صحافة إسرائيلية

انتقادات إسرائيلية لتهديدات رئيس "الموساد" ضد إيران

قال برنياع إن "إيران لن تمتلك قنبلة نووية"- يديعوت

تزايدت التصريحات الإسرائيلية المطالبة بتنفيذ عملية عسكرية استباقية ضد منشآت طهران النووية، بالتزامن مع انطلاق المفاوضات بين إيران والقوى العظمى في فيينا.

 

وساهمت هذه الدعوات في توتير الأجواء الأمنية والسياسية من جهة، وأثارت خلافا مع الإدارة الأمريكية التي تخشى من خطوة عملياتية إسرائيلية تتسبب في فشل المفاوضات.


آخر هذه التصريحات صدرت عن ديفيد برنياع رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي الذي أعلن أن "إيران لن تمتلك قنبلة نووية"، ورغم ما أثاره هذا التصريح الذي حمل تهديدا واضحا لا يحتمل التشكيك، فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين عبروا عن عدم رضاهم عنه، لأنه يقدم التزاما إسرائيليا خاطئا في هذه المرحلة، رغم أن المدافعين عن هذا التهديد اعتبروه جزءًا من سياسة إسرائيل الهادفة إلى دفع إيران إلى الزاوية. 


نير دفوري ودانا فايس الكاتبان الإسرائيليان ذكرا في مقال مشترك نشره موقع القناة 12، ونشرته "عربي21" أن "بيان بارنياع الذي قال فيه إن "إيران لن تمتلك أسلحة نووية أبدا"، تسبب في صدور ردود فعل داخلية من كبار المسؤولين الإسرائيليين، الذين يعتقدون أن نشر هذه التهديدات في الوقت الحالي غير صحيح، وبحسبهم، فإن التصريحات العلنية لرئيس الموساد كان يجب أن تأتي في مرحلة لاحقة في المفاوضات مع إيران، ونشرها الآن يتسبب في إهدار مزيد من الوقت والفرص".


وأضافا أن "هذه تصريحات غير عادية تأتي من شخص لا يتحدث عادة علنًا، فضلا عن أنها قد تبدو كأنها موجهة ضد الولايات المتحدة، مع العلم أنها تتزامن مع لقاء رئيس الوزراء نفتالي بينيت مع وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، وأعلن الأول خلالها أن إيران تنفذ "ابتزازا نوويا، وإذا فشلت المحادثات فلدينا خيارات أخرى غير الدبلوماسية، وسنتشاور قريبا جدا مع حلفائنا بهذا الخصوص".


يسعى المدافعون عن تصريحات برنياع أن إيران لديها بعض القرارات المهمة للغاية التي قد تتخذها في الأيام المقبلة، ولذلك فإن الخط الذي يوجه برنياع هو ذاته الذي رسمه بينيت، ويحمل مضامين مفادها أن إيران باتت تشكل مع مرور الوقت تحديًا في برنامجها النووي، كأن تدخل ساحة "العتبة النووية"، وهو مسار قد تدخله إيران في السنوات القادمة، لذلك فقد تحتاج إسرائيل الآن بالذات إلى مثل تصريحات برنياع. 

 

اقرأ أيضا: مسؤول إسرائيلي: الإمارات في طريقها للعب اللعبة القطرية

في الوقت ذاته، يرى هؤلاء أن تهديد بارنياع جزء من سياسة بينيت الرسمية المعلنة، ومع ذلك، فقد كان هناك من المسؤولين الإسرائيليين من لم يعجبهم توقيت صدوره في هذا الوقت بالذات، لأن رئيس الموساد ما كان له أن يتفوه بمثل هذه التصريحات في هذه المرحلة المبكرة من المفاوضات مع إيران، وبالتالي فقد وصفوها بأنها "خاطئة، وقد "ضيعت" هذه التصريحات الفرصة على إسرائيل".


أصحاب الانتقادات الإسرائيلية الموجهة إلى تصريحات بارنياع يعتبرون أنه كان يجب إرساله للكاميرات في مرحلة لاحقة، مع العلم أنه بجانب التصريحات العدوانية الإسرائيلية، كان يتم اتخاذ خطوات على الأرض لزيادة الضغط على إيران، من خلال تحديث بنك أهداف الجيش الإسرائيلي، وسيسمح له في يوم ما بمهاجمة المنشآت النووية، إذا لزم الأمر. 


على الصعيد الميداني، فقد جاءت تهديدات بارنياع ضد إيران متزامنة بالموافقة على ميزانية بخمسة مليارات شيكل، وهي دليل على استعدادات إسرائيل لتنفيذ هجوم عسكري على إيران، فيما يعمل وزير الخارجية يائير لابيد على الجبهة الدبلوماسية، ومحاولة إقناع بريطانيا وفرنسا بزيادة الضغط على إيران، فيما تحمل رحلة بيني غانتس وزير الحرب للولايات المتحدة أهمية كبيرة، لأن إسرائيل حريصة على عدم تخريب العلاقات معها، وهي التي تسعى لاستنفاد المفاوضات مع إيران.


للاطلاع على النص الأصلي (هنا)