صحافة إسرائيلية

إحباط إسرائيلي من انتخابات أستراليا.. "أطاحت بالأصدقاء"

حزب العمال الأسترالي الذي عاد إلى السلطة مليء بالعناصر المعادية لإسرائيل- جيتي

راقبت الأوساط الإسرائيلية بقلق نتائج الانتخابات الأسترالية الأخيرة التي أسفرت عن هزائم لعدد من السياسيين الموالين لدولة الاحتلال، بما فيهم رئيس الوزراء المنتهية ولايته سكوت موريسون، ما يعني أنها خسرت حكومة صديقة للغاية، ومن الآن فصاعدا، ستتلقى إسرائيل من أستراليا موقفًا أكثر برودة، وانضباطا، وانتقادا، وأكثر توترا.


مع العلم أن حزب العمال الأسترالي الذي عاد إلى السلطة بعد تسع سنوات في صفوف المعارضة مليء بالعناصر المعادية لإسرائيل، وقادته ليس لديهم موقف دافئ تجاهها مثل قادة الحزب الليبرالي المنافس، الأمر الذي يعني أن أستراليا لن تعامل من الآن فصاعدا دولة الاحتلال في مؤسسات الأمم المتحدة المختلفة بطريقة ودية، كما كان سابقا في السنوات الماضية.


إيهود يعاري المستشرق الإسرائيلي توقع في مقال على موقع القناة 12، ترجمته "عربي21" أن "تسفر نتائج الانتخابات الأسترالية إلى حدوث انسحاب أو تعديل للاعتراف الأسترالي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وضغط مستمر من الجناح اليساري للحزب لتنفيذ مؤتمر العمال لعام 2019 للاعتراف، دون تأخير، بالدولة الفلسطينية، مع العلم أن رئيس الوزراء الجديد أنتوني ألبانيز أدلى مرارًا وتكرارًا بتصريحات انتقادية للغاية بشأن إسرائيل، بما في ذلك تعبيراته عن تفهم دوافع منفذي الهجمات الفلسطينية".


وأضاف أن "ألبانيز سبق له أن أعرب عن أسفه لردود الجيش الإسرائيلي غير المتكافئة على الهجمات الفدائية الفلسطينية، بل وعبر ذات مرة عن دهشته من التجنيد الإجباري في إسرائيل، وفي نفس الوقت فإنه يعارض مقاطعتها، رغم أنه في السنوات الأخيرة امتنع عن التصريح بهذه الآراء السابقة بشأن إسرائيل، واختار اتخاذ موقف ودي تجاهها، لكن ذلك لا يلغي فرضية أنه في البرلمان الأسترالي الجديد، في المجلسين، سيكون هناك هذه المرة العديد من المندوبين ممن يتبنون، بطريقة أو بأخرى، نهجاً مناهضاً لإسرائيل".

 

اقرأ أيضا: اليسار ينهي عقدا من حكم المحافظين في أستراليا

تشير المحافل السياسية والدبلوماسية الإسرائيلية إلى أن أعضاء البرلمان الأسترالي الذين تم اختيارهم بمساعدة الملياردير سيمون هولمز كورت، يدركون جيدا موقفه العدائي تجاه إسرائيل، ونشاط والدته القوي المناهض لها، كما أن حزب الخضر الذي دخل البرلمان ليس له مواقف مؤيدة لإسرائيل، مع العلم أنه منذ خسارة الليبراليين من الدوائر الثرية، فقد فشل عدد من أصدقاء إسرائيل الكبار في الانتخابات، ومنهم وزير المالية جوش فريدنبرغ، أول رئيس وزراء يهودي لأستراليا، كان قد هزم في ملبورن، وسفير أستراليا السابق في إسرائيل ديف شارما، الذي هزم في سيدني. 


صحيح أن هناك مسافات بعيدة تفصل دولة الاحتلال عن أستراليا، التي لن تكون مكترثة كثيرا بمناقشات حول قضايا الشرق الأوسط، ومنها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لكن الولايات المتحدة، الشقيقة الكبرى لدولة الاحتلال، تشعر دائمًا براحة أكبر حين تكون الحكومة في الدول السكسونية مثل أستراليا وكندا وبريطانيا تقف بجانب إسرائيل، في ظل أن وزيرة الخارجية المتوقعة فاني وونغ بعيدة عن تبني المواقف الإسرائيلية، واليوم ستكون إسرائيل أمام اختبار في مدى مساعدة ألبانيز لها في تطوير علاقاتها الآسيوية، خاصة مع إندونيسيا، بعدما ساعدت حكومات استراليا السابقة هذه الجهود.


لكن الآن، ستكون الحكومة الأسترالية الجديدة أقل حرصًا على التعاون مع الولايات المتحدة في مواجهة الصين، حيث يتخذ عدد غير قليل من قادة الأحزاب موقفًا "لينًا" تجاه بكين، بل إن البعض يضغط من أجلها، ومن الأمثلة البارزة وزير الخارجية السابق بوب كار، الذي يقود الخط المناهض لإسرائيل في حزب العمال، وفي الوقت نفسه لا يتفق مع سلوك الرئيس جو بايدن تجاه الصين.