نشرت مجلة "ذا هيلثي" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن مشكلة النوموفوبيا التي يعاني منها أشخاص كثيرون يشعرون بالقلق، لا بل بالخوف من فقدان هواتفهم المحمولة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه أينما ذهبت، سترى الكثير من الأشخاص منكبين على هواتفهم، مما يخلق بعض المشكلات الحديثة، مثل عادة "فوبينق" أي "تجاهل الآخرين بسبب استخدام الهاتف". ومن جهة أخرى، نجد ظاهرة "سمومبي" وهي اختصار لعبارة زومبي الهاتف الذكي، والتي تعني المشي مثل الزومبي وأنت تستخدم هاتفك أثناء السير في الطريق أو الأسوأ من ذلك خلال عبور الشارع. وبالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة "النوموفوبيا"، أو رهاب فقدان الهاتف المحمول.
ما هي النوموفوبيا؟
ونقلت المجلة عن دراسة أجرتها مجلّة "جورنال أوف فاميلي ميديسن أند برايمري كير" سنة 2019، أن مصطلح نوموفوبيا قد صيغ سنة 2008 من قبل مكتب البريد البريطاني لتحديد ما إذا كانت الهواتف المحمولة تغذّي الشعور بالقلق. وآنذاك، أفاد حوالي نصف الأشخاص الذين أُجري عليهم الاستطلاع بأنهم شعروا بالتوتر عندما تُركوا دون هواتفهم، وبعد مرور عشر سنوات، أصبح الوضع أسوأ من ذي قبل.
وعلى ضوء ما سبق، لا يمكن اعتبار النوموفوبيا حالة صحية عقلية قابلة للتشخيص لأنها غير مدرجة في أحدث إصدار للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، وهو المرجع الرئيسي للحالات النفسية.
رهاب نوموفوبيا قادر على إفساد نظام نومك
وأوضحت المجلة أن إحدى الدراسات التي نشرت سنة 2020 في مجلة "سليب" وجدت أن 90 بالمئة من طلاب الجامعات الذين شملهم الاستطلاع يمكن تشخيص إصابتهم بنوموفوبيا متوسّطة أو شديدة.
ولسوء الحظ، ارتبط رهاب نوموفوبيا باضطراب النوم والنعاس أثناء النهار وسوء عادات النوم الصحية.
وأوضحت جينيفر بيسزكا، المتحصّلة على درجة الدكتوراه والمؤلفة المشاركة في الدراسة أن المشاركين أقرّوا بتفحص رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية أو وسائل التواصل الاجتماعي بعد إطفاء الأنوار للخلود للنوم.
اقرأ أيضا: النوم بجانب الهاتف الخلوي.. العواقب والمخاطر الصحية
ما العلاقة بين النوموفوبيا والقلق؟
ونقلت المجلة عن بيسزكا أنها تعتقد أنه يمكن تصنيف رهاب نوموفوبيا على أنه نوع خاص من أنواع القلق. في الحقيقة، تتنوع الأسباب الكامنة وراء الإصابة برهاب النوموفوبيا. وتابعت موضّحة أن الناس على اختلافهم يقلقون بخصوص أشياء مختلفة. هناك بعض الأشخاص الذين يظهر عليهم القلق، مثل خوفهم من أن يفوتهم شيء ما أو من عدم تمكّنهم من الحصول على المساعدة أو من الاتصال بشخص ما في حال احتاجوا لذلك".
العلامات التي قد تدلّ على إصابتك برهاب النوموفوبيا
إذا لم تتمكن من النوم دون الاطلاع على الأخبار ومواقع التواصل الاجتماعي أو تشغيل الإشعارات طوال الليل للتأكد من عدم تفويتك لأي خبر أو حتى حملك الدائم لهاتفك بين يديك، فلعلّك تعاني من رهاب نوموفوبيا. هناك استبيان مفيد يكشف عن الإصابة بالنوموفوبيا طوّره الباحثون سنة 2010، وهو متكوّن من 20 سؤالا ذاتي التصنيف على مقياس من واحد إلى سبعة (واحد يعني "غير موافق بشدة" وسبعة تعادل "موافق بشدة"). إليك عينة من خمس أسئلة تستطيع طرحها على نفسك، علما وأن جمع 25 نقطة أو أكثر يعني على الأغلب ضرورة إكمالك لبقية الاختبار:
- أشعر بعدم الارتياح إن لم أكن على اطلاع دائم على المعلومات من خلال هاتفي الذكي.
- عدم تمكني من الاطلاع على الأخبار على هاتفي الذكي يجعلني متوتّرا.
- سأشعر بالخوف في حال نفدت بطارية هاتفي الذكي.
- إذا لم يكن لدي تغطية إنترنت أو اتصال بشبكة الواي فاي، فسأتفحص هاتفي باستمرار لمعرفة ما إذا تحصّلت على أي تغطية أو إشارة.
- [إن لم يكن هاتفي الذكي بحوزتي] سأكون متوترًا لأنني سأكون منفصلا عن هويتي الافتراضية.
كيف تنقذ نفسك؟
وأشارت المجلة إلى أنه من المثير للاهتمام أن بعض الأشياء التي يُطلب منك القيام بها لتحظى بنوم جيد قد تؤدي إلى شعورك بالتوتر في حال كنت تعاني من رهاب نوموفوبيا. أوردت بيسزكا قائلة: "يشير بحثنا إلى أن مجرد إخبار شخص ما بترك هاتفه المحمول خارج غرفة نومه من شأنه أن يثير قلقه بدرجة كافية لإفساد جودة نومه".
اقرأ أيضا: كيف تتحكم في إدمانك على استعمال الهاتف الجوال؟
ولذلك توصي بيسزكا باعتماد بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على الابتعاد عن هاتفك بشكل أسهل قليلاً في الليل. على سبيل المثال، شغّل خاصيّة "عدم الإزعاج" لتعمل خلال فترة نومك. بهذه الطريقة سيتم إيقاف الإشعارات ولن تتلقى مكالمات هاتفية، ما عدا المكالمات المدرجة ضمن اتصالات الطوارئ حتى تضمن أنك لن تفوّت أي شيء مهم.
متى عليك طلب المساعدة؟
هل تشعر بالنعاس أثناء النهار لأنك استخدمت هاتفك لوقت متأخّر؟ وهل استيقظت على صوت الإشعارات الواردة في وقت متأخر من الليل؟ في هذه الحال، توصي بيسزكا بالتركيز أكثر على تحسين جودة نومك.
إلى جانب التركيز على النوم، عليك أن تنتبه إلى التركيز على جودة حياتك. وشرحت بيسزكا أن رهاب نوموفوبيا قد يصبح مشكلة عندما يتجاوز نطاق المعقول ليتحوّل إلى تهديد فعلي ويؤثر على أدائك الوظيفي، إذ يشبه هذا الوضع تجنب السفر بالطائرة لأنك لا تريد إطفاء هاتفك.
خمس نصائح تخفف تداعيات القلق و"رهاب كورونا"
إذا كنت ترغب في نوم هادئ عليك بهذه الأطعمة
هذه خطورة إزالة بثور الوجه بأصابعك.. كيف تتخلص منها؟