نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا حول تلقي بطولة رمضانية في بريطانيا دعما من وزارة الداخلية.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها، الذي ترجمته "عربي21"، أن البطولة الشبابية لكرة القدم، المقامة في مدينة برمنغهام، ظهرت في فيلم فيديو ترويجي للعبة الفيديو "فيفا 2021"، من إنتاج شركة "إي إيه سبورتس" (EA Sports).
ورفضت الحكومة البريطانية تقديم معلومات بمبرر "الأمن القومي" وكشف دورها في إنشاء والترويج لرابطة منتصف الليل في رمضان.
وأكد متحدث باسم وزارة الداخلية بعد الضغط عليه أن الوزارة لم تكن لها علاقة بتمويل الرابطة ولكنها ساعدت عبر وحدة "البحث والمعلومات والاتصالات" جماعات عمل مدني متعددة لـ"جعل البلد مكانا آمنا للعيش".
وظهرت الرابطة التي تنظم مبارياتها في الليل من أجل السماح للاعبين الصائمين بالمشاركة في دعاية "مسلم بلا خجل" والذي بثته القناة الرابعة هذا الشهر وكجزء من حملة "إي إيه سبورتس" التي قامت بإعداد سلسلة من الدعايات للفيفا21 من أجل تشجيع الشباب الآسيوي البريطاني على المشاركة في كرة القدم.
وظهر في الدعاية شاب يتناول الإفطار ويصلي مع عائلته قبل ركوب دراجته في منطقة "سمول هيث" ببرمنغهام للمشاركة في مباراة كرة قدم تحت الأضواء.
وظهر فيها لاعب فريق ليستر سيتي، حمزة تشاودري، أحد أبرز البريطانيين الآسيويين الذين يلعبون في الدوري الممتاز.
وأنشئت الرابطة عام 2017 وعادت هذا الشهر بعد إلغاء مبارياتها العام الماضي بسبب كوفيد-19.
ويتنافس في البطولة 16 فريقا حيث تنظم المباريات ليلة كل جمعة وسبت.
وتنسب الفكرة لـ"عبيد حسين"، وهو إمام ومدرب كرة قدم عمل مسؤولا عن المساواة في رابطة برمنغهام لكرة القدم، وهو مدير لفريق "سولتلي ستاليون" المحلي الذي أنشئ في عام 2011 بعد أحداث الشغب من أجل "دعم الشباب وجمعهم على حب كرة القدم" حسب موقع النادي.
اقرأ أيضا: MEE: عضو لجنة تحقيق بـ"إسلاموفوبيا" متحيز للمحافظين
وفي مقابلة مع "برمنغهام ميل" في 2018 قال حسين إن الرابطة تقدم مساحة للمسلمين للتنفيس بعد صيام يوم كامل، ولكنها محاولة لتحدي المفهوم العام عن رمضان.
وقال: "يسألني الناس كيف توازن بين كونك "برومي" (نسبة لبرمنغهام) محبا لكرة القدم ومسلما خادما للدين" و"بطولة منتصف الليل هي طريقة عظيمة لجمع المسلمين وغير المسلمين للعب مباراة كرة القدم ومواجهة سوء الفهم".
ولكن الرابطة كما اكتشف موقع "ميدل إيست آي" أنشئت بمشاركة هاري سافيل، وهو مدير محاسبة يعمل في برامج اتصالات استراتيجية بشركة الإعلانات "أم أند سي ساعاتي".
ويتركز دور سافيل على "العمل على التغيرات السلوكية وحملات التأثير الاجتماعي في شرق أفريقيا والشرق الأوسط".
وبحسب المعلومات الشخصية والمهنية لسافيل على "لينكد إن" فقد عمل ما بين 2016- 2018 مع "هورايزون" للعلاقات العامة وهي شركة تابعة لـ"أم أند سي ساعاتي" و"بريك ثرو ميديا" والتي لها علاقة مع وزارة الداخلية.
وتقدم "أم أند سي" حملات اتصالات للحكومة البريطانية وتحث المنظمات على العمل من خلال حملة وزارة الداخلية، التي تحمل شعار "لنبني بريطانيا قوية ونواجه معا التطرف".
وتدير بريك ثرو ميديا والتي تعرف الآن بزنك نتوورك حملات سرية تهدف "لإحداث تغيرات سلوكية ومواقف" بين الشباب.
واعترف كل من حسين وسافيل بدور الأخير في رابطة منتصف ليل رمضان في تصريحات عامة وعلى منصات التواصل الاجتماعي.
وقال حسين إن الرابطة تحظى بدعم من "إي إيه سبورتس" ورجال أعمال من المدينة ولا علاقة لها بالحكومة و"نحصل على دعم الحكومة في مجال الاتصالات والترويح لعمل آخر نقوم به. ونحن فخورون برابطة منتصف ليل رمضان ونشعر بالسرور للاستقبال الذي تلقته هذا العام" و"نحن فخورون بالخدمات التي نقدمها لبرمنغهام التي تساعد الشباب على لعب كرة القدم معا".
وفي تغريدة شارك فيها دعاية فيفا21 قال سافيل إنه "شعر بالفرح للعمل في البدايات الأولى لهذه المبادرة الجميلة".
اقرأ أيضا: MEE: الرسوم المسيئة هي المشكلة وليس احتجاج المسلمين
ووصف على لينكد إن أنه متخصص في مواجهة العنف المتطرف وتطوير برامج الرياضة. وتم الكشف عن علاقته بشركة أم اند سي ساعاتي عندما تم تعيينه السفير الشاب لنادي مارليبون للكريكيت في شباط/فبراير.
كما أن له علاقة بـ "أفغان كونيكشين" وهي منظمة تدعمها الحكومة البريطانية تهتم بمشاريع التعليم والرياضة في أفغانستان.
ورفضت شركة أم اند سي ساعاتي وسافيل التعليق على دورهما في رابطة منتصف ليل رمضان، وكان الجواب ألا تعليق على علاقتهم بالزبائن. ورفضت وزارة الداخلية نشر معلومات حول دعمها للرابطة.
وفي رد على نشر معلومات بناء على قانون حرية المعلومات، استند مكتب الأمن و"مكافحة الإرهاب" في الوزارة على استثناء الأمن القومي الذي يحللها من التأكيد أو نفي حيازتها لمعلومات محددة.
وجاء في بيان من المكتب: "تأكيد أو نفي حيازتنا لمعلومات لها علاقة بسؤال عن دور الوزارة قد يكشف عن دورها في الأمن القومي. كما أن تأكيد أو نفي الوزارة دورها قد يعرض أفرادا أو الأمن القومي للخطر".
وطلب الموقع الشهر الماضي من مكتب الأمن ومكافحة الإرهاب تقديم تقييم لبرنامج رابطة منتصف ليل رمضان ما بين 2018 – 2019.
وكان الرد أنها تريد 20 يوم عمل للنظر في ضرورة الاحتفاظ بالمعلومات بناء على دواعي الأمن القومي أم لا. وعندما ضغط الموقع على الوزارة رد المتحدث باسمها بالقول إن "وحدة البحث، المعلومات والاتصالات" دعمت منظمات "يقودها أفراد أذكياء ملتزمون بتحسين حياة مجتمعاتهم وجعل بلدنا مكانا آمنا للعيش" و"لم نمول مشروع رابطة منتصف ليل رمضان".
وشاركت الوزارة في مشاريع رياضية أخرى لها علاقة بالمجتمعات الآسيوية البريطانية مثل مشروع "التوس فوتبول" الذي ظهر ما بين 2018- 2019 لمنح التدريب والإشراف للشباب ما بين 16- 18 عاما في شرق لندن وبرمنغهام وبرادفورد وداربي.
وأشرفت على المشروع مؤسسة خالد صديقي، وهو لاعب كرة قدم دولي باكستاني ولاعب في فرق الدرجة الثانية الإنجليزية والذي وصفته صحيفة "صن" بأنه "بريطاني مسلم يدافع عن جمال اللعبة كوسيلة ضد الإرهاب". وشارك عبيد في مشروع "ألتوس فوتبول" كـ "سفير ورئيس برنامج برمنغهام".
الغارديان: شريك الرياض بقضية نيوكاسل مانح رئيسي للمحافظين
صندي تايمز: بريطانيون يستغلون الوباء لزراعة شعرهم في تركيا
اليمين المتطرف بفرنسا "غاضب" بعد اعتذار "إيفيان" للمسلمين