أثارت أحداث الجنوب الليبي والصدام بين قوات تابعة للواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، وأخرى تابعة لحكومة الوفاق وما نتج عنها من تهديدات وتصريحات، مزيدا من التساؤلات حول مصير اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، ودلالة تنصل حفتر وقواته من العملية واعتبارها تصرفات فردية.
وهاجمت قوات محسوبة على حفتر معسكرا في منطقة أوباري (جنوب غرب البلاد) يتبع رئاسة الأركان لحكومة الوفاق، مطالبة الأخيرة بتسليم مقر المعسكر والأسلحة والانسحاب منه، وهو ما رفضته قوات الوفاق بل وهاجمت القوات المقتحمة وأجبرتها على الانسحاب خارج المنطقة.
تهديد ونفي
من جهته، هدد وزير الدفاع بحكومة الوفاق، صلاح النمروش، بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار ومن المحادثات العسكرية (5+5) إن تكررت هذه الخروقات من قبل حفتر، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ موقف وردع الأخير.
في المقابل، نفى الناطق باسم قوات "حفتر"، أحمد المسماري قيام قواتهم بتنفيذ أي عملية عسكرية جديدة في أوباري وأن ما حدث هناك كان سوء فهم بسيط ما بين الضباط الموجودين في هذا المعسكر، وفق زعمه.
لكن في السياق ذاته، ذكرت عدة أنباء عن قيام حفتر بعملية تحشيد واسعة لقواته في المنطقة الوسطى والجنوب وإعلان حالة الطوارئ ومنع الإجازات العسكرية ومطالبة الجميع بالالتحاق بمعسكراتهم بأقصى سرعة، وهو ما فسره مراقبون بالاستعداد لأمر ما قريبا.
اقرأ أيضا: الجيش الليبي يحبط محاولة قوات حفتر اقتحام موقع في أوباري
تهديد الوفاق بالانسحاب من اتفاق وقف إطلاق النار وتحشيدات حفتر وخروقاته في الجنوب طرحت تساؤلات من قبيل، هل ينهار الاتفاق العسكري بين الطرفين؟ وهل فعلا تعمد حفتر خرق الاتفاق بأحداث الجنوب أم يوجد طرف ثالث من مصلحته عدم استمرار الاتفاق؟
"سيطرة وتخوفات حفتر"
بدوره، أكد عضو غرفة العمليات المشتركة بمنطقة "أوباري"، مجدي بوهنة لـ"عربي21" أن "أحداث الجنوب الأخيرة يمكن فعليا أن تسبب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار خاصة إذا تم تكرار الاعتداء على قوات المنطقة العسكرية "سبها" التابعة للوفاق من قبل حفتر ومواليه هناك".
وأوضح في تصريحات خاصة من أوباري أن "قوة وجاهزية قوات الوفاق هو ما جعل حفتر يتراجع ويتنصل من هجومه على معسكرنا بل ويتغير خطابه الإعلامي، خاصة أن قوات بركان الغضب كاملة التجهيز لاقتحام سرت والجفرة والتقدم شرقا إذا تكرر الاختراق من قبل حفتر لأي معسكر تابع للوفاق"، وفق تقديراته.
وتابع: "وبحسب معلوماتنا العسكرية فإن هناك من أتباع حفتر ومواليه من ينقل أخبارا كاذبة لقوات الأخير بل ويدعون سيطرتهم على المنطقة وكل ذلك بهدف الحصول على قيم شراء الذمم، لكن الواقع غير هذا ونحن الآن متواجدون في المعسكر الذي هاجمته قوات محسوبة على حفتر والأمور تحت سيطرتنا"، حسبما صرح.
"طرف ثالث"
في حين رأى الضابط من الشرق الليبي، سعيد الفارسي أن "صدامات أوباري قد تتسبب فعليا في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار خاصة مع تهديد حكومة الوفاق بذلك ولكثرة خروقات حفتر، أما تنصله من العملية الأخيرة في الجنوب فلأنه انهزم فيها وتم طرد قواته خارج المنطقة".
وكشف في تصريحات لـ"عربي21" أن "هناك طرفا ثالثا يريد الحرب وليس في مصلحته استمرار اتفاق وقف إطلاق النار وهم مجموعات من بقايا نظام القذافي تحالفوا مع حفتر من أجل حرب خصومهم ومحاولة إعادة النظام السابق وتنصيب سيف القذافي حاكما لليبيا"، بحسب رأيه.
اقرأ أيضا: "الدفاع" الليبية تهدد بالانسحاب من الهدنة بعد خروقات حفتر
وتوقع خلال حديثه أن "تشهد الأيام القادمة انقسامات كبيرة في صفوف قوات حفتر وربما يتم استبدال الأخير بابنه صدام المدعوم بقوة من دولة الإمارات"، كما صرح.
"تخريب الحوار السياسي"
الصحفي من الجنوب الليبي، موسى تيهو ساي أشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "محاولات حفتر العسكرية المتكررة وآخرها أوباري قد لا تغير المعادلة في ليبيا وهي رسالة سياسية منه بأنه موجود ويمكنه إفشال الحوارات السياسية الدائرة الآن".
وأضاف: "وفي حال استطاع البرلمان الالتئام وإقصاء عقيلة صالح سيسعى حفتر إلى تخريب المشهد كون عقيلة هو السند الوحيد له سياسيا وبخسارته سيتلقى حفتر ضربة أخيرة لمشروعه"، بحسب كلامه.
استمرار محادثات غدامس الليبية: تهديد للنواب ورشا للمنسحبين
التصويت على مقترحات أممية لاختيار السلطات التنفيذية بليبيا
لقاء للنواب بغدامس.. و"عقيلة" يثير شكوكا بدعوته لجلسة موازية