أعربت عائلات فلسطينية عن أملها الكبير، في أن تتمكن المقاومة الفلسطينية قريبا من إبرام صفقة تبادل، يتم من خلالها إطلاق سراح كافة الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويحيي الشعب الفلسطيني اليوم السبت الموافق 17 نيسان/ أبريل من كل عام، "يوم الأسير الفلسطيني"، في ظل تفاقم معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويبلغ إجمالي عدد الأسرى داخل سجون الاحتلال نحو 4500 أسير فلسطيني، بينهم 40 أسيرة، 140 طفلا، 10 من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، و 543 أسيرا صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة، بينما يعتقل الاحتلال 440 أسيرا تحت قانون الاعتقال الإداري التعسفي، بحسب إحصائية وصلت إلى "عربي21" صادرة عن "مركز فلسطين لدراسات الأسرى".
ويعاني الأسرى داخل سجون الاحتلال من ظروف اعتقال صعبة للغاية ولاإنسانية، حيث تمارس ضدهم أبشع طرق التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي، على مدار فترات اعتقالهم، وتفتقد السجون الإسرائيلية أدنى مقومات الإنسانية، ما يزيد من معاناة الأسرى خاصة في ظل تفشي وباء كورونا.
وجرت مفاوضات لتبادل الأسرى بواسطة مصر، بين حركة حماس وبين الكيان الإسرائيلي للتوصل إلى صفقة تبادل جديدة للأسرى، مثل صفقة "وفاء الأحرار" التي حُرر بموجبها أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل إفراج المقاومة عن الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط".
اقرأ أيضا: يوم الأسير.. أكثر من 4500 فلسطيني ما زالوا بسجون الاحتلال
وحول معاناة الأم الفلسطينية التي لديها ابن أسير لدى الاحتلال، ذكرت السيدة نعمة محمود عطية من سكان حي العيسوية بمدينة القدس المحتلة، أنه من "المستحيل وصف شعور وألم وحنين الأم التي يغيب عنها ابنها بسبب الاحتلال الغاشم؛ في كلمات أو حتى صفحات، فنحن ننتظر الإفراج عنه بفارغ الصبر".
وأكدت في حديثها لـ"عربي21" أن "الاحتلال الذي يتعمد قهرنا باعتقال فلذات أكبادنا، لن يكسر إرادتنا الحرة، ومهما طال أسرهم فالفرج حليفهم، والاحتلال إلى زوال، عاجلا أم آجلا"، وقالت: "اشتقت كثيرا إلى ابني محمد، اشتقت أن أحضنه وأقبله وأشتم رائحته، اشتقت أن أتحدث معه ويتحدث معي دون حاجز زجاجي داخل السجن".
وعن رسالة "أم حسن" لابنها الأسير، قالت: "أمي أنت رجل بمعنى الكلمة، رفعت رؤوسنا، ومهما تكن صعوبة السجن، عليكم بالصبر فالفرج قريب جدا، فالقدس سيحررها الرجال"، موضحة أن العائلة "قلقة لأن الأسير محمد قبل أن يعتقل، أصيب في قدمه برصاص دمدم، وهو يعاني داخل السجن من الإهمال الطبي".
واعتقل الجريح محمد محمود حسن عطية (24 عاما)، قبل أكثر من عامين وحكم عليه بالسجن 33 شهرا.
وأعربت والدة الأسير عن أملها في أن تتمكن المقاومة من عقد "صفقة مشرفة لتبادل الأسرى مع الاحتلال، لتفرح كل أم فلسطينية بتحرير ابنها من سجون الاحتلال"، مشددة على وجوب أن "يتم تحرير كافة الأسر وخاصة المرضى وأصحاب الأحكام المؤبدة".
وأضافت: "أما أمنيتي الأكبر، فهي أن يزول هذا الاحتلال، ونعيش بسلام مثل باقي شعوب العالم، وهذا يتحقق بهمة رجالنا وشبابنا وحتى نسائنا المدافعين عن فلسطين، ففلسطين هي القلب والروح، وتستحق منا بذل الغالي والنفيس من أجل تحريرها".
من جانبه، أوضح حازم أبو كميل زوج الأسيرة نسرين من سكان مدينة غزة، أنها اعتقلت على يد قوات الاحتلال على حاجز بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، عندما توجهت لزيارة عائلتها في مدينة حيفا بالداخل المحتل عام 1948، بتهمة "جمع معلومات وتصوير مواقع في إسرائيل".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الأسيرة نسرين، هي أم لسبعة أبناء، أصغرهم الطفل أحمد الذي كان في شهره الثامن عندما اعتقلت، لافتا إلى أن جميع أفراد العائلة عانوا ويعانون بشكل كبير بسبب اعتقال زوجته "أم فراس".
وذكر أبو كميل، أن الرضيع أحمد عندما اعتقلت أمه، "كان يحبو، ويلف بالمنزل ويدخل من غرفة لأخرى وكأنه يبحث عن أمه، لأنه فقد حنانها"، وقال: "لقد تعبنا كثيرا مع هذا الطفل بسبب اعتقال الاحتلال لأمه، وأدخل إلى المستشفى في أول أيام اعتقالها".
وقال: "نحن في الأشهر الأخيرة من اعتقال "أم فراس" (46 عاما) التي تقبع في سجن "دامون" الإسرائيلي حاليا، حيث أمضت 5 سنوات ونصف في سجون الاحتلال وبقي لها 6 أشهر".
وذكر زوج الأسيرة، أن لدى عائلات الأسرى وخاصة أصحاب الأحكام العالية، "آمالا كبيرة في الله أولا، ومن ثم أن تكون هناك صفقة تبادل، تضمن إطلاق سراح الأسرى والأسيرات".
أما الأسيرة المحررة فوزيه قنديل (40 عاما)، فذكرت أن "حلم الأسرى والأسيرات، أن تغلق جميع السجون الإسرائيلية، ويتحرر كل من فيها من الأسرى الفلسطينيين".
وشددت في حديثها لـ"عربي21"، على ضرورة أن تحوز قضية الأسرى على الاهتمام المطلوب من الجميع، معربة عن حزنها وألم الأسيرات بسبب مواقف "حكام العرب والمسؤولين إزاء الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال".
مجهولون يلقون قنبلة على منزل والد رئيس بلدية أم الفحم
رجال أعمال مغاربة يوقعون اتفاقية تطبيع اقتصادية مع الاحتلال
نتنياهو: لا دولة فلسطينية كاملة السيادة.. التطبيع طريق السلام