سلط موقع "أويل برايس" الضوء على آثار
الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي على كل من إيران والسعودية.
وقال الموقع في تقرير له ترجمه "عربي21" إن
الاتفاق الإسرائيلي-الإماراتي يعتبر متعدد الطبقات وليس كما أعلن عنه ببساطة مما
يعني أن الرد الإيراني والسعودي عليه سيكون متعدد الوجوه.
ونقل الموقع عن مصدر بارز يعمل بشكل وثيق مع الاتحاد الأوروبي على شؤون
الطاقة قوله إن "الإمارات تريد أن تضع، وأكثر مما سينجم عن الاتفاق، نفسها
وبقوة في دائرة الحلفاء المفضلين للولايات المتحدة لكي تحصل على عقود تجارية
ومالية في المستقبل بعدما تعرضت لضربة قوية من حرب أسعار النفط، وأن تكون مشمولة في شبكة الاستخبارات والأمن الأمريكية-
الإسرائيلية لحماية نفسها من إيران".
وأضاف المصدر: "هذا الاتفاق الرسمي يوضح رسميا
ما كان يجري ومنذ وقت بين إسرائيل والإمارات في مجال التعاون الاستخباراتي لمواجهة
القوة الإيرانية المتصاعدة بالمنطقة والتي أصبحت عسكرية بسبب سيادة الحرس الثوري
في طهران". وأهم ملمح في المبادرة الاستخباراتية بين الإمارات وإسرائيل
وبالضرورة الولايات المتحدة هي الزيادة المطردة في العامين الماضيين لشراء
العقارات التجارية والسكنية الملحقة بها في محافظة خوزستان، جنوبي إيران، التي
تعتبر مهمة للقطاع النفطي الإيراني. ومعظم الجهات التي اشترت هذه العقارات شركات
تجارية مسجلة بالإمارات، خاصة في أبوظبي ودبي.
وقال المصدر إن "هناك حوالي 500.000 إيراني
غادروا البلاد وقت الثورة (عام 1979) وانتقلوا أولا إلى دبي ثم أبوظبي، ولم يكونوا
أبدا من الداعمين للعب الحرس الثوري دورا في السياسة الإيرانية. ومن هنا تم
استخدام بعضهم لشراء واجهات تجارية أو مجمعات تطوير سكني في خوزستان يتم تمويلها
من شركات مسجلة في هاتين الإماراتين".
وأضاف المصدر: "ومع ذلك، فهذه الشركات التي يبدو
أنها شركات في أبوظبي ودبي تمولها شركة عقارات إسرائيلية كبيرة تتلقى الدعم المالي
من عملية إسرائيلية- أمريكية أنشئت خصيصا لهذا المشروع وبميزانية 2.19 مليار
دولار". وأكد أن "هذه الأعمال والعقارات الإضافية التي تم شراؤها لأفراد
يعملون في تلك الأعمال بخوزستان لا تعني أنه تم مزج السكان الإيرانيين الأصليين
بعناصر عربية غير إيرانية (مع أن العرب لا يشكلون إلا نسبة 2% من مجمل السكان في
إيران)، لكنها فرصة لجمع المعلومات الأمنية التي تعزز منظورها". و"بشكل
أساسي تقوم إسرائيل من خلال الوجود الإماراتي في جنوب إيران بعمل ما تفعله إيران
لإسرائيل من خلال وجودها في سوريا ولبنان".
لكل هذا عبرت
إيران عن موقف معاد للاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي وذلك لأنه يمثل زيادة في فرص
جمع المعلومات الأمنية عنها وإحداث إرباك سياسي واقتصادي في داخل أراضيها.
وقام المساعد الخاص لرئيس البرلمان في الشؤون
الخارجية أمير عبد اللهيان باستعراض، بعد فترة قصيرة من الإعلان عن الاتفاق، حيث
التقى السفير الفلسطيني في طهران صلاح الزواوي وقال إن "تطبيع الإمارات مع الكيان
الصهيوني خطأ استراتيجي وعلى حكومة الإمارات تحمل مسؤولية وتداعيات هذا".
وأضاف أن إيران تقف بقوة مع الشعب الفلسطيني. وبدوره طالب الزواوي رئيس البرلمان بشجب التحرك الإماراتي ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. وكإشارة عن تحركات مستقبلة بناء على التصريحات السابقة كان اللقاء على مستوى عال بين وزير الدفاع الإيراني الجنرال أمير حاتمي ونظيره الروسي سيرغي شويغو، وألمح حاتمي إلى صفقات تجارية وقعت مع الصين وروسيا، وتخدم كما كشفت "أويل برايس" أهدافا استراتيجية وإقليمية ودولية مشتركة. ثم انتقد حاتمي محاولات الولايات المتحدة الأخيرة إعادة الحظر الدولي الكامل عبر مجلس الأمن الدولي. وقال إن "إيران وروسيا قامتا خلال السنوات الماضية بجهود مشتركة لمواجهة التفرد والتنمرالأمريكي وإدارة ترامب في المنطقة". وقال إن "الرد الواقعي من مجلس الأمن الدولي ورفض القرار الأمريكي المعادي لإيران والمطالب بتوسيع حظر السلاح ضد إيران، أدى مرة أخرى لهزيمة الولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، وأثبت معارضة دولية لقرارات من طرف واحد".
وقال المصدر البارز في الاتحاد الأوروبي إن
"ضمان دعم روسيا والصين باعتبارهما عضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي كان من
الأسباب الرئيسية وراء موافقة طهران على عناصر عسكرية في اتفاقية الـ 25 عاما مع
الصين". ومع الصفقة الإماراتية- الإسرائيلية سيسمح الحرس الثوري بختم من
المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بوجود أرصدة بحرية صينية وروسية في تشابهار
وبندر بوشهر وبندر عباس وبناء على العناصر العسكرية التي اتفق عليها بدءا من 9
تشرين الثاني/ نوفمبر حسب مصدر بارز يعمل قريبا مع شركة النفط الإيرانية.
وسيترافق هذا مع دعم إلكتروني بما في ذلك الإنذار
السريع عن وجود أسلحة يستخدمها العدو بالإضافة لهجمات إلكترونية وتشويش الأنظمة
وحماية إلكترونية. ويقوم النظام الإلكتروني على نظام الناتو "سي41 أس
أر" (قيادة، تحكم، اتصالات، كمبيوتر، مراقبة أمنية واستطلاع) وهي جزء من
القوة العسكرية التي ستنشرها الصين وروسيا وستكون بمثابة نظام أس-400 لمواجهة الهجمات الأمريكية والإسرائيلية ونظام
كراسوخا-2 و 4 اللذين أثبتا نجاعتهما في سوريا.
هذا عن إيران، فما هو موقف السعودية في أعقاب اتفاق
إسرائيل- الإمارات؟ بحسب جون اولترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات
الإستراتيجية والدولية فإنها قد تكون داعمة للاتفاق لكنها لن تطبع العلاقات مع تل
أبيب، مشيرا إلى أن "المؤسسة الدينية لها دور متميز في المملكة منذ القرن
الثامن عشر والملك هو خادم الحرمين ومؤسس منظمة المؤتمر الإسلامي". وقال
"بهدوء" إت كلمة السر هنا.
وبحسب مصدر من الاتحاد الأوروبي فإن 62% من موازنة
الـ 2.19 مليار للصندوق الأمريكي – الإسرائيلي المخصص لشراء عقارات ومصالح
لمواطنين إماراتيين في خوزستان تأتي من منظمات مرتبطة بالسعودية. وهذا يتناسب مع
الرأي المعروف بين المحللين المتخصصين في السعودية أن الأمير محمد بن سلمان متعاطف
أكثر من والده الملك مع الهدف النهائي للاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي وهو إضعاف
سيطرة الحرس الثوري على البلاد.
وقال الملك سلمان في مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي
العام الماضي إن حل القضية الفلسطينية يظل جوهر النزاع ولا تنازل عن الحقوق في
القدس الشرقية. ولكن الملك عمره 84 عاما وصحته معتلة. وحتى وزير الخارجية فيصل بن
فرحان رحب بالاتفاقية وإن بحذر.
وزير الدفاع الإيراني: حكام الإمارات ارتكبوا أخطاء بحق الخليج
مركز دراسات أمريكي: هذه دوافع الإمارات الحقيقية للتطبيع
ترامب: سنفعّل كل العقوبات على إيران.. والسعودية قد تطبّع