أعلن
المتحدث باسم التحالف العربي في اليمن الذي تقوده السعودية، تركي المالكي، انطلاق عملية
عسكرية في كافة المحاور والجبهات في اليمن، مؤكدا أن هذه العملية العسكرية التي أسماها
"حرية اليمن السعيد" ليست عسكرية بالمصطلح العسكري الذي يعني الحرب، لكنها
تهدف لنقل اليمن إلى النماء والازدهار، ليصبح في المصفوفة الخليجية في مجال التطور والنماء
والازدهار.
وأثار
إعلان التحالف الذي جاء في مؤتمر صحفي عقده المالكي الثلاثاء، في محافظة شبوة، (جنوب
شرق) وبحضور محافظها المعين حديثا، عوض العولقي، أسئلة عدة، حول هذه العملية التي تبدو
غامضة وغير مفهومة، وفق مراقبين.
وقال
المتحدث باسم التحالف، إن عملية "حرية اليمن السعيد" التي بدأت فجر اليوم،
سبقتها بنحو أربعة أيام تهيئة للبيئة الاستخبارية والبيئة العملياتية في كافة الجبهات
والمحاور.
وشدد على أن العمليات ليست عسكرية بالمفهوم الحربي الحديث، بل عمليات عسكرية من أجل تطهير اليمن
لتكون آمنة ومستقرة، وأن تكون هناك مرحلة قادمة لأبناء اليمن في البناء والازدهار.
"لبس
وإيصال رسائل"
وفي
هذا السياق، يقول الصحفي والكاتب اليمني، كمال السلامي، إنه من الواضح أن هناك لبسا حول
طبيعة عملية "حرية اليمن السعيد"، موضحا في حديث لـ"عربي21"
أن هذا يعني "أننا في مواجهة عملية شبيهة بإعادة الأمل التي أعقبت عاصفة الحزم
في العام 2015".
وأشار
الصحفي اليمني إلى أن التحالف لن يخوض حربا واسعة كما نعتقد، ولن يدعم سوى عمليات تحصن
المناطق المحررة جنوبا، مؤكدا أنه "قد نشهد خلال الفترة المقبلة عمليات محدودة
في حريب بمدينة مأرب والبيضاء ( وسط) لتأمين محافظتي شبوة وأبين ولحج (شرق وجنوب البلاد).
وبحسب
الكاتب السلامي، فإن التحالف "أراد بتصريحات ناطقه من شبوة إيصال رسالة طمأنة للأطراف
المتذمرة من تغيير محافظ شبوة السابق، ومن انتفاشة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم
إماراتيا، الذي يسوق ليل نهار أن شبوة عادة للذات الجنوبية".
وقال
:"التحالف أراد أن يؤكد أن شبوة لليمنيين"، موضحا: "وهذا برأيي هو الشيء
الإيجابي الوحيد في إعلان اليوم، إلى جانب تحرير مديريات عسيلان وبيحان وعين من الحوثيين".
"بروباغندا
وضجيج"
من جانبه،
يرى الكاتب والباحث السياسي اليمني، أنور الحضري، أن التحالف العربي لا يزال يختطف القرار
اليمني، وبرغم مرور سبع سنوات وإعلانه تحرير ٨٥% من الأراضي اليمنية، لا يترك لمؤسسات
الدولة حق العودة، وأن تباشر مسؤولياتها ومهامها الدستورية في الدفاع عن الجمهورية والديمقراطية
وعن أراضي اليمن وسيادته واستقلاله.
وقال
الخضري في حديث لـ"عربي21": "من المفترض أن يكون الإعلان للتحرير من
قبل الدولة والجيش، لا من قبل طرف خارجي يمارس حربا إقليمية على أراضينا، وانتقاما قذرا
من شعبنا ووطننا وثورتنا".
اقرأ أيضا: سقوط آخر معاقل "الحوثي" بشبوة.. وقصف مواقع حيوية بصعدة
واعتبر
الباحث السياسي اليمني أن إعلان التحالف، الثلاثاء، يظل ضمن "البروباغندا"
التي يمارسها، والضجيج الإعلامي الذي يغطي به فضائحه، وبالأخص مقطع الفيديو المكذوب
الذي قام بنشره في الأيام الماضية عن صواريخ الحوثي، في حين أنه كان غنيا عن ذلك، وبمقدوره
أن يثبت إجرام الحوثي وخطره وإرهابه".
وبحسب
الباحث الخضري، فإنه لا توجد أي دلالات لإعلان التحالف بدء عملية عسكرية، سوى أننا وفي
الذكرى السابعة لانطلاق "عاصفة الحزم"، بتنا نراوح مكاننا.
وعوضا
عن التقدم إلى صنعاء، "عدنا نحرر شبوة في مهزلة لا تقل عن مهازل إسقاط الجزر والموانئ
اليمنية في يد الإمارات بذريعة مواجهة الحوثيين هناك"، على حد تعبير الخضري.
"عملية
غامضة"
من جهته،
أوضح الكاتب والمحلل السياسي اليمني، ياسين التميمي، أن الإعلان الذي أطلقه المتحدث
باسم تحالف دعم الشرعية من مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، لا قيمة له من الناحية الاستراتيجية.
وقال
في حديثه لـ"عربي21": "الإعلان أبقى ما أسماها "عملية تحرير اليمن
السعيد" غامضة من حيث مضمونها وطبيعتها وأهدافها، ولم يدقق فقط سوى في المساحة
الجغرافية التي تشير بوضوح إلى شمال البلاد".
وبحسب
السياسي اليمني، فإن هذه التصريحات لا تعدو "كونها عملية دعائية تغطي على الهدف الحقيقي
لمجيء المتحدث باسم التحالف إلى شبوة، وهو إظهار حجم الإنجاز العسكري الذي تحقق لكونه
يعيد ترسيم الحدود الجغرافية بين مشروعين سياسيين، أحدهما يخص الشرعية اليمنية، والآخر
يخص المشروع الانفصالي".
ولفت
الكاتب التميمي إلى أن تحرير شبوة ليس جديداً، إذ سبق للجيش الوطني أن قام بهذه المهمة
قبل عامين، وتقدم باتجاه محافظة البيضاء.
واستدرك
قائلا: "لكن التحالف توقف عن دعمه، ما اضطره إلى المراوحة في البيضاء في ظروف عسكرية
بائسة، ما أفسح المجال لتفكك الجبهة، وتقدم الحوثيين باتجاه شبوة، بالتزامن مع الضغط
السياسي والمعنوي والعسكري الذي تعرضت له محافظة شبوة ومحافظها السابق، محمد بن عديو،
ليبدو التحرير الثاني وكأنه إنجاز استراتيجي.
ووفق
للمتحدث ذاته، فإن ما حدث في الحقيقة لا يعدو كونه تعاملا مكثفا مع وجود عسكري هش للحوثيين
في مديريات شبوة الثلاث التي دحروا منها.
كما
أكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني أن "عملية اليمن السعيد" في محصلتها تمثل
فائض قوة مالية وعسكرية، يراد تصديرها لليمن الذي لا يزال تحت سيطرة الحوثيين، لكن دون
رسم حدود واضحة لطبيعة تلك العملية ودورها.
فيما
الإشارة إلى طبيعتها الإنمائية -بحسب التميمي- يبقى سببا من أسباب التوجس حيال عملية
لا يمكن أن تعكس توجها حقيقيا من قبل التحالف لإنهاء مسببات إبقاء اليمن في حالة حرب
ومفككا ومنعدم الدولة.
وقال الأكاديمي والسياسي اليمني، عادل الشجاع، إن عملية "حرية اليمن السعيد" التي أعلن عنها التحالف الذي تقوده السعودية، الثلاثاء، لن تحقق أي شيء، سوى المزيد من تقويض الشرعية في البلاد.
وأضاف خلال مؤتمر مشترك عقده مع محافظ محافظة شبوة المعين حديثا، عوض العولقي، في مدينة عتق، عاصمة المحافظة، أن هذه العملية العسكرية التي أسماها "حرية اليمن السعيد" ليست عسكرية بالمصطلح العسكري الذي يعني الحرب، ولكنها تهدف لنقل اليمن إلى النماء والازدهار ليصبح في المصفوفة الخليجية في مجال التطور.
وأكد الشجاع، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام، في تصريح خاص لـ"عربي21"، الأربعاء، أن هذه العملية ستكون مثل "عاصفة الحزم" و"إعادة الأمل"، التي أعلنها التحالف في 2015، والتي لم يتحقق منهما شيء سوى تقويض الشرعية وتفتيتها وخلق مزيد من المليشيات المناطقية والمذهبية.
وأضاف الشجاع وهو أكاديمي بجامعة صنعاء: "وكما يقولون المدخلات تحدد المخرجات"، متابعا القول: "وطالما المعركة الدائرة في شبوة لا ترتبط بوزارة الدفاع ولا يتلقى المحاربون هناك أوامرهم من وزير الدفاع ورئيس الأركان، فإن النتيجة واضحة ولا ينكرها إلا أعمى".
وكون ناطق القوات المشتركة للتحالف أعلن ذلك من شبوة، فإن "الرسالة واضحة وهي الوقوف على حدود شطرية"، بحسب الشجاع.
وأردف قائلا: "لم نجد أحد من قيادات التحالف في الساحل الغربي حينما كانت هذه القوات(ألوية العمالقة التي تم الدفع بها إلى شبوة من الساحل الغربي) وغيرها تتجه نحو ميناء الحديدة ( غربي اليمن) بسرعة البرق، بل التفوا عليها وأوقفوها".
وأِشار الأكاديمي والقيادي بحزب المؤتمر: "لست متشائما هنا، ولا مقللا مما جرى في شبوة، لكنني أقرأ ما بعد ذلك".
وحول ماذا بعد شبوة؟ يقول الشجاع إن ما بعدها، هو فتح معركة جديدة مع حزب الإصلاح، الذي بدأت وسائل إعلام الإمارات تشيطنه وخاصة إذا ما أخذنا بالاتفاق الأخير بينها والمملكة العربية السعودية، بحيث تأخذ الأخيرة "الملف السياسي"، بينما تأخذ الأولى "الملف العسكري".
وأثار إعلان التحالف عن تلك العملية، تساؤلات عدة حول دلالاتها وأهدافها وطبيعتها، جراء الغموض واللبس الذي أحاط بها، المتحدث باسم التحالف ذاته بقوله: "إنها ليست عسكرية بالمصطلح العسكري الذي يعني الحرب، ولكنها تهدف لنقل اليمن إلى النماء والازدهار".
وأمس
الاثنين، أعلن محافظ شبوة، العولقي، السيطرة على مديريات بيحان الثلاث غربي المحافظة من
مسلحي الحوثي، بعد أكثر من أسبوع من إطلاق عملية عسكرية شاركت فيها ألوية العمالقة
القادمة من الساحل الغربي، وبإسناد جوي من طيران التحالف بقيادة الرياض.
ماذا بعد استيلاء "الحوثي" على سفينة إماراتية والتهديد بالرد؟
كيف سيبدو اليمن في 2022؟.. سياسيون وخبراء يجيبون
مركز يمني يكشف عن علاقة الإمارات بـ"تنظيمات إرهابية"