استضافت العاصمة
الإماراتية أبو ظبي، الأربعاء، قمة ثلاثية شارك فيها العاهل الأردني الملك عبد الله
الثاني، والملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة
البحرين، وولي عهد أبوظبي محمد بن
زايد.
الديوان الملكي الأردني
لم يحدد في بيان له أسباب عقد القمة ومحاورها، لكنه أشار إلى أن مشاركة ملك الأردن
تأتي بدعوة من ولي عهد أبوظبي.
وحسب مصادر
مقربة من الديوان الملكي الأردني فإن القمة "تأتي للتشاور والتنسيق في ظل
الإدارة الأمريكية الجديدة، وفي ظل ما يتمتع به الملك عبد الله الثاني من علاقة
جيدة مع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، بغية التنسيق في الملف الفلسطيني، واستئناف
المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، وإعادة إحياء حل الدولتين".
من جهته
يرى عضو مجلس الأعيان، والوزير الأسبق محمد المومني أن "من المتوقع طرح عدد
من القضايا منها: التعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، والتأكيد على ثوابت الحل
للقضية الفلسطينية المتوقع أن تأخذ مزيدا من الزخم المتزن بعهد بايدن، بالإضافة للتعاون
الإقليمي في ظل كوفيد ١٩".
وتأتي
القمة المفاجئة وسط تغيرات في المشهد السياسي في المنطقة، بعد إخفاق الرئيس دونالد
ترامب بالفوز بالانتخابات الأمريكية، وبعد التحاق الإمارات والبحرين بقطار التطبيع
مع الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب محللين
سياسيين أردنيين، تأتي القمة لتنسيق الموقف من عملية السلام بين الدول التي تقيم
علاقات تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، خصوصا بعد إعلان السلطة الفلسطينية عودة
التنسيق الأمني مع الاحتلال.
أمين عام الحزب الوطني
الدستوري، أحمد الشناق، يقول لـ"عربي21" إن "الإمارات والبحرين أقامتا
علاقات تطبيعية مع الكيان الإسرائيلي كما هو حال الأردن، لذا فالملف الأول سيكون في
هذه القمة هو الملف الفلسطيني وتأثير وصول الديمقراطيين على هذا الملف، وإعادة السلطة الفلسطينية التنسيق الأمني قبل يومين، خصوصا أن بايدن أعلن أنه سيعيد فتح مكاتب
المنظمة في واشنطن، وإعادة دعم السلطة الفلسطينية اقتصاديا، والميل نحو حل الدولتين، ورفض
مشروع ضم الأراضي، وهذا يعني إمكانية العودة لطاولة المفاوضات مع
الفلسطينيين".
الملف الثاني حسب
الشناق هو "الأزمة الاقتصادية التي يواجهها الأردن بسبب فيروس كورونا، ومن
المتوقع أن يطرح الملك هذا الملف والكيفية التي سيواجه الأردن فيها هذا الوباء
وتداعياته الاقتصادية على المملكة".
"أما الملف الثالث، فهو الملف الإيراني، والتنسيق إزاء أي تطور
قد تتخذه الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه إيران، وإعادة خلط الأوراق في منطقة
الشرق الأوسط، بما فيها ملفات عربية مرتبطة بإيران مثل الملف السوري، اللبناني،
والعراقي".
بيان بحريني
وسائل إعلام بحرينية
قالت في بيان مقتضب للديوان الملكي إن القمة بحثت "سبل النهوض في مجالات
التعاون والتكامل في عدد من القطاعات الحيوية، خصوصاً فيما يتعلق بقطاعي الصحة
والأمن الغذائي والدوائي، والجهود المشتركة لمواجهة أزمة وباء كورونا وتداعياته
الاقتصادية والصحية والاجتماعية".
وأكدت الدول الثلاث على
أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدان الثلاثة حيال مختلف القضايا ذات
الاهتمام المشترك، بما يخدم القضايا العربية.
وحسب البيان بحث القادة
آخر التطورات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق
السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية
المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها
القدس الشريف".
الأردن على خلاف
البحرين، والإمارات التي دعمتا صفقة القرن وخطة ترامب، يتمسك بحل الدولتين، بما
يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وخصوصا حقه في الحرية والدولة على خطوط
الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.
اقرأ أيضا: قمة ثلاثية بين الأردن والإمارات والبحرين في أبوظبي