كشفت صحيفة عبرية عن توتر متصاعد يتفشى بين العديد من كبار القادة العسكريين في جيش الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية سعي وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس لاختيار رئيس أركان جديد خلفا للجنرال أفيف كوخافي.
يذكر أن تعيين قائد جديد لجيش الاحتلال مسألة ليست عسكرية فحسب، بل إن السياسي والحزبي يتداخل معها، لاسيما وأن مشاروات غانتس تتم وسط أزمة حكومية خطيرة، ومن المتوقع بين لحظة وأخرى أن يتم الإعلان عن انهيارها، مما دفعه للإسراع بهذه المشاورات على غير العادة، مما أثار غضب كوخافي، لأنها تتم بصورة مبكرة حسب رأيه.
وأكدت صحيفة "إسرائيل اليوم" في تقرير لمراسلتها للشؤون الأمنية والعسكرية، درب ليلك، أن رئيس الأركان الحالي كوخافي، "غير راض" عن إعلان غانتس، البدء بعملية تعيين رئيس الأركان الـ 23 للجيش الإسرائيلي في الأيام المقبلة، وذلك قبل نهاية ولاية كوخافي بستة أشهر.
وبينت أن "كوخافي حاول إقناع وزير الجيش بتأجيل بدء عملية تعيين رئيس الأركان قدر الإمكان"، مؤكدة أن "كوخافي يخشي أن يصبح رئيس أركان أعرج ولا يريد أن يصبح بطة عرجاء؛ ما يعني أن الجيش سينحاز لرغبات خليفته في المنصب".
وذكر كوخافي، أنه "لهذا السبب بالتحديد، ليس من المعتاد تعيين رئيس أركان قبل التبادلات بوقت طويل".
وتوقعت الصحيفة، أن "يتم استبدال رئيس الأركان في كانون الثاني/ يناير 2013، علما بأن الوزير غانتس قرر دفع العملية بسبب الوضع السياسي المعقد والخوف من سقوط وشيك للحكومة الحالية برئاسة نفتالي بينيت".
ولفتت إلى أن "غانتس يخشى من وضع سياسي يؤدي إلى شل قدرة الحكومة على اتخاذ القرارات، بحيث لا يتم تنفيذ عملية تعيين رئيس الأركان في الوقت المناسب"، موضحة أن "هذا التحرك متسق بين وزير الجيش ورئيس هيئة الأركان، والعاملين (كبار قادة الجيش)".
اقرأ أيضا: غانتس "يشاكس" بينيت رغم حظوظه المتدنية برئاسة الحكومة
وأشارت "إسرائيل اليوم"، إلى أن "قلق وزير الجيش، هو خشية من الوصول إلى وضع مشابه لما واجهته الشرطة، حيث فشلت الحكومة لفترة طويلة في تعيين مفوض بديل"، منوهة إلى أنه "من المحتمل أن يكون غانتس قد سعى أيضا إلى تسريع العملية خوفا من أن يصل بنيامين نتنياهو إلى رئاسة الوزراء في حدث سياسي أو آخر في المستقبل القريب".
وأضافت: "سيكون لنتنياهو رأي واضح حول من سيكون رئيس الأركان القادم، لأنه ليس سرا أن نتنياهو يقدر بشكل كبير نائب رئيس الأركان السابق، الجنرال إيال زمير، وهو المرشح المفضل بالنسبة لنتنياهو وأحد الجنرالات الرئيسيين"، مبينة أن "غانتس بعد قراره البديل بعملية التعيين، استدعى المرشحين المعنيين لإجراء المقابلات".
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع ويللا، نقل عن أوساط كوخافي في تقرير ترجمته "عربي21" أشار إلى أن "ما يثير غضب كوخافي أن ستة أشهر تبقت له في موقع الجندي الأول، وبالتالي فإن مساعي غانتس تأتي في وقت أبكر مما كان متوقعا، رغم أن أوساط وزارة الحرب لا تخفي أن الأخير يريد تلاشي السيناريو المعقد الذي قد يجد فيه نفسه في حال انهارت الحكومة، مما قد يحول بينه وبين اختيار منصب حساس في الجيش خلال حكومة انتقالية، الأمر الذي سيجعل الأنظار تتجه الى القائد "القادم" للجيش على حساب قائده "الحالي".
هناك مسألة لا تقل أهمية عما سبقها، وتتعمد أوساط كوخافي إخفاءها وتتعلق بأنه يسعى لخلع البزة العسكرية فور انتهاء مهامه الحالية لدخول الحلبة السياسية والحزبية، كما جرت العادة لدى معظم رؤساء الأركان السابقين، ولذلك يريد المحافظة على صورته التي تتصدر وسائل الإعلام، دون شعوره بأن أحدا ما يزاحمه عليها.
في الوقت ذاته، فإن مسارعة غانتس لإجراء مشاوراته مع الخلفاء المحتملين لكوخافي الواردة أسماؤهم أعلاه، "تحرق" كثيرا من الخطوات المتبعة في دولة الاحتلال التي تتخللها عملية اختيار قائد الجيش، مثل إجراء مشاورات مع رؤساء الأركان ووزراء الحرب السابقين، ممن ليس لديهم أطماع سياسية وعسكرية، بل غادروا المشهد السياسي منذ زمن، وبالتالي تكون اعتباراتهم مهنية بحتة.
كما أن محاولة غانتس سباق الزمن لاختيار قائد جديد للجيش بهذه السرعة قد تحول دون قدرة المرشحين المحتملين على تقديم الإستراتيجية والخطة متعددة السنوات للجيش الإسرائيلي على النحو الذي يراه كل منهم مناسبة، بحيث يخضع غانتس كل خطة منها على بساط البحث والتحليل والفحص.
مع العلم أن اختيار قائد جديد لجيش الاحتلال عملية معقدة لا تقتصر على غانتس لوحده، بل إنه مطالب بتقديم مرشحه لمكتب المدعي العام في الدولة للحصول على موافقة استثنائية بسبب الظروف غير العادية التي تمر بها الحكومة، وفي هذه الحالة قد يدخل التعيين الجديد في أزمة قانونية دستورية، إذا لم يبد المدعي العام اقتناعه بالحاجة الملحة للاستعجال بتعيين قائد جديد للجيش، وستكون فرص رفضه لذلك أكثر إذا علم أن الدافع لذلك هو الخشية من سقوط الحكومة، لأنه سيكتشف بسهولة أن العامل الحزبي الشخصي طغى على العامل المهني الخاص بالدولة.
والليلة الماضية، أعلن مكتب غانتس، أن الوزير سيبدأ عملية تعيين رئيس الأركان الثالث والعشرين للجيش الإسرائيلي في الأيام المقبلة.
وجاء في البيان، أن الوزير أبلغ الجنرالات الثلاثة المرشحين "من أجل التأكد من استعدادهم للترشح لهذا المنصب، والاستماع إلى آرائهم حول رؤيتهم للجيش في السنوات المقبلة ومنصب رئيس الأركان".
بالإضافة إلى ذلك، يخطط غانتس للقاء المرشحين للمنصب في الأيام المقبلة، على الأرجح الأسبوع المقبل، وسيصل الجنرالات الثلاثة الذين يتواجدون خارج إسرائيل في الأيام المقبلة، ومن المتوقع أن يسأل غانتس الجنرالات، من بين أمور أخرى، عن خططهم للجيش الإسرائيلي في المستقبل حتى عام 2030".
وبحسب ما ورد في وسائل الإعلام العبرية، فإن المرشحين إضافة إلى زمير، هما: الجنرال يوئيل ستريك قائد ذراع البرية في الجيش الإسرائيلي، والجنرال هيرتسي هليفي نائب رئيس الأركان الحالي والقائد السابق لشعبة الاستخبارات "أمان".
مناورة إسرائيلية في قبرص رغم زيارة تشاووش أوغلو
جيش الاحتلال يحذر من تبعات التراجع عن مسار "مسيرة الأعلام"
إحباط إسرائيلي من الفشل في مواجهة المقاومة الفلسطينية