أكد مؤرخ إسرائيلي، أن اتفاق الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن مع إيران سيمس حتما باحتياجات "إسرائيل" الحيوية، منوها بأن الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط هي تهديد وجودي لـ"إسرائيل".
ونوه رئيس برنامج الأمن الدولي بجامعة حيفا، دان شيفتان، في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إلى أن "إسرائيل تقف أمام تهديد واحد من شأنه أن يتطور إلى أبعاد وجودية، هو التهديد الإيراني، وهو في هذه المرحلة تحت السيطرة، مضاف إليه ضعف إيران بواسطة العقوبات، قمع تطورها في سوريا في حرب وقائية محدودة، وفي ردع توسيع المواجهة بسبب تصميم إسرائيل والولايات المتحدة".
ولفت إلى أن "إدارة بايدن تسعى إلى اتفاق مع ايران يسقط من هذه المعادلة عناصر هامة، حيث سترفض إيران اتفاقا يقيد فرض هيمنتها في المنطقة، ويمس على مدى الزمن بقدراتها الباليستية والنووية".
وأكد أن "استعادة مبادئ الاتفاق السابق أو تحسينه في الهوامش، سيعرض إسرائيل ودولا عربية في الخليج وما خلفها للخطر"، موضحا أنه "بين النظام القائم في إيران وبين إسرائيل وهؤلاء العرب، تجري لعبة مجموعها صفر".
ورأى شيفتان أن "اتفاق بايدن وخامنئي سيمس حتما بالاحتياجات الحيوية لإسرائيل وللأنظمة العربية في المعسكر الأمريكي"، منوها إلى أن "مزايا التهديد الإيراني معروفة لمن يراجع الصورة الاستراتيجية بكاملها، وأساسه محاولة فرض الهيمنة على الشرق الأوسط، وعلى حساب دول عربية ضعيفة، وبعضها لا تؤدي مهامها".
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي يشكك بقدرة التعامل العسكري مع "نووي إيران"
وذكر أن "إيران لا تريد أن تأخذ المسؤولية عن الأزمات البنيوية للعرب في دولهم الفاشلة، لكنها معنية بأن تجند لسيطرتها المقدرات الهائلة في المنطقة؛ مقدرات الطاقة، المفترقات الاقتصادية والاستراتيجية التي تنطوي على الموقع الجغرافي - الاستراتيجي لهذه الدول".
وأضاف: "لقد سبق لإيران أن أثبتت قدرتها على السعي لمثل هذه الهيمنة في ضوء موازين القوى الإقليمية، من خلال سياسة ذكية وناجعة لتجنيد المبعوثين، إذا ما عطلت المعارضة الحازمة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل"، مشيرا إلى أن "قسم هام من نجاعة المعارضة الإسرائيلية تأمل طهران في تعطيله من خلال استئناف الاتفاق في عهد بايدن".
وقدر المؤرخ أن "تجنيد مقدرات المنطقة لخدمتها سيجعل إيران قوة عظمى تتجاوز حدود الشرق الأوسط، وضمن أمور أخرى بحكم قدرتها على تهديد أوروبا المنبطحة، لأن مثل هذه الهيمنة ستسمح لها بأن تشكل تهديدا ذا أبعاد وجودية على إسرائيل، في حال رفعت قدراتها وقدرات فروعها الراديكاليين، لتملي إرادتها في الأردن وسوريا وتشكيل تحد لمصر".
وذكر أن "إيران أثبتت منذ الآن قدرات كهذه في خلق أفق من خلال مبعوثيها بينها وبين الحوض الشرقي للبحر المتوسط، على حساب الأنظمة المتفككة في العراق، سوريا ولبنان، وفروعها في اليمن تضرب السعودية، وتعرض للخطر الملاحة في مضائق باب المندب، في حين نجحت لبعض الوقت عبر السودان، أن تهدد مصر والملاحة في البحر الأحمر"، لافتا إلى أن "النووي يستهدف إعطاء النظام المبادر لهذه الخطوات حصانة من أي إحباط أمريكي وإسرائيلي لمساعيه".
وبين شيفتان أنه "في اتفاق 2015 أخّر باراك أوباما لعقد من الزمان مساعي التخصيب النووي لإيران، دون أن يمنع تطوير أجهزة الطرد المركزي، ودون رقابة ناجعة على تطوير السلاح، في ظل التجاهل لتطوير وسائل الإطلاق الباليستية، وبهذا سمح لطهران عمليا أن تقيم مكانة مع مستوى متدن، لكنه مفتوح لتقدم بمجال الحافة النووية".
ونبه إلى أن "أوباما في اختبار الاستراتيجية العامة منح إيران تسليما للأمر الأساس من ناحية الهدف -السعي للهيمنة الإقليمية- بثمن لجم مؤقت وجزئي للأداة النووية التي تستهدف ضمان الحصانة لهذه الهيمنة"، موضحا أن "هذه الصيغة يحاول الآن بايدن استئنافها، على أمل أن يحسنها قليلا في هوامشها".
وقال: "يشخص الإيرانيون حماسته للاتفاق والآفاق المحدودة لفهمه وتوقعاته؛ فهو لا يقبل أن المشكلة هي إيران قوية والجواب هو إضعافها"، معتبرا أن "طبيعة ممثله الكبير تشهد على نوايا الرئيس؛ فقد اختار بايدن مبعوثا متمرسا ولطيفا، مع سجل من العلاقات غير الودية مع إسرائيل وهو روف مالي".
معهد "إسرائيلي": علاقاتنا مع الخليج ليست "محفورة بالصخر"
هآرتس: أيام ترامب الأخيرة تدخل الشرق الأوسط في حالة تأهب
"يديعوت" تشكك بقدرة تل أبيب على وقف النووي الإيراني