ملفات وتقارير

هل تراجع رئيس المكتب السياسي لـ"قلب تونس" عن الاستقالة؟

اللومي كان قد أعلن استقالته على خلفية ما اعتبره خلافا جوهريا مع قيادة الكتلة- عربي21

كشفت مصادر متطابقة، حقيقة تراجع رئيس المكتب السياسي لحزب "قلب تونس" عن استقالته، والتي كان قد أعلنها مؤخرا.


وقالت تلك المصادر لـ"عربي21" الخميس إن النائب عياض اللومي قد تراجع عن قرار الاستقالة من الحزب.


وكشفت المصادر أن اجتماعا عقد الأربعاء بحضور اللومي، وكان إيجابيا، وتم إقناعه بالبقاء وأنه سيتم حل المشاكل والصعوبات التي يمر بها الحزب.


ورفض اللومي الذي تواصلنا معه، تأكيد التخلي عن الاستقالة أو الإبقاء عليها وفضل الصمت وعدم الخوض في الموضوع.


وكان اللومي قد أعلن قراره الاستقالة على خلفية ما اعتبره خلافا جوهريا مع قيادة الكتلة والبعض من عناصرها الذين يرفضون "التمشي الديمقراطي، وأنه لم يعد لديه ما يقدمه".


تراجع

 

من جهته، قال الناطق الرسمي باسم حزب "قلب تونس" الصادق جبنون في تصريح خاص لـ"عربي21" إنه "تم تكوين لجنة حكماء خاصة بملف استقالة رئيس المكتب السياسي عياض اللومي، وستقوم اللجنة بالمساعي والتواصل مع اللومي وكل الأطراف للوصول إلى حل للأزمة والتي يرجى أن تكون عابرة وإعادة الأمور إلى طبيعتها".

 

اقرأ أيضا: انسداد المشهد السياسي بتونس.. ولا أفق لحل الأزمة

وكشف جبنون أنه "تم عقد لقاء أولي أمس وبحضور عدد من أعضاء الكتلة (38 نائبا) وكانت الأجواء إيجابية جدا".


وتم تداول صورة الأربعاء أظهرت التقاء نواب الحزب وفي تماسك بحضور عياض اللومي.


وعن فرضية رفض اللومي التراجع يرد الصادق جبنون أنه "لم تكن هذه الأزمة الأولى للحزب، فنحن مررنا سابقا خلال المصادقة على حكومة الحبيب الجملي بأزمة واستقال مجموعة من النواب، والحزب ما زال في إطار التكوين والمخاض السياسي كبقية الأحزاب".


وبخصوص تأثير الاستقالة في الحزب والحزام الحكومي يعتبر الصادق جبنون: "نتمنى أن لا تؤثر على عمل الكتلة في البرلمان أو في إطار الائتلاف السياسي الداعم للحكومة التي لديها حزام مريح".


وأكد جبنون انعقاد مجلس وطني للحزب قريبا ومن بين النقاط التي سيتم التطرق إليها "الهيكلة وأداء الحكومة عموما وسيتم اتخاذ قرارات بكل ديمقراطية".

 


من جهته قال النائب عن "قلب تونس" فؤاد ثامر في تصريح لـ"عربي21" إن "الحزب ينتظر أن يتراجع اللومي عن الاستقالة".


وأكد ثامر أن اللومي "لم يقدم استقالته فعليا وما زال في الحزب وفي الكتلة، وهو قيادي بارز ومن أهم مؤسسي الحزب وخروجه الأكيد سيكون له تأثير وهو ما يجعلنا نأمل أن لا يستقيل".


تخوفات


ويجمع المتابعون للشأن السياسي على أن استقالة عياض اللومي في حال أصبحت رسمية ستكون لها تأثيرات وتداعيات على الحزام الحكومي باعتبار أن الحزب داعم رئيسي للحكومة.


ومن جهة أخرى سيؤثر ذلك على لائحة سحب الثقة من رئيس البرلمان راشد الغنوشي نظرا لما كشفته التسريبات الأخيرة التي نشرها النائب راشد الخياري والتي تحدث فيها النائب محمد عمار عن ابتزاز للكتلة في ما يتعلق بملف رئيس الحزب نبيل القروي (في السجن حاليا) وأن خروجه يشترط توقيع سحب الثقة من الغنوشي.

 

اقرأ أيضا: وقف قرار الإفراج عن رئيس "قلب تونس" بكفالة مالية

واعتبر الناطق الرسمي باسم حركة النهضة فتحي العيادي في تصريح خاص بـ"عربي21" الخميس أنه "يمكن القول إن موضوع سحب الثقة من رئيس البرلمان أصبح من الماضي، وكتلة قلب تونس أكبر من أن تكون محل ابتزاز".


وتمسك العيادي بالقول: "اللومي أكثر شخص يمكنه الحديث عن موضوع الاستقالة ولكن يبدو أنه تراجع، نريد التأكيد أنها لن تؤثر، والعلاقة في ما بيننا طيبة ونحن نريد لهذه الكتلة الصمود والاستمرار في العمل ولا شك أنها كتلة نوعية".


وأكد متحدثنا الناطق باسم حركة النهضة: "العمل بيننا قائم وجوهر حوارنا هو إيجاد حل للأزمة".

 

وختم العيادي قوله: "نحن في حاجة إلى عمل مشترك متواصل مع كل الأحزاب وتحصل لقاءات مستمرة ونقدم مقترحات لرئيس الحكومة ونأمل أن يتعزز العمل وحتى الائتلاف أكثر نظرا لطبيعة المرحلة والأزمة الحادة التي تشهدها البلاد".