فيما يتصاعد التوتر
الإسرائيلي مع حزب الله حول حقل استخراج الغاز في المياه اللبنانية، فإن الأوساط
العسكرية الإسرائيلية تبدي يقظتها لأي سيناريو حاد، بما فيه هجمات طائرات بدون
طيار أخرى تابعة للحزب، لكن جيش الاحتلال الذي يبدو متفقا في هذا السيناريو يشهد
خلافا في طبيعة الرد، بين من يرى استمرار ضبط النفس، وتزايد الأصوات بأن تصعيد
الحزب يتطلب الرد.
مع أن المؤسسة
العسكرية الإسرائيلية تأخذ على محمل الجد تهديدات الحزب بشأن الصراع الناشب حول
حقل "كاريش"، وفي الأيام القليلة الماضية جرت مناقشات حساسة حول هذه
القضية بمشاركة رئيس الوزراء يائير لابيد ووزير الحرب بني غانتس ورئيس الأركان
أفيف كوخافي وآخرين حول خيارات سلوك الحزب المتوقع، والرد الإسرائيلي المحتمل، مع
وجود تقدير إسرائيلي مفاده أن الحزب يوجه انتقاداته لإسرائيل إلى الداخل اللبناني،
كي يظهر مدافعا عن حقوقه الاقتصادية، لا سيما في مجال الطاقة.
يوسي يهوشاع الخبير
العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر في مقال ترجمته "عربي21" أن
"المحافل الإسرائيلية تربط بين تهديدات الحزب وما تشهده لبنان من صور قاسية
للطوابير على محطات الوقود، ويضطر اللبنانيون للبقاء بدون كهرباء ساعات طويلة، مما
دفع الحزب لإطلاق ثلاث طائرات بدون طيار باتجاه حقل كاريش، فصحيح أن الجيش
الإسرائيلي أسقطها، لكنها حملت رسائل واضحة وصلت إلى أصحاب الاختصاص في تل
أبيب".
وأضاف أن "هناك
توافقا داخل المحافل العسكرية والاستخبارية في الجيش الإسرائيلي بشأن جدية الحزب
في تهديداته، وتوج ذلك بإعلان حسن نصر الله أنه لن يكون هناك إنتاج للغاز والنفط
في إسرائيل، إذا لم يحصل لبنان على حقه"، وأننا "لن نرفع راية الاستسلام
للأمريكيين والإسرائيليين مع استمرار انهيار لبنان، لأنه لن يكون مقبولا بأي
حال"، وهذه التهديدات تدخلنا في معضلة فعلية، خشية انجرارها إلى أيام المعارك
والتدهور الميداني".
وتتداول الأوساط
العسكرية الخيارات المفضلة للرد على تهديدات الحزب، وفي الوقت ذاته، عدم العودة
لتصعيد عسكري على الحدود، أولها يتمثل باستهداف أهداف للحزب في سوريا، وثانيها
مهاجمة مواقع بنية تحتية بعيدة للحزب في قلب لبنان مثل مستودعات الصواريخ غير
الدقيقة، وثالثها ضرب أهداف أخرى للحزب يفضل أن تكون فارغة على الحدود الشمالية،
خاصة وأن القناعة السائدة في دولة الاحتلال أن الحزب "تسلق شجرة طويلة،
وسيكون من الصعب عليه النزول منها دون ردّ على إسرائيل".
في الوقت ذاته، تتحدث
المحافل الاستخبارية التي تتابع التطورات اللبنانية أن الحزب يرى أن أي اتفاق
لبناني إسرائيلي حول الغاز سيكون اعترافًا بكيان إسرائيلي، وهو يعارض ذلك، ولكن
إذا رأى أن ذلك الاتفاق يحمل شروطا تحسينية لصالح لبنان، فسيكون حينها قادرًا على
القول إن ذلك تحقق بفضل تهديداته، لكن التقديرات الإسرائيلية أنه لا توجد نية
للانسحاب من الاتفاقات.
الخلاصة الإسرائيلية
أنه رغم ارتفاع وتيرة التصعيد بين دولة الاحتلال والحزب، لكن المعطيات الداخلية
تقول بغير ذلك، بدليل أن غانتس سافر إلى مؤتمر أمني في الولايات المتحدة، وكوخافي لا
يزال في المغرب، وبالتالي فهذه مؤشرات على أنهما غير مهتمين بالحرب، لأنهما
يتفهمان أثمانها الباهظة، ويتذكران الخطأ الإسرائيلي منذ 16 عامًا، وأدى إلى حرب
ليست ضرورية في 2006، لكنها كلفت الاحتلال أعباء وأثمانا بشرية وعسكرية وردعية
غاية في الخطورة والفداحة.
اهتمام إسرائيلي ملفت بزيارة كوخافي وحفاوة استقباله بالمغرب
FT: الهجمات الإسرائيلية تغذي الخوف وانعدام الثقة في إيران
الغارديان: "إيباك" تستهدف مرشحين ديمقراطيين معادين لإسرائيل