يراهن
الحوثيون على الحل العسكري في اليمن، في الوقت الذي يضعون فيه شروطا على السعودية
لإيقاف الحرب هناك، بعدما قررت الحوار مع إيران، وهو ما يثير أسئلة عدة منها: هل
سترضخ الرياض لشروط الجماعة؟ وعلى ماذا يراهن الحوثيون؟
وتواجه
السعودية ضغوطا كبيرة لإنهاء الحرب في اليمن، تزامنا مع إجراءات عقابية تساند تلك
الضغوط، كان آخرها تصويت الكونغرس الأمريكي، في سبتمبر/ أيلول المنصرم، على مشروع
قرارات وتعديلات تمنع تقديم أي دعم عسكري
للمملكة التي تقود تحالفا عسكريا ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
ويتمثل
المشروع الذي تقدم به السيناتور المستقل بيرني ساندرز، والنائب الديمقراطي رو خانا، في تعديل مقترح على موازنة وزارة الدفاع الأمريكية للعام القادم، يقضي
بـ"إنهاء الدعم اللوجيستي الأمريكي ونقل قطع الغيار للطائرات المقاتلة
السعودية".
ويطرح
الحوثيون شروطهم لإيقاف الحرب، مع بروز مؤشرات على قبول الحكومة السعودية على
الدخول في حوار أكثر رسمية هذه المرة في سلطنة عمان.
المتحدث باسم حركة
أنصار الله، محمد عبد السلام، كشف عن بعض شروطهم لإيقاف الحرب، حيث أكد في تغريدة
له على تويتر، أن "من يرغب في سلام فخطوات السلام تتمثل في وقف العدوان، ورفع
الحصار، ومغادرة القوات الأجنبية البلاد، ومعالجة آثار العدوان، ودفع التعويضات، ولن
يتحقق سلام دون ذلك".
وأضاف :
"شعبنا اليمني هو في موقف دفاعي، ولم يعتد على أحد، وهو يطلب حقه في كامل
الحرية والسيادة والاستقلال، ولن يقبل بأقل من حقه المشروع".
"لن تقبل
بشروط الحوثي"
وفي هذا
السياق، يرى الكاتب والباحث السياسي اليمني، عبدالغني الماوري، أن كل شروط الحوثيين
التي يضعونها في الإعلام ليست جدية"، مضيفا أن الحوثيين يضعون شروطا كثيرة،
أملا في تحقيق عدد لا بأس منها.
اقرأ أيضا: وزير الخارجية السعودي: محادثاتنا مع طهران بمرحلة "استكشافية"
وقال الماوري
في حديث لـ"عربي21": إن أي حوار سعودي حوثي لن يكون حدثا جديدا، فهناك
حوار بين الطرفين بدأ منذ عدة سنوات، واستمر برغم تصاعد العداء بينهما.
وتابع:
"في وقت لا يوجد ما يدعو السعودية لمعاداة الحوثي، وليس هناك سبب يدعو
الحوثي لمعاداة السعودية"، مشيرا إلى أن الحوثيين يفضلون السلطة على ما
سواها، خصوصا المذهب أو الدين، لذا هم يسعون لإقامة علاقات جيدة مع المملكة.
وأكد الكاتب
اليمني: "يريد الحوثيون ضمان أن تكون السعودية على الحياد في الوقت الراهن،
وبعد استكمال السيطرة على اليمن، يريدون أن تعود العلاقات بين البلدين لطبيعتها، وأن يكون هناك مساعدات اقتصادية سعودية لليمن"، لافتا إلى أنه "ما تلويح
الحوثيين بموضوع التعويضات إلا محاولة لرفع السقف".
وأردف قائلا:
"باعتقادي، لن تقبل السعودية بكل شروط الحوثيين، خصوصا موضوع التعويضات، لكنها
سوف تستمر في تقديم مساعدات اقتصادية، ومن المؤكد أنها سوف تسهم في أي جهود دولية
لإعادة الإعمار".
وأوضح الماوري
أن الحوثيين يراهنون على ضعف السلطة الشرعية، في ظل تململ إقليمي ودولي من استمرار
الحرب.
ولم يستبعد أن
أي تفاهمات مع الحوثيين سوف تشمل إيران، مبينا أنه مع وصول الديمقراطيين للحكم في
أمريكا، نبرة السعودية التي تتحدى إيران بدأت في الانخفاض.
"مطالب
وطنية "
من جانبه، قال
رئيس تحرير صحيفة "الوسط" المحلية، جمال عامر لـ"عربي21": "في حال قبول نظام
الرياض الدخول بحوار رسمي ومباشر مع "أنصار الله"، ستكون هذه هي الخطوة
الأولى الصحيحة".
وبحسب عامر، فإن ما طرحته "أنصار الله"
ليست شروطا، وإنما محددات لمطالب وطنية مثل مغادرة القوات الأجنبية باعتبارها محتلة،
ومنها ما هو حق إنساني كإعادة فتح مطار صنعاء، وإنهاء القرصنة على السفن التجارية
المرخصة، التي تم تفتيشها من قبل موظفي الأمم المتحدة.
وأما إعادة الإعمار
ودفع التعويضات، فهو حق قانوني، باعتبار أن الحكومة السعودية قائدة لما أسماه
"العدوان"، مؤكدا أنها قد التزمت بكل ذلك؛ لذا فتلك مطالب الحق الأدنى، وليست شروطا تعجيزية.
وأشار رئيس
تحرير صحيفة الوسط اليمنية إلى أنه "أصبح في صنعاء حكومة ائتلاف؛ لذا فإن
اليمنيين يراهنون على وجودهم على الأرض، وعلى نجاح أنصار الله في إيجاد دولة، وإن
بحدودها الدنيا، مقابل احتلال كامل للمناطق التي تحكم باسم الشرعية"، على حد
تعبيره.
وحول مدى
تأثير الحوار السعودي الإيراني، أكد الصحفي عامر على أن تأثيره سيكون رهن التزام
نتائجه بالمطالب الوطنية.
وأردف قائلا:
وعلى الرغم من الإشادة الإيرانية بتقدم الحوار مع الرياض، فإن استهداف المملكة من
قبل "أنصار الله" بالصواريخ والمسيرات لم يتوقف، معتبرا ذلك أنها
"رسالة واضحة بأن الحل والعقد في صنعاء فقط".
ما تداعيات تحركات واشنطن لحسم الحرب اليمن؟
نشطاء يستذكرون خاشقجي ويطالبون بالعدالة والقصاص
ما وراء إعادة توزيع قوات موالية للإمارات بساحل اليمن الغربي؟