أثار الكاتب ديفيد
أغناتيوس، جملة من التساؤلات بشأن الطرق الأفضل، لمساعدة الأوكرانيين، ضد القوات
الروسية، فضلا عن الكيفية في وضع نهاية للحرب الدائرة هناك، قبل "تدمير
البلاد".
وقال الكاتب في مقال بصحيفة واشنطن
بوست، ترجمته "عربي21"، "قد يبدو السؤالان متناقضين بشدة، لكن
إدارة بايدن تعتقد أنهما مرتبطان ببعضهما البعض، وهي محقة بذلك. فمن خلال تكثيف
المساعدة العسكرية لأوكرانيا - وجعل الرئيس فلاديمير بوتين يدفع ثمنا باهظا لغزوه
- ستعزز الولايات المتحدة وحلفاؤها فرص اتفاق سلام لا يمثل استسلاما لعدوان روسيا
الصارخ".
وأضاف أغناتيوس، أن الدعم العسكري
لأوكرانيا هو أفضل خطة سلام. بالفعل، وساهم دفاع أوكرانيا الشجاع في دفع بوتين إلى
تخفيف مطالبه الحربية الأولية. تجري عملية سلام، يشارك فيها وسطاء محتملون من
إسرائيل وألمانيا وفرنسا ودول أخرى. دعونا نأمل أن يؤدي هذا إلى وقف إطلاق النار
قبل وقت طويل. لكن أي تسوية حقيقية ستتطلب من بوتين تغيير مساره ليس فقط لإنقاذ
أوكرانيا، ولكن لإنقاذ روسيا.
وأشار إلى أن الدبلوماسيين عملوا، ساعات
إضافية الأسبوع الماضي للتوصل إلى صيغة لأوكرانيا محايدة على غرار النمسا، التي
ستضمن أمنها ألمانيا وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة وربما دول أخرى. ستعكس هذه
الصيغة تنازلا رئيسيا من قبل بوتين، لكنها قد تقلل أيضا من المكانة البطولية
للرئيس فولوديمير زيلينسكي. قد يجادل العديد من الأوكرانيين بأن شعبهم لم يقاتل
ولم يمت من أجل تحقيق الحياد.
وتابع: "يجب أن يعود قرار الحرب
والسلام إلى زيلينسكي وأمته. لكن مع تقدم الدبلوماسية، تبدو العديد من الأشياء
مؤكدة. أولا، من المؤكد أن هناك المزيد من القتال في طريق الهدنة. ثانيا، سيحتاج
الأوكرانيون وشركاؤهم في الناتو أيضا إلى دبلوماسيين من الدرجة الأولى للتفاوض مع
المفاوضين الروس الماكرين، في عملية يمكن أن تشبه اتفاقات دايتون لعام 1995 التي
أنهت حرب البلقان".
وشدد على أن بوتين يحتاج إلى السلام
أكثر من أي شخص آخر، لأنه فشل في تحقيق أهدافه الحربية: فأوكرانيا لم تنهر، ولقد
أثبتت أنها الأمة الحقيقية الموحدة التي ادعى بوتين أنها غير موجودة، وأوروبا لم
تتراجع أمام المطالب الروسية وبدلا من ذلك، أصبحت أكثر اتحادا من أي وقت مضى منذ
عام 1945. وكذلك الولايات المتحدة ليست بلا قيادة ومختلة، فقد استطاع بايدن أن يحصل
على دعم الحزبين".
اقرأ أيضا: إحباط محاولة لاغتيال زيلينسكي..وإنزال جوي روسي في "خاركيف"
وقال أغناتيوس: "لقد فشلت مقامرة
بوتين المتهورة، وكلما استمر في الحرب ودمر مدن أوكرانيا أصبح هذا الفشل أعمق
وأطول أمدا".
وشدد على أن زيارة بايدن الأولى
لأوروبا الأسبوع المقبل، يجب أن تكون منصة للحملة المزدوجة المقبلة، ويجب أن يعيد
تأكيد التزامات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة
لمقاومة هجوم روسيا غير القانوني وغير المبرر، وعليه أن يدعم جهود السلام التي
تسارعت خلال الأسبوع الماضي.
وأكد على أن حرب بوتين، يجب أن تنتهي
بهزيمة مطلقة، لكن في العصر النووي، قد لا تكون النتائج الحاسمة ممكنة، مثلما حدث
حينما قرر الرئيس فرانكلين دي روزفلت في كانون الثاني/ يناير 1943 مطالبة ألمانيا النازية
وإمبراطورية اليابان بالاستسلام غير المشروط.
وقال إن الغرب يرغب في بناء ديمقراطية
بروسيا، لكن لا يمكن الحصول عليها من خلال قوة السلاح، لسبب بسيط، لقد أشار بوتين
إلى رغبته في استخدام الأسلحة النووية إذا تعرض لهجوم من قبل الولايات المتحدة
وشركائها في الناتو. قال بايدن (وربما بالغ في قوله) منذ البداية إنه سيتجنب
الصراع العسكري المباشر مع روسيا. هذا هو السبب في أن مناطق حظر الطيران وعمليات
نقل طائرات ميغ غير حكيمة.
وأشار الكاتب إلى أن الولايات المتحدة
ليست بحاجة لخوض الحرب العالمية الثالثة لتدمير القوة الروسية. فبوتين يدمر نفسه. وكلما
طال أمد الحرب، قلَّت القوة العسكرية والاقتصادية لروسيا. يقوم نظام بوتين
بالتصفية الذاتية، وإذا تمكنت الولايات المتحدة وحلفاؤها من مساعدة أوكرانيا على
البقاء في القتال، فأوكرانيا ليست بحاجة للفوز، مثل الجنرال جورج واشنطن في الحرب
الثورية، وتحتاج فقط للبقاء على قيد الحياة.
وشدد على أن الجميع الآن في نقطة تحول محتملة، حيث يرى كل طرف بعض المزايا في سلام يتم التفاوض عليه، ومن
المفارقات، أن هذا هو الوقت الذي يجب أن تضاعف فيه الولايات المتحدة دعمها
لأوكرانيا، حتى تصمت آخر بنادق الغزاة الروس.
صحفي روسي يكشف الرجل الذي شجع بوتين على غزو أوكرانيا
إذاعة: كوريا الشمالية أصدرت أوامر بالاستعداد للحرب
إندبندنت: هل يكون الخليج الرابح الأكبر من غزو روسيا لأوكرانيا؟