سياسة دولية

باكستان تبرئ زوجين محكومين بالإعدام بتهمة "الإساءة للنبي"

ينص القانون الباكستاني حول التجديف على إعدام كل من يسيء للنبي محمد- جيتي

برأ القضاء الباكستاني، زوجين مسيحيين كان قد حكم عليهما بالإعدام في العام 2014 لإدانتهما بتهمة التجديف "الإساءة للنبي".

 

وأمرت محكمة استئناف باكستانية، الخميس، بإطلاق سراحهما، وذلك في إطار قضية أثارت انتقادات حادة من البرلمان الأوروبي.


وكانت محكمة باكستانية قد دانت شفقت إيمانويل، الذي يعمل حارسا في مدرسة، وزوجته العاملة المنزلية شغوفتا كوثر، بإرسال رسائل نصية، مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى أحد الأئمة.

وبحسب المحكمة، أرسل الزوج النص المثير للجدل من هاتف زوجته، ما نفاه الزوجان اللذان قالا؛ إنهما فقدا الهاتف المحمول، وإن شخصا ثالثا أرسل النص.

والخميس، أعلن محامي الزوجين سيف الملوك أن محكمة الاستئناف في لاهور أصدرت حكما بتبرئة موكليه.

وأوضح المحامي: "أنا سعيد للغاية لحصولنا على إطلاق سراح هذين الزوجين اللذين يعدان من الأشخاص الأكثر ضعفا في مجتمعنا"، معولا على دخول القرار حيز التنفيذ الأسبوع المقبل.

وأكد المدعي العام شودري غلام مصطفى لوكالة فرانس برس صحة هذه المعلومات.

والتجديف قضية بالغة الحساسية في باكستان؛ حيث يمكن أن تؤدي أي مزاعم غير مثبتة بالإساءة إلى الإسلام إلى اغتيالات أو إعدامات خارج نطاق القانون.

وينص القانون الباكستاني حول التجديف على إعدام كل من يسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويعدّ ليبراليون أن النص يستخدم وسيلة لتسوية خلافات شخصية، إلا أن الإسلاميين يستميتون في الدفاع عنه.

وفي نيسان/أبريل، صوت البرلمان الأوروبي على نص يدين باكستان لتقصيرها في واجب الدفاع عن أبناء الأقليات الدينية، بمن فيهم الشيعة والمسيحيون والأحمديون.

وطالب النص الأوروبي بإعادة النظر في نظام التبادل التجاري الحر الذي يعطي باكستان مزايا تجارية، في إطار برنامج مساعدات للتنمية الاقتصادية في مقابل تعزيز حقوق الإنسان والحقوق الاجتماعية فيها.

وكان البرلمان قد تطرق تحديدا، بالاسم، لقضية هذين الزوجين، مطالبا إعادة النظر "فورا ومن دون شروط" بالإدانة الصادرة في حقهما.

والزوجان من سكان مدينة غوجرا (غرب لاهور) التي شهدت في صيف العام 2009 هجوما دمويا شنه مسلمون غاضبون على حي مسيحي تخلله إحراق 77 منزلا، وأوقع سبعة قتلى، وذلك على خلفية شائعات عن تدنيس نسخة من القرآن.

وكان محامي الزوجين قد تولى حينها الدفاع عن المسيحية آسيا بيبي، التي حُكم عليها في العام 2010 بالإعدام لإدانتها بتهمة التجديف، قبل أن يصدر قرار قضائي بتبرئتها في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2018.

وبعد تعرضها لتهديدات، انتقلت بيبي وعائلتها للعيش في كندا.