نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أشارت فيه إلى توجيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، نداء وصفته بـ"اليائس"، إلى البرلمان الأوروبي لمساندة بلاده، لافتة إلى أن أوروبا قد لا تقدم له كل المساعدة التي يريدها بالسرعة التي يطلبها، سواء بالعضوية للاتحاد أو الإمدادات العسكرية.
وصف زيلينسكي مشاهد رهيبة تدور حوله، بما في ذلك القصف المميت لخاركيف وقتل الأطفال. وقال في خطاب عبر الانترنت: "نحن الآن نكافح من أجل البقاء.. لكننا نكافح أيضا من أجل أن نكون أعضاء متساوين في أوروبا".
وختم: "لقد أثبتنا قوتنا. لقد أثبتنا أننا، كحد أدنى، نحن مثلكم تماما. لذا، أثبتوا أنكم معنا. أثبتوا أنكم لن تتركونا نذهب. أثبتوا أنكم أوروبيون بالفعل. وبعد ذلك ستنتصر الحياة. وينتصر النور على الظلام".
وقد قوبل الخطاب بحفاوة بالغة من المشرعين، وأصدروا قرارا الثلاثاء الماضي يدعو إلى قيام الاتحاد الأوروبي "بالعمل من أجل منح البلد وضع مرشح الاتحاد الأوروبي"، لكن الدول منقسمة حول استعدادها لفتح الباب.
في الوقت ذاته، بدا إعلان الاتحاد الأوروبي التاريخي في عطلة نهاية الأسبوع أنه سيمول ويسهل إرسال الأسلحة والمعدات إلى أوكرانيا - وهي خطوة لم يسبق لها مثيل للكتلة التجارية المكونة من 27 دولة – أقل حجما إلى حد ما يوم الثلاثاء، بعد أن تبين بعد اجتماع الاتحاد الأوروبي أن مسؤول السياسة الخارجية قد خرج عن نصه عندما وعد بطائرات مقاتلة.
اقرأ أيضا: هل ضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي إجراء قابل للتطبيق الآن؟
سلط كلا التطورين الضوء على ضعف أوكرانيا، حيث تعهد العالم بالدعم لكنه يترك الأوكرانيين للقيام بالقتال.
الثلاثاء الماضي، تحدث زيلينسكي بشكل مؤثر عن تلك العزلة: "نحن نقاتل من أجل أرضنا فقط.. على الرغم من حقيقة أن جميع مدننا محاصرة، فلن يدخل أحد ويتدخل".
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، قد أعلن في مؤتمر صحفي يوم الأحد أن الطائرات العسكرية ستكون من بين المساعدات التي يدفع ثمنها 555 مليون دولار من الصندوق العسكري والإنساني الذي وافق عليه وزراء الخارجية في ذلك اليوم. الفكرة هي أنه سيتم تعويض الدول عن المعدات التي تقدمها.
قال بوريل: "سنقوم بتوريد الأسلحة وحتى الطائرات المقاتلة.. نحن لا نتحدث عن الذخيرة فقط. نحن نقدم أهم الأسلحة للذهاب إلى الحرب".
لكن يوم الثلاثاء، أصبح من الواضح أن دول الاتحاد الأوروبي ربما لا تكون على وشك إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا.
نوقشت فكرة الطائرات بين وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. ووفقا لمسؤولين مطلعين على التبادلات، صرح وزراء الخارجية يوم الأحد بأن بلغاريا وسلوفاكيا وبولندا قد تساهم، لأن لديهم طائرات ميج 29 روسية الصنع أكثر توافقا من الطائرات الغربية مع الجيش الأوكراني.
لكن لم يتم استكمال أي شيء، وفقا لما ذكره دبلوماسي من الاتحاد الأوروبي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته للحديث عن الاجتماعات الخاصة. وكان إعلان بوريل - الذي جاء ردا على سؤال حول كيفية إيصال العتاد إلى أوكرانيا، وليس في تصريحاته المعدة – مفاجئا.
اقرأ أيضا: الرئيس الأوكراني يوقع طلب الانضمام للاتحاد الأوروبي (شاهد)
وقال القادة البلغاريون والسلوفاكيون منذ ذلك الحين إنهم لا يخططون لإرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا في الوقت الحالي. وقال الرئيس البولندي أندريه دودا، الثلاثاء، إن بلاده أيضا لا تنوي إرسال طائرات إلى أوكرانيا، رغم أنه بدا وكأنه يترك بعض الغموض حول هذا الاحتمال.
وقال دودا للصحفيين: "نحن لا نرسل أي طائرات إلى أوكرانيا لأن ذلك من شأنه أن يفتح تدخلا عسكريا في الصراع الأوكراني.. نحن لن ننضم إلى هذا الصراع ولن نرسل أي طائرات إلى المجال الجوي الأوكراني".
ولم يتضح ما إذا كان تعمد أن يترك الباب مفتوحا أمام احتمال أن يتمكن الأوكرانيون من استلام الطائرات في بولندا أو نقل الطائرات برا إلى الحدود الأوكرانية. وجعل رئيس الوزراء البولندي ماتيوز مورافيكي الرفض أكثر تحديدا في وقت لاحق.
وربما يلعب دورا في هذا التحفظ، كون الدول المجاورة لأوكرانيا، في حين أنها تريد أن تكون داعمة، فهي أيضا قلقة من مواجهة مباشرة مع روسيا.
معظم الدول في أوروبا ترسل مساعدات عسكرية. وعدت ألمانيا بتقديم ألف سلاح مضاد للدبابات و500 صاروخ أرض-جو من طراز ستنغر، وأرسلت ليتوانيا صواريخ مضادة للطائرات. وسترسل بلجيكا ألفي رشاش و200 سلاح مضاد للدبابات. وترسل هولندا 200 صاروخ ستينغر وأسلحة مضادة للدبابات وأنظمة رادار. وترسل لكسومبورغ الصغيرة 100 سلاح مضاد للدبابات و20 ألف طلقة ذخيرة. وأرسلت بولندا قاذفات قنابل وخوذات ومدافع هاون وذخيرة، كما وعدت بأنظمة صواريخ جافلين وبنادق هجومية.
لكن المجر قالت هذا الأسبوع إنها لن تسمح بنقل أسلحة فتاكة عبر أراضيها في طريقها إلى أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية بيتر زيجارتو الاثنين الماضي خلال زيارة لكوسوفو "مثل هذه الشحنات قد تصبح هدفا لعمل عسكري عدائي.. علينا ضمان أمن المجر... حتى لا نتورط في تلك الحرب".
لسنوات، كانت أوكرانيا تطمح إلى عضوية الاتحاد الأوروبي. وقدم زيلينسكي يوم الاثنين طلبا رسميا، بينما طلب "الانضمام الفوري بموجب إجراء خاص جديد".
هناك بعض الزخم لفكرة قبول أوكرانيا. وقع رؤساء ثماني دول من وسط وشرق أوروبا على رسالة مشتركة يوم الاثنين عبروا فيها عن دعمهم.
وجاء في الرسالة: "نحن رؤساء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي: جمهورية بلغاريا، وجمهورية التشيك، وجمهورية إستونيا، وجمهورية لاتفيا، وجمهورية ليتوانيا، وجمهورية بولندا، والجمهورية السلوفاكية، وجمهورية سلوفينيا نعتقد بقوة أن أوكرانيا تستحق النظر في طلبها الانضمام الفوري إلى الاتحاد الأوروبي".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين يوم الاثنين، إن أوكرانيا "واحدة منا ونريدها في الاتحاد الأوروبي".
لكن رغم تفاؤلهم بشأن التوقعات، لم يلزم المسؤولون الأوروبيون أنفسهم.
عادة ما تستمر محادثات العضوية في الاتحاد لسنوات. يتفاوض الجانبان حول المعايير، ويعدل الوافد المحتمل قوانينه وأنظمته لتتماشى مع قوانين الاتحاد الأوروبي الحالية.
انضمت كرواتيا العضو الجديد في عام 2013 بعد عقد من المحادثات. لقد تفاوضت دول غرب البلقان الأخرى لسنوات، دون إحراز تقدم واضح. قد يزعج تسريع دخول أوكرانيا للاتحاد من خلال إلغاء بعض الروتين مقدونيا الشمالية وألبانيا وغيرهما [من الدول التي تسعى للانضمام للاتحاد].
بشكل أكثر جوهرية، عانت أوكرانيا من الفساد إلى حد أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي كانت حذرة من منحها عضوية الاتحاد. كما أن حجمها والفقر يجعل من الأصعب انضمامها للاتحاد.
وبعدد سكانها البالغ 44 مليون نسمة، ستكون خامس أكبر دولة في الكتلة. ولكن حتى أفقر دول عضو في الاتحاد الأوروبي حاليا، بلغاريا، هي أثرى بثلاثة أضعاف أوكرانيا بحسب نصيب الفرد - مما أدى إلى حاجة اقتصادية كبيرة، في ظل الاتحاد الأوروبي.
بعض دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي يخشى من أن الضغط من أجل محادثات العضوية يصرف الانتباه عن الاحتياجات الفورية لأوكرانيا، خاصة وأنه ليست كل دولة تشارك الرأي.
MEE: تل أبيب تخشى غضب بوتين بسوريا إذا اصطفت مع الغرب
NYT: محطات مترو كييف تحولت إلى ملاجئ لآلاف الأشخاص
إسرائيليون يطالبون أمريكا بعدم معاقبة ملياردير روسي.. لماذا؟