أصيب نحو خمسين شخصا في مونتينيغرو (الجبل الأسود)، الأحد، خلال مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحاولون منع تنصيب الرئيس الجديد للكنيسة الأرثوذكسية الصربية في البلاد.
وأعلنت الشرطة أيضا اعتقال 14 شخصا إثر أعمال عنف تخللت حفل التنصيب القصير في كنيسة تاريخية جنوب البلاد.
ونقل الأسقف يوانيكيي في مروحية من العاصمة بودغوريتسا حتى دير مدينة ستنيي، تجنبا للعوائق التي وضعت منذ السبت على الطريق المؤدية إليها.
وتصاعدت التوترات المرتبطة بهوية مونتينيغرو وعلاقاتها مع صربيا منذ إعلان إقامة الحفل في دير ستنيي العائد إلى القرن الخامس عشر.
ويشكل هذا الدير حاليا مقرا للكنيسة الأرثوذكسية الصربية في مونتينيغرو، لكنه ظل لقرون مقر حكام البلاد وتعتبره فئة من السكان رمزا لـ"سيادة" مونتينيغرو.
ولبى المحتجون نداء منظمات تصنف نفسها "وطنية" وكذلك حزب رئيس مونتينيغرو ميلو دوكانوفيتش الذي هزمه ائتلاف قريب من الكنيسة الصربية في الانتخابات التشريعية قبل عام.
وتهيمن الكنيسة الصربية في البلاد حيث الغالبية من الأرثوذكس (72 في المئة)، لكن خصومها يتهمونها بخدمة مصالح بلغراد ويطالبون بالاعتراف بالكنيسة الأرثوذكسية في مونتينيغرو، علما بأنها تمثل أقلية ولا يعترف بها العالم الأرثوذكسي.
واستقلت مونتينيغرو عن صربيا العام 2006 بعد نحو تسعين عاما من الحياة المشتركة، لكن ثلث السكان البالغ عددهم 620 ألف نسمة لا يزالون يعتبرون أنفسهم صربا.
ويخلف الأسقف يوانيكيي رئيس الأساقفة أمفيلويي الذي توفي العام 2020 متأثرا بإصابته بفيروس كورونا المستجد، بعدما ترأس الكنيسة الصربية في مونتينيغرو لثلاثين عاما.
وأظهرت مشاهد بثتها الكنيسة الأسقف يوانيكيي والبطريرك بورفيريي رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الصربية ينزلان من مروحية في حديقة الدير على وقع قرع الأجراس.
وضرب طوق أمني حول الدير لحماية الحفل الذي عاد في ختامه المسؤولون الدينيون إلى بودغوريتسا.
وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لطرد المحتجين من محيط الدير.
واتهم الرئيس الحكومة بأنها "استغلت موارد الدولة وخصوصا الجيش والشرطة" لتنصيب الأسقف "بخلاف إرادة الغالبية العظمى من سكان ستنيي وعدد كبير من مواطني مونتينيغرو".
في المقابل، تتهم الكنيسة والحكومة الجديدة الرئيس بتأجيج التوترات الدينية لغايات سياسة، وخصوصا أن الانتخابات التشريعية الأخيرة أنهت حكم حزبه الذي استمر ثلاثة عقود.
وقال الأسقف يوانيكيي خلال حفل تنصيبه إن "الانقسامات أثيرت في شكل مصطنع"، واعدا بـ"خدمة المصالحة الأخوية" في مونتينيغرو.
وبدوره هنأ الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش حكومة مونتينيغرو بضمان حسن سير الحفل، ودعت سفارة الولايات المتحدة وبعثة الاتحاد الأوروبي المسؤولين السياسيين إلى تهدئة الوضع.
وكتبت السفارة الأمريكية في حسابها على "فيسبوك": "إلى جميع من يدعمون مونتينيغرو متعددة الإثنية والجامعة والديمقراطية، ندعوكم إلى تهدئة التوتر الراهن".