صحافة تركية

تفاصيل جديدة تتعلق بـ"عميل الإمارات" بتركيا ومهامه

ذكرت وسائل الإعلام التركية أن الأسطل جندته الإمارات عام 2009- الأناضول

كشفت وسائل إعلام تركية، تفاصيل جديدة تتعلق بـ"عميل الإمارات" الذي ألقي عليه القبض في تركيا بتهمة التجسس لصالح الإمارات.

وقالت صحيفة "صباح" التركية في تقرير ترجمته "عربي21"، إن العميل الذي اعتقلته السلطات التركية أحمد الأسطل في مدينة سكاريا، تبين أنه كان يبحث عن صحفيين للعمل لصالح الإمارات.

وأشارت إلى أن الأسطل تسلل إلى داخل محسوبين على جماعة الإخوان المسلمين من عدة بلدان عربية، تحت قناع "صحفي معاد للإمارات" بهدف جمع المعلومات والوثائق اللازمة، حيث تبين أنه مرتبط برجل استخبارات بالإمارات يدعى "أبا علي".

وذكرت أن الأسطل المتهم بجمع معلومات عن المعارضين العرب المقيمين في تركيا لصالح الاستخبارات الإماراتية اعتقل مؤخرا في سكاريا وتم تسليمه إلى فريق مكافحة الإرهاب بالمدينة.

ولفتت إلى أنه تم تجنيده لصالح الاستخبارات الإماراتية منذ عام 2009، وكان يبحث عن صحفيين عرب للعمل لصالح جهاز الاستخبارات الإماراتي بهدف جمع معلومات، كما أنه قام بإرسال العديد من التقارير إلى الاستخبارات الإماراتية.

وكشفت الصحيفة أن الأسطل قدم تقريرا مفصلا بشأن محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا في 15 تموز/ يوليو 2016، وحول احتمالية انقلاب جديد.

ولفتت إلى أنه اعترف بالتهم الموجهة إليه وصلته بجهاز الاستخبارات الإماراتي للمخابرات التركية التي بدورها تمكنت من فك رموز عدد كبير من العاملين في الاستخبارات الإماراتية.

وذكرت أن الأسطل الذي وصل إلى تركيا قبل سبع سنوات بجواز سفر دولة عربية أخرى، نجح في التسلل إلى شبكات صحفية عربية معارضة لسنوات عدة.

واتضح أنه أرسل معلومات إلى الإمارات بشأن علاقات تركيا في "الجغرافيا الإسلامية"، وأخرى عن "خصوم الإمارات" في تركيا، وأيضا تقارير عن التطورات السياسية الداخلية والخارجية التركية.

ونوهت إلى أن شخصا يدعى "أبا علي" من الاستخبارات الإماراتية كان يقوم بتوجيه الأسطل، وإجراء دراسات من شأنها وضع تركيا في موقف صعب على الصعيد الدولي، إلى جانب جمع معلومات استخباراتية ضدها.

 

مبالغ مالية

من جهته ذكرت قناة وموقع "TRT World" في تقرير ترجمته "عربي21"، أنه خلال 11 عاما، تقاضى الأسطل مبالغ مالية قيمتها 400 ألف دولار من الإمارات.

وحول دوره في تركيا، أوضحت القناة التركية، أنه تسلل إلى مراكز بحثية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين كصحفي استقصائي.

وأضافت أن مهامه تركزت أيضا في جمع معلومات عن أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقيمين في تركيا، والصحفيين والمعارضين العرب والإماراتيين الذين فروا من بلدانهم، إلى جانب أولئك الذين لديهم انفتاح بالتعامل مع الإمارات.

وتبين أنه كان يتواصل مع الاستخبارات الإماراتية وعناصرها الذين جندوه عبر برامج مراسلة مشفرة مثبتة على هاتفه والحاسوب اللذين تسلمهما من ضباط الاستخبارات الإماراتيين.

ويتقاضى الأسطل بحسب المعلومات والوثائق التي حصلت عليها القناة التركية راتبا شهريا 2700 دولار، إلى جانب تسلمه مبلغ 11 ألف دولار دفعة واحدة قبل قدومه إلى تركيا عام 2013، وحوالي 50 ألف دولار عام 2015 لشراء شقة سكنية في سكاريا.

 

 كشف الحساب البنكي للمتهم الأسطل بحسب القناة التركية

 

أربعة عناصر من الاستخبارات الإماراتية

 

وكشفت القناة أن الأسطل يرتبط بأربعة عناصر من الاستخبارات الإماراتية، وهم "أبو راشد" و"أبو علي" و"أبو سهيل" و"أبو فارس".


وأضافت أنه التقى بالشخص الذي يدعى "أبا علي" واسمه الكامل "سعود عبد العزيز محمد بن درويش" في مدينة إسطنبول عام 2016.


وتمكنت المخابرات التركية من التوصل إلى الاسم الكامل لـ"أبي راشد" وهو "راشد عبد الخالق محمد الشرع"، ويعتقد أنه جند الأسطل عام 2009.


وذكرت أن الأسطل كان يخضع لإمرة أبي فارس قبل اعتقاله في أيلول/ سبتمبر الماضي.

 

الأسطل تعرض لضغوط وابتزازات إماراتية


ولفتت إلى أن المتهم، تعرض لضغوط مالية وتهديدات بسحب تصريح العمل الخاص به في الإمارات، وأنه رفض في البداية ما عرضته عليه الاستخبارات الإماراتية.


وأوضحت أن الأسطل وافق بالنهاية بعد رفض تأشيرة العمل التي كان يقدم عليها، ما جعله غير قادر على العمل، ووسط مخاوفه من العودة إلى الأردن حيث من الصعوبة أن يجد عملا.

 

إخوان الإمارات


وقبل توجهه إلى تركيا، عمل الأسطل في التجسس على أعضاء الإخوان المسلمين بالإمارات، وكان يرسل تقارير دورية عبر مكالمات هاتفية شهرية مع مديريه، فكان تعاونه سببا في منحه تأشيرة إقامة بالإمارات.


وكان جزء من أنشطته تزويد الإماراتيين بمخططات الطابق الذي كان يتواجد فيه مركز أبحاث يدعى "الحوار" كان يعمل فيه، بالإضافة إلى توصيل أجهزة الحواسيب الخاصة بالمؤسسة بحجة إصلاحها إلى ضباط الاستخبارات الإماراتية.


وبحسب القناة التركية، فإنه عندما شنت الإمارات حملات القمع التي طالت أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عام 2012، وفرار عدد منهم إلى تركيا، أمر جهاز الاستخبارات الإماراتي الأسطل بالانتقال إلى تركيا، واستأجر في البداية مكانا في مدينة إسطنبول.

 

وتبين أن من أهدافه شخصية إماراتية معارضة يدعى سعيد نصار الطنيجي، حيث كان يقوم بتسجيل اجتماعاته ومحادثاته وإرسالها إلى الاستخبارات الإماراتية.