تركيا تبدأ تحضيرات إعداد المرشحين لبرامج رحلات الفضاء

تعتزم وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، إعداد قائمة تضمن ثلاثة علماء يتمتعون بإمكانيات علمية وبدنية مميزة، لاختيار أول سفراء لتركيا إلى الفضاء من بينهم.

ووفق معلومات لوكالة "الأناضول"، تعتزم الوزارة في إطار "البرنامج الوطني للفضاء"، اختيار ثلاثة مواطنين أتراك يخضعون إلى برنامج تدريبي تخصصي لمدة عامين. 

وتكثف تركيا من جهودها لأخذ مكانتها في الفضاء، بعد إنشائها وكالة فضاء وطنية، ومسارعتها إلى توسيع شبكة أقمارها الخاصة بالمراقبة والاستطلاع، وصولا إلى طرحها مشروعا وطنيا يهدف إلى إرسال قمر صناعي إلى القمر بحلول عام 2023.

وبعد إعلان الرئيس رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على تدريب وإرسال مواطن تركي إلى الفضاء ضمن نفس البرنامج، بدأت الوزارة بوضع مجموعة من المعايير التي يجب أن يتمتع بها "سفير تركيا الأول إلى الفضاء". 

وتعمل وزارة الصناعة والتكنولوجيا، على إعداد قائمة تتعلق بالمعايير الخاصة برواد الفضاء، بمشاركة مجموعة من الأخصائيين في مجالات الطيران وطب الفضاء وخبراء الطب الرياضي وعلم النفس. 

ووفق المعلومات الواردة، يتعين على المواطن التركي الذي يقع الاختيار عليه لزيارة الفضاء، الخضوع لبعض التدريب كما هو الحال في البلدان الأخرى التي تسير رحلات علمية إلى الفضاء. 

وسيتم تحديد الأشخاص ذوي الكفاءات والمهارات المطلوبة من قبل المؤسسة التي ستشرف على تدريب رواد الفضاء، كما أنه سيتم اختيار ثلاثة مرشحين من بين المتقدمين وتوفير مشاركتهم في برنامج تدريبي يستمر حوالي عامين. 

ومن بين أهداف برنامج الفضاء الوطني، الذي تأسس بمرسوم أصدره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عام 2018، إرسال مركبة للقمر بحلول 2023، تزامنا مع الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

ومن بينها أيضا تأسيس ميناء فضائي (موقع لإطلاق واستقبال المركبات الفضائية)، وإنشاء منطقة لتطوير تقنيات الفضاء.

اقرأ أيضا: تركيا تسعى لتعزيز وجودها بالفضاء.. وتهبط على القمر بـ2023

بعد عملية التدريب التي سيخضع لها رواد الفضاء المرشحين، سيتم اختيار المرشح "الأكثر نجاحًا"، من أجل البدء بالاستعدادات اللازمة لضمان مشاركته بالدراسات العلمية في الفضاء. 

بعد ذلك، سيتم تحديد جدول عمل بالتنسيق مع برامج التعاون الدولي من أجل استكمال الاستعدادات بحلول عام 2023.

ويشمل برنامج رواد الفضاء، التدريب على إجراء التجارب العلمية في محطة الفضاء الدولية، بما فيها التجارب البيولوجية واختبارات تحمّل للمعدات الفضائية التي جرى إنتاجها في تركيا.

فيما سيتم تحديد أعضاء البعثة العلمية بعد مقابلات ستجرى بإشراف مجموعة من الجامعات والعلماء الأتراك. 

يشار إلى أن وكالات الفضاء تبحث غالبا عن مرشحين لرواد فضاء لديهم معرفة متقدمة في مجالات مثل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، إضافةً لتلبية بعض الخصائص الفيزيائية. 

وتسعى وكالات الفضاء الوطنية عادة لاختيار المرشحين من أصحاب الخبرة في مجالات الطيران والفضاء، كما أنه يمكن اختيار المرشحين من بين الأفراد المدنيين أو العسكريين.

ويجب أن يفي المرشحون بمتطلبات القياسات المتعلقة ببدلة المركبة الفضائية، من أجل تسهيل طيرانهم في المركبة الفضائية والسير في الفضاء الخارجي.

ويُتطلب من رواد الفضاء المرشحين امتلاك حدة بصر عند مستوى 20/20 في كلتا العينين (الدرجة المثالية)، أو إمكانية الوصول إلى ذلك المستوى من خلال عملية جراحية، إلى جانب عدم امتلاكهم مشاكل في ضغط الدم. 

إضافة إلى ما سبق، يجب على المرشحين أن يكونوا من غير المدخنين والمعتادين على استخدام المشروبات الكحولية أو من غير المصابين بالأمراض المزمنة أو النفسية، وامتلاك بنية قوية وقدرات عقلية وشخصية ونفسية تمكن المرشح من إنجاز المهمة المطلوبة في الفضاء.

وكان الرئيس التركي كشف عن عشرة أهداف تسعى بلاده لتحقيقها ضمن خارطة طريق "برنامج الفضاء الوطني" للانتقال إلى مستويات أعلى في السباق العالمي.

واكتسب الفضاء الخارجي أهمية استراتيجية في صراع الدول الكبرى، بعد الحرب الباردة، وأصبح إرسال الأقمار الصناعية عنصرا مهما من عناصر الأمن القومي للدول.

وبرز اهتمام تركيا، بالفضاء مع عام 1994، بعد إطلاق أول قمر صناعي، بمساعدة خارجية، لكن الرئيس التركي وضع هذا الملف على طاولته طوال السنوات الماضية، ليصدر مرسوما رئاسيا عام 2018 بإنشاء وكالة فضاء وطنية.