تواصل نساء أفغانيات بث برامج موجهة ودروس للفتيات ونصائح نفسية عبر إذاعة "بيغوم"، بموافقة من حركة طالبان.
وتلفت حميدة أمان، وهي مؤسسة إذاعة بيغوم إلى أن لقب "بيغوم" من آسيا الوسطى "كان يستخدم لمناداة نساء المهراجا"، وتوضح أن الاسم اختير لتعظيم المرأة.
وأصبحت الإذاعة متنفسا أساسيا للفتيات، بعدما تم إغلاق مدارسهن بعد عودة حكم طالبان في آب/ أغسطس المنصرم، ومنحت الحركة في أيلول/سبتمبر الإذن لـ"بيغوم" لتبث برامجها.
ويغطي أثير الإذاعة العاصمة كابول، بالإضافة إلى البث عبر فيسبوك، مع هدف التوسع لوصول البث إلى مناطق ريفية.
إقرأ أيضا: مرسوم لطالبان خاص بالمرأة.. ومسؤول لـ"عربي21": هذا حقها
وبسبب الإغلاق، تحول استوديو التسجيل في إذاعة بيغوم مرتين يوميا إلى حصة دراسية.
وتقول أمان إنها عادت إلى كابول بعد سقوط أول نظام لطالبان عام 2001، وكانت ترعرعت في سويسرا عقب هرب عائلتها من أفغانستان.
وتقول مرسال (13 عاما) التي تتابع حصصا تعليمية منذ شهرين في الاستوديو: "المقررات المفضلة لدي هي اللغة الأوردية واللغة الإنجليزية والرياضيات".
وتابعت: "أشعر بالأسى منذ أن أُغلقت المدارس، إنهم يحرموننا من الدرس".
وتقرأ أمان أيضا نصوصا للبالغين عبر أثير الإذاعة مثل كتاب "مذكرات" لميشيل أوباما.
وأحد البرامج التي تفتخر بها هذه الأخيرة هي برامج الدعم النفسي، حيث تستطيع المستمعات الاتصال بالإذاعة وطرح الأسئلة والتحدث عن مشاكلهن.
وتحدثت سابا عن أهمية التعليم في إحدى الحلقات، ففي العام 2016، 18 في المئة فقط من الأفغانيات كنّ يتقن القراءة والكتابة.
واتصلت إحدى المستمعات لتقول: "الأشخاص الذين لم يتعلموا القراءة يشبهون العميان".
وأضافت: "يعطيني الصيدلاني دائما أدوية منتهية الصلاحية، لكن لو كنت أجيد القراءة، لما كان فعل ذلك".
وتتابع أمان: "أملي الوحيد في الوقت الحالي يكمن في أنني أعلم أنني أقوم بشيء مهم في حياتي لمساعدة الأفغانيات".
وتعتبر عشرات الموظفات في الإذاعة أنهن محظوظات لإيجادهن فرصة العمل هذه فيما العديد من النساء لم يعدن إلى العمل منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة.
وقبل حكم طالبان كانت موظفات إذاعة بيغوم يعملن مع زملائهن الرجال في إذاعة تتوجه للشباب والشابات. أما الآن، فأصبحن مفصولات عنهم بجدران، ووُضعت ستارة كبيرة أمام مكتب النساء.
وتقول أمان: "نضع موسيقى أكثر هدوءا" وحلت الأغنيات التقليدية محل أغاني البوب.
والتقت مؤسِّسة إذاعة بيغوم في تشرين ثاني/نوفمبر الناطق باسم حكومة طالبان ذبيح الله مجاهد.
وأوضحت أنها أعلمته بأن الإذاعة "تعمل على إعطاء صوت للنساء من أجل الحديث عن حقوقهن" وأنه "كان مشجعا جدا للفكرة، وقال إنه أمر مهم".
وتواصل أمان البحث عن مصادر تمويل للإذاعة، بعد توقف الإعلانات المدفوعة.
وأشارت إلى أنه في حال توقف التمويل البسيط، الذي تحصل عليه الإذاعة، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة فإن بثها سيتوقف تماما.
طالبان تشن هجوما على تنظيم الدولة في جنوب أفغانستان
طالبان تحمّل النظام السابق مسؤولية الأزمة الغذائية بأفغانستان
قتلى وجرحى بتفجير استهدف مسجدا في ننغرهار الأفغانية