أكدت مؤسسة
فلسطينية متخصصة في شؤون الأسرى، أن
سلطات
الاحتلال الإسرائيلي صعدت من وتيرة اعتداءاتها بحق الأسرى الفلسطينيين، خاصة
الأطفال الأسرى.
وكشف نادي الأسير الفلسطيني، أن "قوات
"النحشون" الإسرائيلية نفّذت مؤخرا عدة
اعتداءات بحق أسرى أطفال خلال
عملية نقلهم عبر عربة "البوسطة"، تحديدا من تم نقلهم إلى سجن
"عوفر"، الأمر الذي دفع الأسرى إلى تنفيذ احتجاجات".
وأوضح في تقرير له وصل "عربي21" نسخة
عنه، أن عدد الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال بلغ حّتى نهاية شهر حزيران/ يونيو
الماضي 225، منهم نحو 60 في سجن "عوفر" الإسرائيلي.
وذكر النادي أن "هذه الاعتداءات ليست
أمرا مستجدا، لكنه يفسر عمليا حالة التصعيد الممنهجة التي تتبعها إدارة سجون
الاحتلال بحق الأسرى الأطفال، لاسيما منذ تصاعد حدة المواجهة في شهر أيار/ مايو
الماضي".
ونوه بأن "انتهاكات الاحتلال الجسيمة بحق
الأطفال تضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التي تُنفذ على مدار الساعة بحقّهم،
حيث سجلت العديد من الشهادات لأطفال تعرضوا خلال الفترة الماضية لانتهاكات جسيمة، منها التعذيب الممنهج في مراكز التحقيق والتوقيف".
وأكد النادي أن "الاحتلال ينفذ انتهاكات
جسيمة بحقّ الأسرى الأطفال منذ لحظة اعتقالهم واحتجازهم، والتي تتناقض مع ما نصت
عليه العديد من الاتفاقيات الخاصة بحماية الطفولة، من خلال عمليات اعتقالهم
المنظمة من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل، ونقلهم إلى مراكز التحقيق
والتوقيف".
ونبه بأن سلطات الاحتلال تقوم "بتهديد
وترهيب الأطفال، والضغط عليهم؛ في محاولة لانتزاع الاعترافات منهم، وإبقائهم دون
طعام أو شراب لساعات طويلة، عدا عن توجيه الشتائم والألفاظ البذيئة إليهم، ودفعهم
للتوقيع على الإفادات المكتوبة باللغة العبرية دون ترجمتها، وحرمانهم من حقهم
القانوني بضرورة حضور أحد الوالدين والمحامي خلال التحقيق، وحرمان المرضى منهم من
العلاج".
ولفت إلى أن "هذه الانتهاكات المنظمة
تستمر بحقّهم بعد نقلهم إلى السّجون،
واحتجازهم في ظروف اعتقالية قاسية، فيها يحُرم الطفل من متابعة دراسته".
وشدد على أن "من حق الأطفال الأسرى أن
يحظوا برعاية عائلاتهم، خاصّة المرضى والجرحى منهم، فهناك عدد من الأطفال ممن
أُصيبوا برصاص الاحتلال، سواء خلال عملية اعتقالهم، أو قبل اعتقالهم، أو ممن يعانون
من أمراض، فإنهم يواجهون جريمة أخرى، وهي سياسة الإهمال الطبي (القتل
البطيء)".
ونوه النادي بأن "الاحتلال لم يستثن
الأطفال الأسرى من سياسة الاعتقال الإداري"، مؤكدا أن سلطات الاحتلال اعتقلت
حتّى منتصف العام الجاري 854 طفلا، غالبيتهم من مدنية القدس المحتلة.
ويبلغ إجمالي عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال
الإسرائيلي نحو 6000 أسير فلسطيني، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، يعيشون في ظروف غاية
في الصعوبة، تفتقد لأدنى مقومات الإنسانية، وتشدد هذه الظروف قساوة مع دخول فصل
الشتاء، وعدم تلقي العلاج اللازم والاحتياجات الضرورية.