نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا، قالت فيه إن شركة مرتزقة فاغنر تقترب من توقيع عقد لإرسال ألف من قواتها لدعم الحكم العسكري في دولة مالي، وهي خطوة أثارت مخاوف فرنسا، المستعمر السابق.
وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الشركة ستحصل على 10.8 ملايين دولار في الشهر مقابل نشر قواتها، وذلك نقلا عن مصادر دبلوماسية.
وستكون مهمة هذه القوات تدريب القوات المالية، وتوفير الحماية للمسؤولين البارزين، في بلد شهد انقلابين منذ العام الماضي، ويواجه تمردا في معظم منطقة الساحل.
وتزامنت التقارير عن إمكانية الاستعانة بالمرتزقة الروس بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في حزيران/ يونيو، عن تخفيض المهام العسكرية الفرنسية في العملية التي أطلق عليها "عملية برخان"، والتي يشارك فيها 5000 جندي فرنسي يتخذون من مالي مركزا لعملياتهم.
وقال ماكرون إن بلاده ستخفض عدد قواتها والتعاون مع دول أخرى في مكافحة التمرد، وتقول الصحيفة إن روسيا سارعت باستثمار جيوب الفوضى في أفريقيا وتراجع العلاقات بين الغرب ومستعمراته السابقة.
وتضيف أن مرتزقة فاغنر، وهي الشركة التي يديرها يفغيني بريغوجين، المقرب من الكرملين كانوا في العاصمة باماكو عام 2019. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع المالية إن هناك رغبة بالتعاون الوثيق مع موسكو، لكن لم يتم بعد توقيع اتفاقية معها.
ويدفع الرأي العام في مالي مع تعاون وثيق مع روسيا في ضوء الوضع الأمني الراهن، لكن لم يتم اتخاذ قرار بعد"، بحسب "التايمز".
وتغيرت السلطة مرتين في مالي خلال عام واحد، أولا، عندما أطاح الجيش بالرئيس أبو بكر كيتا في آب/أغسطس، ثم مرة ثانية عندما سيطر العقيد أسيمي غويتا على الحكم في شباط/ فبراير.
اقرأ أيضا: تحقيق لـ"بي بي سي" يكشف من وراء تمويل "فاغنر" بليبيا (شاهد)
وبحسب تقارير ألمانية، والتي تعامل الفرنسيون معها بجدية، فقد قضى اثنان من منظمي الانقلاب عاما في أكاديمية عسكرية بروسيا، وتم تحديد عدة مواعيد لانتخابات في شباط/ فبراير المقبل، ولكن الطغمة العسكرية لم تف بها. وهناك حالة من القلق التي فاقمها عدم الاستقرار في منطقة غرب أفريقيا, التي شهدت أربعة انقلابات في عام، كان آخرها انقلاب في غينيا هذا الشهر.
وتقول الصحيفة إن عدد المرتزقة في فاغنر قد زاد في السنوات الأخيرة، حيث ظهروا في 12 دولة نصفها في القارة الأفريقية. ووقعت في الشهرين الماضيين عقود تعاون عسكري مع أكبر دولتين تعددا للسكان في أفريقيا، وهما إثيوبيا ونيجيريا.
وانتقد ماكرون جمهورية أفريقيا الوسطى لاستعانتها بفاغنر لتقوية أمنها، حيث أخبر مجلة "لو دومانش" أن الرئيس تواديرو أصبح "رهينة لفاغنر".
ويحرس رئيس الدولة الغنية بالمعادن مرتزقة من الشركة، فيما أصبح مسؤولا أمنيا سابقا من روسيا مستشارا له.
وقال ماكسيم شوغيلي، الرجل الغامض المرتبط بالكرملين، والذي لعب دورا في التدخل الروسي في ليبيا ودول أفريقية أخرى، إن روسيا أصبحت عامل استقرار في أفريقيا وأهم من فرنسا.
وأضاف شوغيلي الذي يترأس المؤسسة الروسية لحماية القيم القومية: "يمكن أن تقدم روسيا الدعم الحقيقي لباماكو وتوسع من تأثيرها في القارة الأفريقية".
وزار وزير الدفاع المالي سعيدو كامارا موسكو في بداية أيلول/ سبتمبر فيما وصف بأنها زيارة تأتي "في إطار التعاون والدعم العسكري".
ويدور النشاط الروسي على التدريب العسكري وصفقات الأسلحة. ويقدر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام أن أفريقيا مثلت 18% من صادرات السلاح الروسية في الفترة ما بين 2016-2020.
وقالت مصادر لوكالة أنباء رويترز إن وجود المرتزقة في مالي سيؤثر على التمويل الدولي الذي ساعد على بناء القوات المالية المسلحة. ورفض المسؤولون الفرنسيون التعليق على نشاطات شركة فاغنر.