كشف باحثون استراتيجيون إسرائيليون عما وصفوها بـ"النتائج الخطيرة لانتشار فيروس كورونا على المجتمع الإسرائيلي، من تعميق الفجوات الاجتماعية والاقتصادية، وإضعاف آلية الدولة ومؤسساتها، وتآكل التضامن الاجتماعي، وثقة الجمهور بالمؤسسات، والقدرة على معرفة المعلومات الحقيقية، في ظل عدم وجود ميزانية للدولة، وخطة متعددة السنوات للجيش الإسرائيلي".
وأضافوا في دراسة بحثية موسعة نشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، وترجمتها "عربي21" أن "الساحة الداخلية في إسرائيل تأثرت سلباً بالجائحة على مختلف الأصعدة: صحية، اقتصادية، اجتماعية، حكومية، وسياسية، وأسفرت عن أزمة مستمرة منذ عام، وإن تعدد مكونات هذه الأزمة، وعدم اليقين بشأن الوضع الحالي، والمتوقع في المستقبل، يعطل روتين الحياة، ويسرع الضرر المتبادل بين المكونات الإسرائيلية".
الدراسة الموسعة شارك في إعدادها كل من "مائير إيلان، شموئيل إيفن، كارميت بادان، موشيه بار سيمان طوف، إفرايم لافي، بنينا شارفيت باروخ، وتومار فادلون"، وهم جنرالات متقاعدون وموظفون كبار في الوزارات الحكومية الإسرائيلية.
وأكدت الدراسة أن "تبعات كورونا أضعفت الصمود في إسرائيل بشكل كبير، وتركت تأثيرا سلبيا على أمنها، ورغم تشابه خصائص أزمة كورونا بين العديد من الدول، لكن إسرائيل شهدت مجالين متشابكين يزيدان الضرر، أولهما الأزمة السياسية المستمرة، وثانيهما المركزية الكبيرة للنظام العام الضعيف بالفعل، مما أوجد شللًا منهجيًا وحواجز في عمليات صنع القرار، وقوض ثقة الجمهور في الحكومة".
اقرأ أيضا: تقرير: تنصل إسرائيلي من المسؤولية كقوة احتلال بخصوص كورونا
وأشارت إلى أن "صورة تفشي الوباء في إسرائيل بعد عام تظهر مدى خطورة الأزمة، من حيث عواقبها الطويلة المدى، لأن استمرار الوباء وعمليات الإغلاق الثلاث أدت حتى الآن لحدوث اضطرابات شديدة أضرت بشدة بمكونات المجتمع الإسرائيلي، كالتضامن والتعبئة المدنية والثقة والقوة الاقتصادية، وهذا الضعف يعقد استمرارية الدولة الوظيفية المطلوبة لإدارة الأزمة، وأدى لتفاقم الوضعين الاجتماعي والاقتصادي".
وأوضحت أن "المجتمع الإسرائيلي غير متجانس، ويعيش أجواء مستقطبة، يتم التعبير من خلالها عن الفجوات والاختلافات العميقة بين مختلف هذه الفئات الاجتماعية الإسرائيلية من خلال الخلافات السياسية، بجانب الصراعات حول مواقع النفوذ وتوزيع الموارد الاقتصادية، وكشف وباء كورونا عن تفاصيل هذه الأزمة، وزاد من خلافاتها، وعمقها إلى درجة تقويض الضمان المتبادل".
وأشارت الدراسة إلى أن "ضعف المنظومة المدنية والصحية الإسرائيلية في مواجهة وباء كورونا أدى لتسريع مناشدة الجيش للتدخل في إدارة الأزمة، وقد تأثر بشكل كبير بها، ووجد نفسه متورطًا في الاستجابة للوباء بشكل رئيسي من خلال قيادة الجبهة الداخلية، وفي غضون ذلك، تعرض الجيش لضغوط سياسية وانتقادات إعلامية على أفعاله، ما ترك آثارا سلبية على بناء قوة الجيش، واستعداده التشغيلي".
ورصدت الدراسة أهم الآثار السلبية لأزمة كورونا على الجيش، ومنها "البيئة السياسية المضطربة التي خلقت ضغوطًا متضاربة، والتداول الوزاري السريع في وزارة الحرب، وعدم وجود قرار حكومي بالموافقة على خطة تنوفا المتعددة السنوات؛ وتجنيد الجيش لمهام مدنية مثل كورونا؛ عدم وجود ميزانية الدولة؛ والانخفاض المتسارع في الدافعية للخدمة في الجيش، بما في ذلك الوحدات القتالية".
وتوقعت الدراسة أن "يتسم عام 2021 بعدم اليقين، وحتى لو تم كبح وباء كورونا، فإن عواقبه ستستمر لفترة طويلة قادمة، وفي النصف الأول من العام الجديد ستواجه إسرائيل تحديات كبيرة قد تنشأ عن تراكم محتمل لموجات المرض، وعمليات الإغلاق بأنواع مختلفة، رغم بدء التطعيم الجماعي، فضلاً عن استمرار الأزمة السياسية، وانتخابات رابعة في غضون عامين، تليها مفاوضات ائتلافية معقدة".
كاتبة إسرائيلية: عدم تطعيم الأسرى ضد كورونا "وحشية"
خبير عسكري: الموساد سيواجه مرحلة أكثر تعقيدا في المستقبل
تقدير إسرائيلي: الانسحاب من غزة خطأ فادح استفادت منه حماس