حدد إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، خمسة شروط من أجل إنهاء الأزمة مع النظام المصري.
جاء ذلك في حوار مطول أجراه نائب مرشد الإخوان المسلمين، مع وكالة الأناضول التركية.
وردا على سؤال حول إمكانية إنهاء الصراع الصفري مع السلطة بمصر، قال منير: "النظام المصري هو من أرادها معركة صفرية بداية بالانقلاب والمذابح التالية له، مرورا بالاعتقالات والمحاكمات الجائرة والإعدامات والاستيلاء على الممتلكات".
وأضاف: "حتى الآن يردد السيسي أنه لن يستطيع المصالحة مع من يريد هدم البلد ويعتبر الإخوان يمثلون تهديدا وجوديا حسب زعمه، إذن هو يصر على إقصاء الإخوان".
وتابع: "الحديث عن مصالحة أو هدنة يتعلق بإرادة الانقلاب أولا، وحاول التواصل معنا بين عامي 2015 و2016 عبر وسيط، لكنه كان يطلب اعترافا بشرعيته".
ومشترطا تحقيق 5 متطلبات لحل الأزمة بمصر، أضاف: "الإخوان أعلنوا مرارا أنهم مستعدون لأي حوار بعد الإفراج عن المعتقلين، ورد المظالم (لم يحددها) كلها، وعودة الجيش لدوره الطبيعي في حماية حدود الدولة وعدم تدخله في السياسة، ومحاسبة كل من أجرم في حق الشعب، وتمكين الشعب من اختيار من يحكمه بطريقة ديمقراطية".
وردا على اتهامات بالإبقاء على التنظيم أكثر من الحفاظ على الأفراد والفكرة، أجاب منير: "التنظيم هو من حمل الفكرة وحماها، ولو تفكك ستنتهي أو ستبقى خيالا".
اقرأ أيضا: قيادي إخواني: لهذا السبب يريد ترامب إدراجنا بقوائم الإرهاب
وأضاف: "لو افترضنا جدلا أننا قمنا الآن بحل التنظيم، هل سيحمي ذلك أفراد الإخوان من بطش الطغاة؟ كلا، بل سوف يشجعهم على مزيد من البطش".
وتابع: "الجماعة ترفض استخدام العنف، والعدوان دائما يأتي من الأنظمة".
وأوضح أنه "لا يمكن للإخوان علاج المفسدة بمفسدة أكبر، لذلك يتحملون صنوف الأذى بكل صبر وثبات، ليس حبا في المظلومية ولا تلذذا بالظلم وإنما استشعارا منهم بالمسؤولية وبخطورة ما يمكن أن يؤدي إليه استخدام القوة والعنف".
وأكد منير، أن "الإخوان تحاول إيجاد تحالف موسع" مع حلول الذكرى العاشرة لثورة يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك.
وردا على إمكانية قبول الوصول لتفاهمات مع النظام بتدخل من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، أجاب: "لن نستبق الأحداث في هذا الصدد فحتى الآن يمكن أن يقال إنه لا توجد إشعارات أو إشارات (لذلك) في السياسة الدولية التي لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية تملكها كلها".
وكانت الجماعة قد ثمنت فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة، داعية الإدارة الأمريكية المنتخبة إلى مراجعة "سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات".
وهو ما أكده منير بقوله للأناضول: "كل ما نأمله من إدارة بايدن أن ترفع الدعم المادي والمعنوي عن ديكتاتوريات المنطقة، انحيازا للقيم الأمريكية، ولصالح شعوب المنطقة التي تحرم من حريتها وحقوقها".
واستدرك قائلا: "قد يعمل بايدن على التغيير بشكل أو بآخر، وربما يكون للمنطقة العربية النصيب الأكبر من هذا التغيير، لكن في النهاية قضية التغيير رهن بوعي وإرادة الشعب المصري وشعوب المنطقة".
اقرأ أيضا: بحالة تعب وإنهاك.. أول ظهور للقائم بأعمال مرشد "الإخوان"
وبشأن إمكانية فتح خط تواصل مع إدارة بايدن، أضاف: "في وجود انقلاب (يقصد الإطاحة بمرسي) من حق الجماعة كمكون شعبي إيجاد وسائل للتواصل شارحة قضيتها وموضحة مواقفها ومبادئها".
وأكد أن "هذا ما يحدث فعلا مع أعضاء البرلمانات الأوروبية والكونغرس ومنظمات حقوق الإنسان، والمؤسسات المعنية بالعدالة وتطبيق القانون"، دون أن يحسم موقفا صريحا من إدارة بايدن.
وبعبارة "أمر لا نرجوه ولا نخشاه"، عقب منير على إمكانية إدراج واشنطن الجماعة بقائمة الإرهاب بعد تكرار مطالبة النائب الجمهوري تيد كروز مؤخرا بذلك.
واستدرك: "إلا أننا نرى أنها خطوة مستبعدة حاليا وربما مستقبلا فقد رفضتها إدارة (باراك) أوباما (2008 - 2016)، وكل ما بذل في عهد الرئيس (دونالد) ترامب لم ينته إلى نتيجة".
وأوضح أن هناك فارقا بين وجود بايدن (نائب الرئيس) في إدارة أوباما، وحلوله رئيسا هذه المرة في التعامل مع أحداث مصر.
وعاصر بايدن ذروة احتدام الأزمة في مصر بعد صيف 2013، وكان في قلب الإدارة الأمريكية خلال 3 أعوام من الولاية الحرجة للسيسي، دون أن يقدم موقفا داعما مباشرا للمعارضة والإخوان.
وهناك 3 متغيرات يراها منير حدثت منذ 2011 لابد أن توضع في الاعتبار.
وأول المتغيرات "تعامل إدارة أوباما وفق تأكيدات لاحقة مع ثورات الربيع العربي المفاجئة لها بارتباك (..) ويكفي مرور 10 سنوات ليكون بايدن قادرا على تقييم الموقف بشكل جدي وتكوين رؤية حول كيفية التعامل مع أوضاع المنطقة وحكامها وثوراتها"، وفق منير.
وثاني وثالث المتغيرات بحسب منير تتمثل في "التجربة المريرة التي مرت بها مصر بعد الانقلاب الذي صار عبئا، بجانب عوامل الثورة التي لا تزال قائمة وزادت حدة في مصر، وهو ما يمكن أن يفتح الطريق أمام عدم استقرار المنطقة".
وكان بايدن قد أدان بشكل صريح تعرض معارضين مصريين "للاعتقال والتعذيب والنفي من بلادهم".
وفي إشارة إلى رئيس الانقلاب بمصر عبد الفتاح السيسي، قال بايدن عبر حسابه بتويتر: "لا مزيد من الشيكات على بياض للدكتاتور المفضل لترامب".
وسبق لترامب أن وصف السيسي بأنه "الديكتاتور المفضل" بالنسبة له.
معارض مصري: السطو على أموال رجال الأعمال جنون سياسي
نائب مرشد الإخوان: لا أستبعد حدوث تغيير بمصر والمنطقة
ضغط أمريكي على "قسد" لوقف مظاهر الارتباط بـ"الكردستاني"