ما زال جدل الحجاب يخيم على أجواء الحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية مع اقتراب موعد إجراء الجولة الثانية بين الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون والمرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، في 24 نيسان/ أبريل الجاري.
والثلاثاء، جددت زعيمة "التجمع الوطني" لوبان رغبتها في حظر ارتداء الحجاب بالكامل في الأماكن العامة، حيث إنها تعتبر أنه لا يوجد أي تمييز بين الحجاب والنقاب أو البرقع.
وتسعى لوبان إلى سن قانون يمنع ارتداء الحجاب بصفة كلية في الشوارع والمتاجر والمطاعم ووسائل النقل العام، مع المحافظة عليه في الأماكن الخاصة مثل المنازل والمساجد.
وبررت مارين لوبان موقفها بزعمها أن "أولئك الذين لا يلبسونه يتعرضون للضغط، الحجاب هو زي إسلامي، إنه زي أيديولوجي وليس ديانة".
وفي شباط/ فبراير الماضي، قدمت مارين لوبان مشروع قانون "يهدف إلى محاربة الأيديولوجيات الإسلامية"، فيما تهدف المادة 10 منه إلى "تحريم الملابس الإسلامية في الفضاء العام".
وإذا لم يتم تحديد كلمة "حجاب" حينها، فقد أكدت لوبان بالفعل على إذاعة فرنسا الدولية، في 8 نيسان/ أبريل، أن "الحجاب مشمول في هذا القانون"، موضحة أنها ستنفذ هذا الإجراء من خلال "غرامة، مثل غرامة قيادة السيارات دون رخصة مثلا".
وفي اليوم ذاته، ندد المرشح الرئاسي ماكرون بهذا المشروع، على قناة "بروت"، باعتباره مخالفا لمبدأ "العلمانية" في فرنسا، قائلا: "إذا كانت المرشحة اليمينية المتطرفة مارين لوبان تحظر الحجاب، بموجب دستورنا، فسيكون عليها أن تحظر اليرملك، وعليها أن تحظر الصليب، وعليها أن تحظر العلامات الدينية الأخرى، حظر الحجاب هذا لا يقوم على مفهوم العلمانية".
وردت مارين لوبان على ماكرون قائلة: "إنها مسألة حظر في المنتدى الخارجي أي شكل من أشكال التعبير العلني للآراء التي تشكل بحد ذاتها اضطرابا خطيرا للنظام العام وهذا هو الحال بالفعل".
ولم يحظر ماكرون طوال فترة رئاسته الملابس الدينية، لكنه أشرف على إغلاق العديد من المساجد والمدارس والجماعات الإسلامية، بمساعدة فريق خاص بحجة "اجتثاث المناطق التي يشتبه في أنها تتكاثر للتطرف"، مؤكدا أن "مسألة الحجاب ليست هاجسا" بالنسبة له.
وأقرت حكومة ماكرون قانونا مثيرا للجدل العام الماضي لمحاربة "الانفصالية"، وهي الكلمة المستخدمة لوصف خلط السياسة بالإسلام، والذي يعتبر "خطيرا على قيم العلمانية في فرنسا".
وحظرت فرنسا عام 2004 الحجاب في الفصول الدراسية، كما أنها حظرت عام 2010 النقاب الذي يغطي الوجه في الشوارع.
مظاهرات ضد لوبان
إلى ذلك، ستنظم عدة مظاهرات في فرنسا السبت، للتنديد بوجود مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، قبل أسبوع من عقدها.
ووقعت العشرات من النقابات والمنظمات غير الحكومية والجمعيات على نداء موحد الخميس، للمطالبة بالتعبئة، من ضمنها: رابطة حقوق الإنسان، والجامعة العامة للشغل، واتحاد القضاء،و SOS-Racisme، والاتحاد الوطني لطلبة فرنسا.
وأكد الموقعون على البيان أن عرقلة مارين لوبان في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية يكمن في "منع ظهور مشروع اجتماعي مدمر لسيادة القانون، وللجمهورية الاجتماعية والديمقراطية الموحدة التي ندافع عنها كل يوم".
اقرأ أيضا: لوبان: بورقيبة منع الحجاب في الجزائر.. وسخرية (شاهد)
ولم تقتصر الدعوة للتظاهر على العاصمة باريس فقط بل شملت عديد المدن الكبرى مثل: ليون، ونانت، ورين، وكون، ومرسيليا، ونيس، وبوردو، وغرونوبل، وليل.
هذا موعد الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة الفرنسية.. والأوفر حظا
لوبان: بورقيبة منع الحجاب في الجزائر.. وسخرية (شاهد)
قراءة تحليلية في نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الفرنسية