كشف أكاديمي إسرائيلي أن "محاولات الوكالة اليهودية للهجرة ووزارة الاستيعاب إخفاء حقيقة وجود انخفاض كبير في عدد المهاجرين اليهود خلال عام 2020، ليست ناجحة، رغم التوقعات بزيادتها، وصدور وعود إسرائيلية بموجات ضخمة من الهجرة، خلال العام المنصرم".
وأضاف ناثانيال فيشر بمقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الوكالة اليهودية للهجرة أعلنت أن تدهور أوضاع يهود الشتات، ونجاح إسرائيل بعلاج كورونا، سيؤديان لقفزة حادة في عدد اليهود المهتمين بالهجرة لإسرائيل، واعدة بأنه بحلول نهاية 2020، سيهاجر 50 ألف يهودي إلى إسرائيل، أي ضعف ما كان عليه في أي عام سابق، فيما تحدث رئيس الوكالة عن هجرة ربع مليون يهودي خلال بضع سنوات".
وأشار فيشر المحاضر بالمركز الأكاديمي للقانون، والباحث في المنتدى الكنسي، والخبير بقضايا الهجرة، إلى أن "الحقيقة تفيد بأن الوعود منفصلة عن الواقع، ففي 2019 هاجر أكثر من 30 ألف يهودي لإسرائيل، لكن في 2020، بالكاد وصلنا إلى 20 ألفًا، وبكلمات بسيطة فإن العام المنقضي 2020، شهد انخفاضا كبيرا في الهجرة اليهودية بنسبة 30% مقارنة بالعام الذي سبقه، رغم محاولة الجهات الإسرائيلية إخفاء هذه البيانات المزعجة".
وأكد أنه "في مجال الهجرة اليهودية إلى إسرائيل، أنشأت الوكالة اليهودية ووزارة الاستيعاب معيارا إشكاليا للكشف عن البيانات، فبدلًا من الحديث عن حقائق غير مبهجة، فإنه يتم الحديث عن تنبؤات وتقييمات منفصلة عن الواقع، مع أن هذه الأرقام يجب أن تشعل الضوء الأحمر، لأن المشككين بالهجرات اليهودية يقولون بالفعل إن إسرائيل ليست مصدر أمل لليهود".
واستدرك بالقول إنه "يمكن النظر لهذه المعطيات المغلوطة عن الهجرات اليهودية إلى إسرائيل بشكل مختلف أيضًا، بحيث يؤدي الانخفاض الكبير في عدد المهاجرين في عام 2020 بالوكالة اليهودية ووزارة الاستيعاب إلى إعادة مسارها في موضوع الهجرات اليهودية، وبدلاً من الحديث عن الكميات والأرقام فقط، فإنه يجب عليها التركيز على نوعية المهاجرين، وجودة الخدمات التي يقدمونها لإسرائيل".
اقرأ أيضا : الوكالة اليهودية تستعد لاستقبال 100 ألف مهاجر يهودي لإسرائيل
وكشف النقاب عن أن "الانخفاض الأهم في الهجرات اليهودية تمثل بشكل رئيسي بين المهاجرين من الاتحاد السوفييتي السابق، خاصة روسيا وأوكرانيا بأكثر من 50%، وبلغة الأرقام من 16 ألف مهاجر يهودي من روسيا في 2019 إلى 6000 مهاجر يهودي فقط في عام 2020، وفي أوكرانيا تبدو الصورة مشابهة بانخفاض من 6000 مهاجر إلى 2500 فقط، بحيث لم يبقَ يهود تقريبًا في فضاء ما بعد الاتحاد السوفييتي".
وأكد أنه "لم يتبق في جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق سوى ربع مليون يهودي، و700 ألف مهاجر من الأحفاد، ممن لا تنطبق عليهم معايير التهويد، ولديهم أسباب أقل للمجيء إلى إسرائيل، لأن لديهم إمكانات كبيرة في الدول الغربية".
وأوضح أن "التركيز الأكبر لدى إسرائيل اليوم يتمثل في هجرة اليهود المقيمين في الولايات المتحدة وعددهم ستة ملايين، وفي فرنسا وعددهم نصف مليون، ومن المثير للاهتمام أن هذه البلدان شهدت هي الأخرى انخفاضا في أعداد المهاجرين اليهود، من 3000 مهاجر من الولايات المتحدة في 2019 إلى 2500 في 2020، وفي فرنسا انخفض العدد من 2500 إلى 2200 فقط في 2020".
وأشار إلى أنه "في بؤرة الهجرات اليهودية، يعيش معظم يهود الشتات في البلدان الغربية الأكثر تقدمًا في العالم، ولإحضارهم إلى هنا، تحتاج إسرائيل أن تقدم لهم شيئًا أفضل مما لديهم في أوطانهم الأصلية، وبالتالي فإن أرادت إسرائيل مهاجرين يهودا من البلدان المتقدمة والمتطورة، فإن عليها أن تغير المسار، وبدلاً من التخلص من أرقام الهجرة غير الواقعية، فإنه يجب تقليص بيروقراطية الهجرة، وتحسين فرص المهاجرين".
وأكد أن "من الحوافز اللازمة للمهاجرين اليهود القادمين من الخارج باتجاه إسرائيل تسهيل الاختبارات غير الضرورية المطلوب من العاملين في مختلف التخصصات اجتيازها، وتحسين خدمات الاستيعاب، حتى يواجه هؤلاء المهاجرون صعوبات، ولا يغادرون إسرائيل بسرعة، وعدم إخفاء الهوية اليهودية لإسرائيل، بل تقوية المكون الصهيوني اليهودي، لأنه العامل الرئيسي الذي يدفع الهجرة على أساس الأيديولوجيا والاختيار المحض".