تحدثت دراسة إسرائيلية عن المخاطر الحالية والمستقبلية للحوثيين باليمن على تل أبيب، معتقدة أنه "رغم خطاب التهديد لجماعة الحوثي، إلا أن التقدير السائد أنهم لم يقرروا في هذه المرحلة شن هجمات، وقد لا يقررون القيام بذلك في المستقبل القريب".
واستدركت الدراسة التي أعدها الباحثان الإسرائيليان
آري هستاين وأليشع سيتواين، والمنشورة في مركز أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب،
وترجمتها "عربي21": "مع ذلك فإن التطورات الاستراتيجية في المنطقة،
مثل زيادة الضغط من إيران، أو تغيير الديناميكيات الداخلية في اليمن، قد تجعل
احتمال هجوم الحوثيين على إسرائيل أكثر معقولية".
ولفتت الدراسة إلى أن "الشاغل الرئيسي يتمثل في
أن قرار مهاجمة الحوثي لأهداف إسرائيلية قد يتم اتخاذه في عملية سرية سريعة، دون وجود
دليل واضح مقدما، وقد يكون من المحتمل جدا أن يحدث بشكل مفاجئ، لذلك يجب على إسرائيل
أن تركز قدرا كبيرا من مشاركتها في اليمن في مراقبة وإحباط قدرات الحوثيين".
وأشارت إلى أن "الدوافع المستقلة للحوثيين، في هذه
المرحلة على الأقل، لشن خطوة هجومية ضد إسرائيل ليست عالية، في حين أن استعدادهم لمهاجمة
إسرائيل بتكليف إيراني يظل سؤالا مفتوحا، وعلى أية حال، فإن مدى حشد الحوثيين للتحرك
الإيراني يعتمد على التقاء المصالح بينهما، وقد يتضح فقط في الوقت الفعلي، ولذلك فإن
قراءة النفوذ الإيراني في اليمن سيستمر لفترة زمنية قادمة".
اقرأ أيضا: مركز بحثي إسرائيلي يقرأ التقارب بين السعودية وإيران
وأكدت الدراسة أنه "في الوقت الحالي، لا يبدو أن
الحوثيين لديهم قدرات عسكرية كافية لتشكيل تهديد كبير على إسرائيل، رغم أنه من الممكن
تحسين هذه القدرات في المستقبل إذا واصل الحوثيون بناء ترسانة أسلحة قادرة على الوصول
إلى القواعد الاستراتيجية في عمق الأراضي الإسرائيلية، أو زودتهم إيران بسلاح فتاك
وبعيد المدى بدرجة كافية، أو تحسنت قدراتهم البحرية بشكل كبير، لدرجة أن يشكل تهديدا
جديا على الملاحة الإسرائيلية".
وأوضحت أن "المعطيات الأمنية الإسرائيلية تتحدث عن
أن الحوثيين مستعدون للسماح باستخدام اليمن ساحة لأنشطة وحدات صواريخ الحرس الثوري
الإيراني، وزيادة دعمهم لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بتوفير واستخدام أنظمة أسلحة
محلية تمولها إيران، وحتى في حالة عدم وجود احتكاك عسكري مباشر بين إسرائيل والحوثيين،
فإن تطورات الحرب الأهلية اليمنية قد تؤثر سلبا على إسرائيل".
ولفتت إلى أن "أي هجوم حوثي على إسرائيل، أو تكديس
مخزون أسلحة يهددها، قد يدفعها لمواجهة هذه المعضلة فيما إذا كانت ستشن تحركا هجوميا
ضدهم، مع المخاطرة بجرها للمستنقع اليمني، رغم أنها في الوقت الحالي، ستجد إسرائيل
صعوبة بالغة بالتعامل مع هذا التهديد، خاصة بالنسبة للفجوات العملياتية والاستخبارية،
والافتقار لاستراتيجية محددة وواضحة في ما يتعلق باليمن، ما يشكل تحديا كبيرا أمام صانع
القرار الإسرائيلي".
وختمت بالقول إن "التقليل من قيمة التهديد الحوثي
لأنه بعيد عن العين سيسمح لإسرائيل بتركيز مواردها على تحديات أكثر إلحاحا، لكنه من
ناحية أخرى، ينطوي على العديد من المخاطر، في ما يتعلق بالتهديد الحوثي الناشئ".
مركز بحثي إسرائيلي يقرأ التقارب بين السعودية وإيران
خبير أمني: إسرائيل تلعب بالنار في البحر الأحمر وإيران سترد
صحيفة إسرائيلية تنشر تفاصيل عن "هجوم نطنز" بإيران