قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا: "إن استمرار السلطات المصرية في اعتقال الصحفي المصري والمنتج بقناة "الجزيرة مباشر" هشام عبد العزيز غريب رغم تدهور حالته الصحية، وتلفيق قضايا جديدة له، يأتي ضمن خطة ممنهجة ومستمرة من النظام المصري لقمع حرية الرأي والتعبير وإخراس أي صوت للصحافة الحرة".
وأكدت المنظمة الحقوقية، التي تتخذ من العاصمة البريطانية لندن مقرا لها، في بيان لها اليوم الجمعة أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن احتجاز الصحفي هشام عبد العزيز خلال عودته بمعية أسرته لقضاء إجازتهم السنوية في مصر بتاريخ 20 حزيران (يونيو) 2019، بعد التحقيق معه لمدة 5 ساعات تخللها تفتيش أجهزة المحمول وجهاز الحاسوب الشخصي الخاص به، وجوازات السفر وحقائب السفر الخاصة بزوجته وأولاده، هو احتجاز تعسفي.
وذكرت المنظمة أن هشام تعرض للاختفاء القسري وللتجويع والمعاملة المهينة من أجهزة الأمن المصري، قبل أن يتم عرضه على نيابة أمن الدولة العليا دون حضور محام والتي قامت بدورها بتوجيه التهم له جزافيا وإجباره على التوقيع على اتهامات ملفقة، بعد الاعتداء عليه بالسب والتهديد بإيذاء أسرته.
وأضاف البيان: "بعد انتهاء العرض على النيابة تعرض مجددا للاختفاء القسري، قبل أن يظهر في سجن "طرة تحقيق" على ذمة قضية قديمة قبل عام من اعتقاله برقم 1365 لعام 2018 حصر أمن دولة بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، والتي ظل محتجزا على ذمتها احتياطيا، حتى صدر بشأنه قرار بإخلاء سبيله بكفالة ٢٠ ألف جنيه بتاريخ 5 كانون الأول (ديسمبر) 2019".
إعادة الاعتقال ـ التدوير
بعد قرار إخلاء سبيله نُقل هشام إلى قسم شرطة حدائق القبة لإنهاء الإجراءات، إلا أنه تعرض للاختفاء القسري مجددا لمدة شهر، ثم فوجئت الأسرة بظهوره في سجن طرة تحقيق على ذمة قضية جديدة تحت رقم 1956 لعام 2019، وصدور قرار من نيابة أمن الدولة بتجديد حبسه احتياطيا والذي استمر حتى الآن دون مبرر.
ولفتت المنظمة الانتباه إلى أن "هشام يعاني من (جلوكوما أو مياه زرقاء) ويعاني من ارتفاع شديد في ضغط العين، مما يسبب عتامة بالقرنية تستحيل معها الرؤية بوضوح، كما يعاني من تكلس شديد في عظمة الركاب بالأذن الوسطى، وهو مهدد بفقد السمع والبصر في حال استمرار احتجازه في تلك الظروف".
وذكرت المنظمة أنه وقبل التعرض للاعتقال أجرى هشام عمليتين جراحيتين في العين اليمنى (جلوكوما أو مياه زرقاء) وكان يعاني من ارتفاع شديد في ضغط العين، مما يسبب عتامة بالقرنية تستحيل معها الرؤية بوضوح، وبعد الحبس وبسبب عدم إكمال علاجه أو الالتزام بأدويته تأثرت العين اليسرى أيضا، وهو الآن مهدد بفقد البصر كليا في حال استمرار احتجازه في الظروف الحالية وعدم تمكينه من إكمال علاجه.
كما يعاني هشام من تكلس شديد في عظمة الركاب بالأذن الوسطى وهو يزداد تدريجيا وحذر طبيبه المعالج من خطورة إهمال علاجها أو إجراء أية جراحة في مكان غير مجهز لمثل تلك الحالات، وقد تقدمت الأسرة بالفعل بأكثر من التماس لإجراء جراحة لهشام خارج مستشفى السجن على نفقتها الخاصة، ولكن السلطات تعنتت دون مبرر حتى الآن.
ممارسات انتقامية ضد الصحفيين
وأكدت المنظمة أن السلطات المصرية لم تكف منذ الثالث من تموز (يوليو) 2013 (تاريخ الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر) عن قمع الصحفيين بشراسة، لتصبح مصر من أخطر الأماكن على مهنة الصحافة في العالم، حيث تعرض أكثر من 250 من العاملين بالمجال الإعلامي للاعتقال في مصر، أطلق سراح بعضهم بينما يستمر احتجاز 34 صحفيا على الأقل حتى الآن كما تعرض 11 صحفيا على الأقل للقتل برصاص الأجهزة الأمنية أثناء تغطيتهم لتظاهرات معارضة.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي والجهات الأممية ذات الصلة بالتدخل العاجل لإلزام السلطات المصرية بإطلاق سراح الصحفي المعتقل هشام غريب، وتمكينه بشكل عاجل من إكمال علاجه، ووقف كافة الحملات الانتقامية ضد الصحفيين في مصر.
وكانت السلطات المصرية، قد أخلت سبيل الصحفي محمود حسين، مطلع الشهر الجاري بعد 4 سنوات من التوقيف، بتدابير احترازية.
وتواجه مصر انتقادات دولية بشأن تقييد الحريات العامة، غير أن السلطات تؤكد مرارا حرصها على الالتزام بالقانون ومبادئ حقوق الإنسان.
إقرأ أيضا: تفاصيل جديدة لـ"عربي21" عن ملابسات الإفراج عن محمود حسين
مصر.. تبرئة أحد المتهمين بقضية اغتيال النائب العام
تقرير دولي يرصد "العشرية السوداء" لحقوق الإنسان في مصر
محكمة تبرئ 43 مصريا بحضور حقوقيين أجانب ثم تعيد حبسهم