مقابلات

دبلوماسي تركي: قطر ستخرج "منتصرة" من الأزمة الخليجية

السفير التركي السابق لدى قطر فكرت أوزر أكد أن الوجود التركي العسكري في قطر لن يتأثر بعد انتهاء الأزمة- عربي21

* أنقرة تأمل أن تكون جزءا من المصالحة الخليجية المرتقبة إذا طالبت جميع الأطراف بذلك

 

* العلاقات بين تركيا وقطر علاقات استراتيجية ومتميزة والاتفاقيات المشتركة، تستهدف تعميق العلاقات بيننا وتوسيعها 

 

* العلاقات بين تركيا وقطر ستزداد أكثر فأكثر، وستتطور يوما بعد يوم في جميع المجالات.. نحن أصدقاء في الرخاء والشدة

 

* تركيا حاولت التوسط في البداية لإنهاء الأزمة الخليجية، ثم انسحبنا لرفض دول الحصار

 

* شروط  دول الحصار الـ 13 ضد قطر "جائرة" وظالمة".. ولهذه الأسباب قمنا بدعم قطر

 

* قطر ستخرج "منتصرة" في نهاية المطاف من الأزمة الخليجية.. وقد أصبحت أقوى بكثير الآن مما كانت عليه قبل الحصار

 

* تركيا تريد المصالحة والتعامل مع جميع دول الحصار بعد انتهاء الأزمة الخليجية كما تعاملت مع قطر

 

* الدوحة أمنت جميع احتياجاتها المحلية، حتى أصبحت لا تحتاج حاليا لأي سلعة من دول الحصار

 

* سواء نجحت المصالحة الخليجية أم لا، فإن قطر استفادت كثيرا من الأزمة ولن تخسر شيئا ولرب ضارة نافعة

 

* قطر لم ترضخ لشروط دول الحصار، ولهذا فهي ناجحة وهم غير ناجحين.. ونأمل انتهاء الأزمة خلال القمة المقبلة

 

* الوجود التركي العسكري في قطر لن يتأثر بعد انتهاء الأزمة؛ لأن قطر ترفض رفضا قاطعا التدخل في شؤونها الداخلية

 

* تقارير أمريكية قالت إن الإمارات كانت تعتزم إنزال "مرتزقة" داخل قطر ووجودنا العسكري بالدوحة حال دون ذلك


عبّر السفير التركي السابق لدى قطر، فكرت أوزر، عن تطلعه لإنهاء الأزمة الخليجية في أقرب وقت ممكن، خلال القمة المقبلة بالسعودية، مؤكدا أن تركيا تأمل أن تكون جزءا في هذه المصالحة المرتقبة، مشيرا إلى أن "الدوحة هي المستفيد الأكبر من هذه الأزمة، وأن دول الحصار تقوم الآن بتقييم الأوضاع".

وأضاف، في مقابلة خاصة مع "ضيف عربي21"، أن "تركيا حاولت منذ اللحظة الأولى للأزمة التدخل لإنهائها، إلا أن الرد كان بأن هذه مشكلة بين العرب، ولا نريد تدخلا من الخارج، ثم انسحبت تركيا من محاولات التوسط، واستمرت بلقاء بعض المسؤولين في عدد من المناسبات، وأكدت لهم أنها تأمل إنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن".

 


ورأى "أوزر" أنه "في نهاية المطاف ستكون قطر هي المستفيد الأكثر من هذه الأزمة؛ فقد أصبحت أقوى بكثير الآن مما كانت عليه قبل الحصار، حتى أصبحت لا تحتاج حاليا لأي سلعة من دول الحصار، كما دعمت قطر نفسها في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والعسكرية وغيرها، وسواء أتت المصالحة أو لا، فإن قطر قد استفادت كثيرا من هذه الأزمة، ولن تخسر شيئا كثيرا".

وأردف: "دول الحصار وضعت 13 شرطا لإنهاء الحصار، لكنها لم تحقق أي واحدة منها، ولو أن قطر قبلت بأربعة أو خمسة شروط، كان يمكن القول إن دول الحصار نجحت نسبيا، إلا أن الدوحة لم تقبل بأي شرط من هذه الشروط حتى الآن، وهذا يؤكد أن قطر ناجحة ودول الحصار ليسوا ناجحين، ونعتقد أن قطر ستكون هي المنتصرة في نهاية الأمر، لكن نتمنى أن تعيد دول الحصار النظر في هذه الشروط، وأن يتفاوضوا دون قيد أو شرط".

وبسؤاله عما إذا كان يمكن لتركيا أن تكون جزءا من هذه المصالحة الخليجية، أجاب "أوزر": "تركيا وقطر دولتان شريكتان، ومن هذا المنطلق يمكن اعتبار أن تركيا تأمل أن تكون جزءا في هذه المصالحة إذا طالبت جميع الأطراف بذلك"، مشدّدا على أن "تركيا دولة مهمة وذات ثقل في المنطقة، ولا يمكن أن يُنجز أي أمر في المنطقة دون وضع تركيا في الاعتبار عامة".

ووصف العلاقات بين تركيا وقطر بالاستراتيجية والمتميزة، مؤكدا أن الاتفاقات المختلفة التي تم إبرامها بين البلدين تستهدف "تعميق العلاقات بينهما وتوسيعها، وبعد دخول هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ ستتطور العلاقات بيننا يوما بعد يوم في جميع المجالات، وسيزداد التقارب والتعاون بين الأشقاء أكثر فأكثر".

وشدّد السفير التركي السابق لدى قطر على أن "الوجود العسكري التركي في قطر لن يتأثر أو يتغير بعد انتهاء المصالحة الخليجية، خاصة أن قطر ترفض رفضا قاطعا شرط طرد القاعدة التركية من أراضيها، حيث إن ذلك يمس سيادتها".

وتاليا نص المقابلة الخاصة مع "ضيف عربي21":

 

كيف ترون العقوبات الأمريكية ضد تركيا؟


كما تعلمون أن هذا الأمر يُخطط له منذ مدة طويلة، وقد بدأت التدابير ضد تركيا بإلغاء صفقة الطائرات الأمريكية F-35 بعد اعتزام تركيا شراء منظومة الصواريخ الروسية S-400 ، بالرغم من دفع تركيا للولايات المتحدة مبالغ مالية من ثمن الصفقة، وكانت علاقاتنا بالولايات المتحدة علاقة صداقة، لكنها أخلت بمبادئ هذه الصداقة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض لها الدولة التركية لمثل هذه العقوبات؛ فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات مماثلة إبان الحرب القبرصية عام 1974، حين تدخلت تركيا لتنهي انقلاب نيكوس سامبسون الذي أراد ضم قبرص لليونان، وذلك بموجب إحدى مواد الدستور التي قامت عليها الدولة في قبرص، ونتيجة لهذا التدخل فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا، واشتملت هذه العقوبات – التي استمرت حتى عام 1979 - على حظر بيع وتصدير الأسلحة أو قطع الغيار العسكرية لأنقرة، لكن رب ضرة نافعة؛ فخلال فترة هذا الحصار الأمريكي، بدأت تركيا بوضع حجر الأساس للصناعات العسكرية التركية، حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن؛ ففي عام 1974 كانت تركيا تنتج 20% فقط من احتياجاتها العسكرية، والآن تنتج أكثر من 75% من آلياتها وأسلحتها باكتفاء ذاتي، فكانت هذه "المصيبة" دفعة لنا لتأسيس صناعة وطنية للدفاع، وبعد العقوبات الأمريكية الأخيرة سنبدأ في صناعات دفاعية تعتمد على 100% من الصناعة الوطنية، وستكون نقطة انطلاق جديدة بالنسبة لنا.

كانت تركيا تحتاج لتأمين مجالها الجوي حتى استلمت منظومة الصواريخ الروسية "أس400"، وقد طلبت من الولايات المتحدة شراء منظومة الدفاع الجوي "باتريوت"، لكن طلبها قوبل بالرفض، رغم حاجتنا الماسة له. وهو ما أكده ترامب خلال لقائه الرئيس التركي أردوغان في قمة العشرين بطوكيو، حين اعترف بأحقية تركيا في امتلاك منظومة دفاع جوي، وقال: «نحن – الولايات المتحدة – لم نمنحهم، فلجؤوا إلى روسيا»، لكن ما صدر عن البرلمان الأمريكي بشأن هذه العقوبات، هو ما جعل الرئيس الأمريكي يؤيدها.

 

 

نهاية الشهر الماضي، تم توقيع 10 اتفاقيات جديدة في مجالات مختلفة بين قطر وتركيا وسبق ذلك توقيع 52 اتفاقية، فكيف ترون طبيعة العلاقة بين تركيا وقطر وأبعادها حاليا؟ وهل هي الأفضل في تاريخ البلدين؟


العلاقات بين تركيا وقطر علاقات استراتيجية ومتميزة، وتستهدف هذه الاتفاقيات تعميق العلاقات بين البلدين وتوسيعها، وبعد دخول هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ ستزداد العلاقات بين البلدين أكثر وأكثر، وسيزداد التقارب بين الشعبين الشقيقين أكثر، والعلاقات بين البلدين تتطور يوما بعد يوم في جميع المجالات (الاقتصادية، والسياسية، والأمنية، والدفاعية) وغير ذلك، وهناك العديد من الاستثمارات التركية في قطر وتقدر حجم المشروعات التي نفذتها شركات تركية بحوالي 16 مليار دولار، كما تجاوزت الاستثمارات القطرية في تركيا 20 مليار دولار خلال فترة وجيزة، ونأمل بزيادة العلاقات بين البلدين وتوسيعها.

ما الذي أضافته اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا للعلاقات بين الدولتين؟


اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين تجمع المستويات العليا في الدولتين، والوزراء والبيروقراطيين ذوي الصلة وجها لوجه بشكل سنوي، ويُناقش خلال الاجتماعات ما تم إنجازه خلال العام، وما تم تنفيذه من الاتفاقيات، والتخطيط لاتفاقيات جديدة في ضوء ما وصل إليه التعاون بين البلدين.

 


هل يمكن القول إن هناك حلفا مشتركا في المنطقة تقوده تركيا وقطر؟


هذا تعاون بين البلدين، وليس موجّه ضد أي جهة، بل يقوم من أجل مصلحة البلدين بشكل متوازن.

كيف ترون تهجم بعض أوساط المعارضة التركية على الاستثمارات القطرية في تركيا؟


مع الأسف استخدام مثل هذه الأمور في المصالح السياسية الداخلية غير مناسب، وهؤلاء المعارضون يعرفون حقيقة الاستثمارات القطرية بتركيا وطبيعتها، لكن المعارضة – بكل الأسف- اعتادت على تصدير الشكوى إلى الخارج، إلى الأوروبيين أو الأمريكيين، فنجد زعيم المعارضة يخاطب الغرب، قائلا: "لا تأتوا للسياحة في تركيا، فتركيا ليست مكانا آمنا"، فهذا زعيم المعارضة يقوم بالدعاية ضد شعبه، وهو ما يعدّ تقديم المصالح الحزبية على مصلحة الدولة، والحكومة التركية تدافع عن هذه الاستثمارات باستمرار، كما أن الشعب التركي أيضا يقدر اصطفاف إخوانهم القطريين مع تركيا؛ فقطر وتركيا ليسا صديقين في الرخاء فقط، بل أصدقاء في الشدة أيضا.

كيف ينظر القطريون إلى تركيا؟ وكيف ينظر الأتراك إلى قطر؟


إخواننا القطريون خلال 20 عاما تعرفوا على إخوانهم الأتراك، وهم يحبوننا، وعند زيارة أي تركي لقطر يجد من القطريين وجها باشا مبتسما، كما يقدم القطريون شكرهم لإخوانهم الأتراك لموقفهم من الحصار على قطر المفروض من أشقائها الأربعة، وأنا كسفير عشت هناك ثلاث سنوات لم أشعر خلالها بأي غربة، وكنت ألقى من كل الأوساط القطرية القبول والحب والاحترام، والشعب التركي تعداده 85 مليونا، ومن الطبيعي أن توجد أصناف كثيرة من البشر، فغالبية الشعب التركي يحب إخوانه القطريين، ويشكرونهم على دعمهم لتركيا في وقت الضيق.

كيف ترون المصالحة الخليجية المرتقبة؟ وهل لديكم ثمة معلومات عن تفاصيلها؟


نحن نسمع عن بعض النشاطات لحل هذا الموضوع، ونحن نتمنى أن تنتهي هذه المشكلة بين الدول الأشقاء. وكما تعلمون حاولت تركيا في بداية الأزمة التوسط بينهم، وقام الرئيس التركي ووزير خارجيتنا بعدة زيارات للكويت وقطر والسعودية، وأعلنت تركيا وقوفها بالجانب القطري؛ لأنها رأت أن قطر تتعرّض للظلم، وللمعاملة الجائرة.

 



هل لديكم تصور للحلول الأخيرة التي سيتم الانتهاء إليها لإنهاء هذه الأزمة الخليجية؟


نحن آملون في المصالحة ونعول عليها، والاتفاقيات بين تركيا وقطر ليست موجهة ضد أي بلد آخر، فقط التعاون والتساند والدعم المتبادل في كل المجالات، وتركيا تريد المصالحة والتعامل مع جميع الدول المحاصرة بعد انتهاء الأزمة كما تعاملت مع قطر.

برأيكم، مَن الذي أفشل الوساطة التركية لمحاولة إنهاء الأزمة الخليجية؟


تركيا تتمنى إنهاء هذه الأزمة، لكن ليس لدي علم بمحاولة تركية لإنهائها، وبشكل عام فإن تركيا تنصح كل الأطراف بشكل دائم لضرورة إنهاء هذه المشكلة.

 


من وجهة نظركم، مَن سيخرج منتصرا من الأزمة الخليجية؟


كما تعلمون: الحق يعلو ولا يعلى عليه، فحين ننظر إلى متطلبات دول الحصار ودفاع قطر عن نفسها، نجد أن قطر على الحق، ولا تطلب منهم أي اشتراطات، لكن شروط تلك الدول الموضوعة في 13 مادة تنتهك استقلال قطر التي هي دولة مستقلة ولها حق تقرير مصيرها، وهي التي تقرر ما يجب عليها فعله من عدمه، دون المساس باستقلاليتها، وهي تعدّ شروط دول الحصار انتهاكا لسيادتها واستقلالها.

وأعتقد أن في نهاية المطاف ستكون قطر هي الأكثر انتفاعا من هذه الأزمة؛ فقد شاهدت خلال فترة عملي بقطر أنها أصبحت أقوى بكثير الآن مما كانت عليه قبل الحصار، ونتذكر حين بدأ الحصار كانت قطر تستورد نحو 50% من احتياجاتها اليومية من الإمارات والسعودية، وخلال 36 ساعة أنشئ جسر جوي بين قطر وتركيا، ونُقلت كل احتياجات قطر من تركيا، ثم بدأت الدوحة بالاهتمام بالإنتاج المحلي لسد احتياجاتها الأساسية من الخضروات ومواد الألبان، وبدأت في تأسيس المصانع والمزارع من أجل هذا الهدف، ونرى الآن أن قطر قد أمنت جميع احتياجاتها من مواد الألبان والخضروات من داخل الدولة، حتى أصبحت لا تحتاج حاليا لأي سلعة من دول الحصار، كما دعمت قطر نفسها في الجوانب السياسية، والاقتصادية، والعسكرية وغيرها، وسواء أتت المصالحة أو لا، فإن قطر قد استفادت كثيرا من هذه الأزمة، ولن تخسر شيئا.

 


هل ترى أن حاجة دول الحصار إلى قطر أكبر من حاجة قطر إلى دول الحصار؟


بالطبع، والمتابع لأوضاع المنطقة يرى على سبيل المثال: دبي كانت تستفيد كثيرا من القطريين، لكنها تضررت أكثر بعد هذه الأزمة، أيضا كانت هناك خطوط إنتاج كاملة في مصانع سعودية تُصدر إلى قطر، لكن بعد إغلاق المنافذ تعرضت هذه المصانع للخسارة، أما قطر فقد اهتمت بإنتاجها المحلي في المجال الصناعي والزراعي وغير ذلك، حتى حققت شوطا كبيرا جدا من الاكتفاء الذاتي.

هل تعتقد أن الجهود الحالية للمصالحة ستُكلل بالنجاح أم ستنتهي بالفشل كغيرها؟


وضعت دول الحصار 13 شرطا لإنهاء الحصار، لكنها لم تحقق أي واحدة منها، ولو أن قطر قبلت بأربعة أو خمسة كان يمكن القول إن دول الحصار نجحت نسبيا، إلا أن قطر لم تقبل بأي شرط من الشروط الـ 13 حتى الآن، وهذا يؤكد أن قطر ناجحة ودول الحصار فاشلون، وستكون قطر هي المنتصرة في نهاية الأمر، لكن نتمنى أن تعيد دول الحصار النظر في هذه الشروط وأن يتفاوضوا، وقطر أكدت أكثر من مرة قبولها التفاوض لكن بدون قيد أو شرط.

وتركيا دائما ترفع شعار «السلام في الوطن.. السلام في العالم»؛ فهي تريد أن يعمّ السلام في داخله وفي دول الجوار، وأن يعمّ السلام أشقاءه في الدول العربية، وتتمنى أن تنتهي هذه الأزمة خلال القمة المقبلة إن شاء الله.

بعيدا عن التمنيات، هل لديكم ثمة معلومات أو تسريبات في هذا الصدد؟


أرى أن الدول المحاصرة يقومون الآن بتقييم للأوضاع؛ فهذا الحصار لم تخسر منه قطر كما لم تنتفع منه دول الحصار.

هل تركيا شريك في مفاوضات حل الأزمة الجارية؟


تركيا حاولت منذ اللحظة الأولى للأزمة التدخل لإنهائها، فكان الرد: «هذه مشكلة بين العرب، ولا نريد تدخلا من الخارج»، ثم انسحبت تركيا من محاولات التوسط، واستمرت بلقاء بعض المسؤولين في عدد من المناسبات، وأكدت لهم ضرورة إنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن.

 



لكن هناك تقارير تشير إلى أن المصالحة ستكون شاملة وقد تكون تركيا جزءا منها.. فهل يمكن لتركيا أن تكون جزءا من هذه المصالحة بشكل أو بآخر؟


تركيا وقطر دولتان شريكتان، ومن هذا المنطلق نأمل أن تكون تركيا جزءا من تلك المصالحة إذا وافقت جميع الأطراف، وهناك قاعدة عسكرية تركية في قطر، ودول الحصار اشترطت طرد هذه القوات التركية، وجاء الرد القطري بأن هذا شأن داخلي، ويمس استقلالنا، ومن ثم في هذه الحالة يمكن اعتبار أن تركيا ستكون جزءا في هذه المصالحة.

ما احتمالية أن يكون هناك تقارب سعودي وإماراتي مع تركيا خلال المرحلة المقبلة؟


تركيا دولة مهمة وذات ثقل في المنطقة، ولا يمكن أن يُنجز أي أمر في المنطقة دون وضع تركيا في الاعتبار، والعقل والمنطق يقول بأهمية إنهاء أي مشكلة مع تركيا، وأن أي دولة ستقوم بتعاون أو اتفاق أو تحالف مع تركيا، سيكون في مصلحة هذه الدولة بالتأكيد.

وزارة الدفاع التركية أعلنت أن قواتها بقيادة القوات القطرية التركية المشتركة بالدوحة أجرت تدريبات مع عناصر من القوات الخاصة القطرية.. فما دلالة هذه التدريبات العسكرية المشتركة في هذا التوقيت تحديدا؟


مثل هذه الفاعليات هي فاعليات دورية ومعتادة، ففي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام تُقام مناورات عسكرية تركية – قطرية، كما تُدعى الدول الصديقة لمشاركة قواتها في هذه المناورات، وهناك كوادر عسكرية تركية موجودة بالقاعدة العسكرية في قطر، هدفها التعاون وتبادل الخبرات مع نظرائهم بالجانب القطري.

 


ما مستقبل الوجود العسكري التركي في قطر بعد انتهاء المصالحة الخليجية؟


لا أعتقد أن الوجود العسكري التركي في قطر سيؤثر على إجراء المصالحة الخليجية؛ فقطر ترفض رفضا قاطعا شرط طرد القاعدة التركية من أراضيها، كما أن إنشاء القاعدة في البداية لم يكن الغرض منه الإضرار بمصالح أي دولة أخرى، وأعتقد أن هذا الوجود العسكري التركي لن يتأثر أو يتغير بعد انتهاء المصالحة.

كيف تنظر لمستقبل مجمل العلاقات بين تركيا وقطر؟


كما ذكرت في البداية، أن العلاقات بين البلدين متميزة في المجالات كافة، والمودة بين الشعبين موجودة ومتأصلة منذ تأسيس الدولة القطرية، واليوم هناك تعاون في المجالات كافة، سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية، وخلال الستة أعوام الماضية تطور هذا التعاون تطورا كبيرا ومثمرا، وبمرور الزمن سيتوسع هذا التعاون ويتعمق أكثر فأكثر.

برأيكم، ماذا لو لم تقدم تركيا دعما عسكريا لقطر عقب اندلاع الأزمة الخليجية؟


كما تعلمون أنه تم تصديق الاتفاقية مع قطر من قِبل البرلمان التركي، كما أن وجود قوات من الجيش في القاعدة التركية قد كبح جماح من يضمرون النية السيئة ضد قطر، وقد نُشر منذ فترة في إحدى الصحف الأمريكية أن الإمارات كانت تعتزم إنزال قوات من الجنود المرتزقة من جنوب أمريكا داخل الأراضي القطرية؛ للسيطرة على قصر سمو أمير قطر، والمطار، والميناء، لكنهم أحجموا عن فعل ذلك الأمر بسبب وجود القوات التركية.

أخيرا.. في تقديرك متى تنتهي الأزمة الخليجية؟


لا يمكن تحديد تاريخ بعينه، لكن آمالنا في أقرب وقت ممكن.



"السفير التركي السابق فكرت أوزر في سطور"

 
وُلد عام 1955 بمدينة تكيرداغ التركية. وتخرج في كلية العلوم السياسية من جامعة أنقرة عام 1977، وباشر العمل في وزارة الصناعة والتكنولوجيا ثم انتقل إلى وزارة الخارجية التركية عام 1979، وعمل كدبلوماسي كل من ليبيا، والسعودية، والأردن، ولبنان، والإمارات، ثم أصبح القنصل العام التركي بمدينة جدة السعودية خلال الفترة 2012 إلى 2017، وسفير تركيا لدى دولة قطر منذ عام 2017 إلى منتصف عام 2020، وأحيل إلى التقاعد خلال شهر آذار/ مارس الماضي؛ بسبب الوصول إلى سن التقاعد الرسمي.