أثار إعلان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، تعيين البلغاري نيكولاي ميلادينوف مبعوثا أمميا خاصا إلى ليبيا، أسئلة حول مدى إسهام الأخير في دفع العملية السياسية المتعثرة في البلاد، والتي زادها تأزما الهجوم الذي شنه اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة طرابلس في نيسان/ أبريل عام 2019.
وميلادينوف بلغاري الجنسية، وسيشغل المنصب خلفا لـ"غسان سلامة"، الذي استقال في آذار/ مارس الماضي "لأسباب صحية".
وقرر مجلس الأمن الدولي في أيلول/ سبتمبر، فصل مهمة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وتعيين ممثل خاص لتنفيذ العملية السياسية والمفاوضات الدولية، ومنسق منفصل للقيام بالأنشطة اليومية لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL).
القوى الدولية
وبين من يرفض ارتهان الحل للأزمة الليبية في جنسية أو شخص المبعوث الأممي أو مستوى أدائه، ويعزوها إلى تفاعلات القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع، وبين من يشكك في أداء البعثة الأممية برمته، تقف ليبيا أمام معضلة كبرى، خاصة عقب فشل جولات الحوار الأخيرة "ملتقى تونس" في حسم ملفات مهمة، أبرزها "المجلس الرئاسي والحكومة". ما يعقد مهمة المبعوث الجديد بحسب محللين.
اقرأ أيضا: ليبيا تطالب بمنح البعثة الأممية تفويضا لدعم الانتخابات
من جهته، بدا الكاتب والمحلل السياسي، عبد الله الكبير، غير متفائل بقدوم "ميلادينوف" حين قال إن المشكلة في ليبيا "ليست في جنسية المبعوث الأممي أو مستوى أدائه بقدر ما هي مرتهنة لتفاعلات القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الأزمة لأسباب مختلفة".
وأضاف في حديث لـ"عربي21" أن المبعوث الجديد لن يغير شيئا ولن يحدث فارقا ما لم تتفق القوى الكبرى على خطة واضحة مع تفعيل العقوبات ضد من يعرقل طريق الحل وهو الذهاب مباشرة للانتخابات.
أداء باهت
وفي تقييمه لأداء البعثة الأممية في ليبيا، قال الكبير: "أداء البعثة باهت جدا ويبدو واضحا أنها عاجزة أمام اللعبة الدولية في ليبيا. ولولا الاهتمام الأمريكي المتزايد لما تمكنت البعثة من تحقيق بعض التقدم عبر الحوارات المختلفة بين الأطراف الليبية.
اقرأ أيضا: غسان سلامة متفائل بإنهاء صراع ليبيا عبر الحوار
بدوره، قال المحلل السياسي، فيصل الشريف، إن دخول شخصية جديدة مثل نيكولاي ميلادينوف على خط الأزمة الليبية، لن يضيف إيجابيات منتظرة، وسيكون بخلفيته البلغارية أقل تماسكًا وتأثيرًا وإيجابيةً".
ورأى الشريف في حديث لـ"عربي21" أن ميلادينوف سيحتاج إلى وقت كثير من أجل الاندماج في تعقيدات الملف الليبي وفهم وإدراك عمق الخلافات والصراعات والتداخلات الخارجية.
وحول توجهات ميلادينوف من أزمات المنطقة تابع: "ناهيك عن تماهيه مع الكيان الصهيوني وحساسية ذلك في عمق الهوية الليبية التي لا زالت برغم جراحها لا يمكن لها أن تقبل بالتخلي عن القضية الفلسطينية".
ويشغل ميلادينوف منصب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، كما شغل منصب مدير بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) بين 2013-2015، ووزير خارجية بلغاريا بين 2010-2013.
حملة ضد إخوان ليبيا بعد ملتقى تونس.. ما أسبابها وأهدافها؟
انتخابات أمريكا | توقع دور أكبر في ليبيا خشية النفوذ الروسي
ما دلالات زيارة المبعوثة الأممية لليبيا إلى تركيا؟