تحدث الكاتب الإسرائيلي باراك رافيد، عن العوائق والمشاكل التي قد تواجه التطبيع مع البحرين.
وقال رافيد في تقرير نشره موقع "واللا"، وترجمته "عربي21"، أنه "خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عمله في مكتب رئاسة الوزراء، تعامل نفتالي بينيت ببرود شديد نحو اتفاقيات أبراهام التطبيعية، بل إنه بالكاد علق على الموضوع، وترك معالجة القضية لوزير الخارجية يائير لابيد، ولعل المرة الأولى التي نطق فيها بينيت بعبارة "الاتفاقيات الإبراهيمية" كانت في سبتمبر، بعد أيام قليلة من مرور عام على التوقيع عليها، لكن الأمور تغيرت منذ ذلك الحين".
وأضاف أن "بينيت أدرك اليوم أن ما تحوزه الاتفاقيات التطبيعية من إمكانات تجعلها صاحبة مساهمة سياسية وقيمة اقتصادية وأهمية أمنية، وحتى مكاسب سياسية، وقد ظهر هذا التفاهم بارزًا جدًا خلال زيارته الأخيرة إلى البحرين قبل أيام، بعد زيارة سريعة لأبوظبي في ديسمبر، سافر إليها برفقة منخفضة، وبدون صحفيين، لكنه وصل إلى البحرين برفاهية رفيعة، وبصحبته 30 مراسلاً، نصفهم من وسائل الإعلام الدولية، وانتظره وزيرا الخارجية والصناعة البحرينيان على السجادة الحمراء، وعزف النشيد الوطني الإسرائيلي "هاتكفا"، واجتمع لمدة أربع ساعات مع الملك".
اقرأ أيضا: الغارديان: المنامة استخدمت "بيغاسوس" ضد أصدقاء وخصوم بالبحرين
وتاليا ترجمة بقية التقرير:
تابع الإسرائيليون عن كثب أن مضيفيهم في البحرين وسعوا دعاية الزيارة إلى أقصى حد، وكان من المهم بالنسبة لهم إظهار أنهم لم يخفوا تفاصيل الزيارة، ولم يخشوا الانتقاد من أحد، وعلى غير العادة، قاموا ببث استقبال بينيت في ديوان رئيس الوزراء البحريني أمام وسائل الإعلام المحلية، وبثه على الهواء مباشرة على قناة التلفزيون الحكومية، وتصدرت الأنباء عن الزيارة عناوين الصحف في البلاد لمدة يومين، ونشرت وكالة الأنباء البحرينية كل ساعة مقالاً وخبرا وتقريرا جديداً عن الزيارة مصحوباً بالصور.
في الوقت ذاته، وقبل وقت قصير من مغادرة بينيت للبحرين، عقد وزير خارجيتها عبد اللطيف الزياني مؤتمرا صحفيا مع المراسلين الإسرائيليين والأجانب، وأجاب عن الأسئلة، وسجل الإسرائيليون تفاخره بالاتفاقيات الـ38 الموقعة حتى الآن بين تل أبيب والمنامة، مع العلم أنه في لقاءاتهم المغلقة مع بينيت، قدم المضيفون البحرينيون بعض المشاكل التي يواجهونها في تنفيذ بعض اتفاقيات التطبيع، وينبع جزء كبير منها من البيروقراطية الإسرائيلية.
من ذلك مثلا، تأجيل اتفاقية الضرائب بين الجانبين لعدة أشهر، والسبب في ذلك تحفظات مسؤولي وزارة المالية الإسرائيلية الذين يزعمون أن البحرين ستصبح ملاذا ضريبيا لرجال الأعمال الإسرائيليين، ونتيجة التأخير توقف التجارة والاستثمار بينهما.
وهناك مثال آخر يتعلق بالسياحة، فعلى عكس الإمارات العربية المتحدة، لا يصل السياح الإسرائيليون بأعداد كبيرة إلى تلك المملكة، حيث تطير شركة طيرانها لإسرائيل مرتين أسبوعيا، لكن الخطوط الجوية الإسرائيلية لا تطير هناك بعد، والسبب هو المتطلبات الأمنية لجهاز الأمن العام- الشاباك، التي لم يتم تسويتها بعد.
صحيح أن العلاقات الإسرائيلية البحرينية تشكل نموذجا جديدا من اتفاقيات التطبيع، لكنها قد تتعرض أيضا لمشاكل وعقبات، والطرفان يدركان أنه بدون إزالتها فقد تحصل انتكاسة في العلاقات، الأمر الذي ستكون له آثار سلبية على عملهما معاً في تطوير إستراتيجيتهما ضد إيران، تمهيدا لإنشاء شبكة تحالفات في المنطقة لمواجهة التحديات والتهديدات المشتركة.
الاحتلال يختبر ردود الفعل الدولية حال اندلاع تصعيد بالمنطقة
تقدير إسرائيلي: الحوار مع أنقرة يجب ألا يتعارض مع العلاقة مع أثينا
مؤرخ إسرائيلي يدعو للحذر الزائد في التعامل مع أردوغان