محمود عباس وقيادة فتح لن يسمحا بإفلات م.ت.ف من قبضتهما، لا بالرضا والحوار، ولا بالانتخابات، ولا بالمحاصصة، بل لم يُبقيا غير استخدام القوة، أو الذهاب إلى تشكيل م.ت.ف بديلة. وهذان الخياران يؤديان إلى صراع فلسطيني- فلسطيني
الإجابة عن السؤال ما العمل في المرحلة الراهنة يجب أن ترتكز على دروس التجربة الأخيرة (انتفاضة فلسطين، وسيف القدس). وبهذا يجب أن نواصل المواجهات، ونبدأ بما انتهينا إليه، وفي اتجاهه
من هنا فإن الإجابة عن السؤال ما العمل في المرحلة الراهنة يجب أن ترتكز على دروس التجربة الأخيرة (انتفاضة فلسطين، وسيف القدس). وبهذا يجب أن نواصل المواجهات، ونبدأ بما انتهينا إليه، وفي اتجاهه.
إن وقف إطلاق النار لم ينهِ المواجهات، ولم ينتقل إلى مرحلة هدنة طويلة أو قصيرة. فالعدو من جانبه لم يبتلع هزيمته بعد، وقد راح يومياً يواصل الاستفزاز والاعتداءات والاقتحامات والاعتقالات وحصار قطاع غزة، وترك مستوطنيه يحاولون، بحماية الجيش والقوات الأمنية، استعادة ما خسروه، ولامتلاك زمام المبادرة.
وفي المقابل، ما زالت مواجهة الشعب الفلسطيني مستمرة هنا وهناك، وبرزت مواجهات بيتا الرائعة، واستمرار تحدي أهالي الشيخ جراح للمستوطنين، والحشد في المسجد الأقصى، والرد على مواصلة الحصار في قطاع غزة. فالإصبع ما تزال على الزناد، فيما أخذت الطائرات الورقية من حاملات اللهب تفعل فعلها.
وهذا يعني أن الجواب الأول عن السؤال ما العمل يتجسّد الآن في الاستمرار بمواجهة استفزازات العدو واقتحاماته واعتداءاته واعتقالاته، إذ يجب أن لا نسمح لأنفسنا بالذهاب إلى التهدئة فيما العدو يستعد لالتقاط أنفاسه لشنّ الهجوم العام، ومواصلة حصار قطاع غزة.
المرحلة الجديدة تنطلق من موازين قوى دولية وإقليمية وداخلية صهيونية في غير مصلحة الكيان الصهيوني. فالسياسات الأمريكية والأوروبية الرسمية، بالرغم من استمرارها في دعم الكيان الصهيوني، إلاّ أنها مرتبكة، ولا تملك سياسة متماسكة لما يجب عمله فلسطينياً في المرحلة الراهنة
أما من الجهة الأخرى، فإن المرحلة الجديدة تنطلق من موازين قوى دولية وإقليمية وداخلية صهيونية في غير مصلحة الكيان الصهيوني. فالسياسات الأمريكية والأوروبية الرسمية، بالرغم من استمرارها في دعم الكيان الصهيوني، إلاّ أنها مرتبكة، ولا تملك سياسة متماسكة لما يجب عمله فلسطينياً في المرحلة الراهنة. والوضع الرسمي العربي التطبيعي المعادي للقضية الفلسطينية، تلقى ضربة على "يافوخه" في المواجهات الأخيرة، وفي هزيمة نتنياهو، فيما محور المقاومة زاد قوة ومنعة، وتعمق التناقض التركي مع الكيان الصهيوني، ناهيك عما حدث من تطور إيجابي في الرأي العام العالمي في مصلحة فلسطين، وضد الكيان الصهيوني، كما ناهيك عما عبرت عنه الجماهير العربية والإسلامية من عودة إلى الأصالة في الموقف من القضية الفلسطينية.
وهذا يفترض في الإجابة عن "ما العمل" أن ينتقل الوضع الفلسطيني إلى الهجوم لدحر الاحتلال والاستيطان واستنقاذ الضفة الغربية والقدس والمسجد الأقصى وجميع المقدسات المسيحية والإسلامية. وهذا يتطلب تشكيل جبهة متحدة ميدانية لمواصلة المواجهات وتدعيم قاعدة المقاومة الجبارة في قطاع غزة، أيضاً لدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات بلا قيد أو شرط. وذلك تهيئة لمواصلة الإعداد لتحرير فلسطين كل فلسطين، وهو الهدف الذي أعادت "انتفاضة فلسطين"، من الجليل حتى أم الرشراش، الإشارة إليه وإحياءه، ولا سيما في شوارع اللد وحيفا وعكا.
العمل على تحقيق وحدة وطنية فلسطينية في ميدان المواجهة، وفي أتون المواجهة، بعيداً من الصراعات حول إعادة بناء م.ت.ف، أو التمثيل والانتخابات، أو "الشرعية"، تماماً كما حدث في انتفاضة فلسطين وسيف القدس