسلامي عبر مشروعها الكبير (حزام واحد طريق واحد)".
وأضاف أن "المشروع الجيوسياسي الصيني بأبعاده الجيوستراتيجية بات مهددا وعرضة للتفكك والانهيار؛ فقضية الإيغور تتحول يوما بعد الآخر إلى قضية رأي عام عربي وإسلامي وعالمي؛ قضية باتت قادرة على تقويض السياسة الاقتصادية والتجارية للصين ومشاريعها الكبرى في ظل تربص أمريكي وترقب أوروبي".