تنشر "عربي21" أبرز تشكيلات المعارضة السورية في الشمال السوري في آخر معاقلها، وتوضح تقسيماتها ومناطق نفوذها ونشاطها، وقياداتها.
وسبق أن أعلن "الائتلاف السوري المعارض" عن تشكيل "الجيش الوطني السوري" المعارض، الذي حول طبيعة المعارضة العسكرية من فصائلية إلى جيش نظامي في خطوة هي الأولى من نوعها منذ الثورة السورية في 2011.
وأعلن عن تشكيل الجيش المعارض، في 30 كانون الأول/ ديسمبر 2017، من "الحكومة المؤقتة"، التابعة للائتلاف السوري المعارض.
وانبثق عن "الجيش الوطني" حينها ثلاثة فيالق، وأصبحت لاحقا بعد الاندماج مع "الجبهة الوطنية للتحرير" ثلاثة فيالق، بالإضافة إلى تشكيلات الجبهة من 15 فصيلا لم يتم هيكلتها على أساس الفيالق، بحسب ما أكده النقيب ناجي مصطفى، المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية".
وتتفرع الفيالق الأساسية في الجيش الوطني بدورها إلى ألوية، وأُتبعت بها شرطة عسكرية و"وطنية".
وبعد الانتهاء من تشكيل الفيالق في الجيش الوطني، جردت الفصائل من المسميات، ووزعت على ثلاث فرق في كل فيلق، وثلاثة ألوية ضمن كل فرقة، إضافة إلى ضم كل لواء لثلاث كتائب من المقاتلين، وفق ما أكدته مصادر عسكرية لـ"عربي21".
وقوام "الجيش الوطني" المعارض، يصل إلى 80 ألف مقاتل، وذلك بحسب "الائتلاف السوري" الذي تتبع له "الحكومة المؤقتة".
وانضمت "الجبهة الوطنية" في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، إلى الجيش الوطني، إلا أن النقيب مصطفى أكد لـ"عربي21"، أنه لا صحة لهيكلة فصائل الجبهة الوطنية بعد دمجها في الجيش الوطني إلى أربعة فيالق على خلاف ما يثار في الإعلام، بل إنها لا تزال على شكل فصائل تتبع كلها قيادة فضل الله الحجي.
وبحسب المعلومات التي حصلت "عربي21" عليها من المصادر الرسمية من المعارضة السورية، فإنه عند ضم "الجبهة الوطنية" إلى الجيش الوطني، كان قوامها 11 فصيلا، هي: "فيلق الشام" و"جيش إدلب الحر" و"الفرقة الساحلية الأولى" و"الفرقة الساحلية الثانية" و"الفرقة الأولى مشاة" و"الجيش الثاني" و"جيش النخبة" و"جيش النصر" و"لواء شهداء الإسلام في داريا" و"لواء الحرية" و"الفرقة 23".
ولاحقا انضمت كل من "أحرار الشام" و"صقور الشام" و"حركة نور الدين الزنكي" و"جيش الأحرار" و"تجمع دمشق" لتصبح 16 فصيلا.
وبعدها، انتقلت حركة "نور الدين الزنكي" إلى الشمال، وبقي 15 فصيلا في الجبهة الوطنية.
وعلى الرغم من حل نشاط الفرقة 23 في الفيلق الثالث في الجيش الوطني، إلا أن الفصيل لا يزال مكونا داخل الجبهة الوطنية للتحرير، وفق ما أكده مصطفى لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: نظام الأسد يقصف جبل الأكراد.. والمعارضة تعاقب إحدى فرقها
قيادات الجيش
ويقود الجيش الوطني اللواء سليم إدريس رئيسا لهيئة الأركان ووزيرا للدفاع في الحكومة المؤقتة، وهو ضابط انشق عن قوات الأسد عام 2012، وتولى عدة مهام في الجيش السوري الحر.
وتسلم العقيد فضل الله الحجي منصب نائب رئيس الأركان عن منطقة إدلب، وهو الذي كان يشغل منصب القائد العام للجبهة الوطنية للتحرير، قبل أن تندمج مع الجيش الوطني، فيما تقلد العميد عدنان الأحمد منصب نائب رئيس الأركان عن جبهة حلب وهو ضابط منشق، وكان من بين قادة عمليات درع الفرات وغصن الزيتون.
وبذلك، ينقسم التشكيل في الجيش إلى قطاعين أساسيين: قطاع ريف حلب، الذي تتواجد فيه الفيالق: الأول والثاني والثالث، وقطاع إدلب، الذي تنشط فيه "الجبهة الوطنية للتحرير".
وتاليا قياداتها وأبرز فصائلها:
في قطاع حلب (الجيش الوطني) بقيادة عدنان الأحمد:
الفيلق الأول بقيادة: معتز رسلان، وأبرز تشكيلاته كتلة الجيش الوطني.
الفيلق الثاني بقيادة: محمود الباز، وأبرز تشكيلاته السلطان مراد ويعمل في شمال حلب وكذلك جيش الإسلام الذي انتقل من الثالث إلى الثاني.
ويضم أيضا "فرقة الحمزة" و"لواء المعتصم"، و"كتائب الصفوة".
الفيلق الثالث بقيادة: أبو أحمد نور، وأبرز تشكيلاته الجبهة الشامية وكذلك فيلق الرحمن.
وفي قطاع إدلب (الجبهة الوطنية للتحرير) بقيادة فضل الله الحجي:
في إدلب: "فيلق الشام" و"جيش إدلب الحر" و"الفرقة الأولى مشاة" و"الجيش الثاني" و"جيش النخبة" و"جيش النصر" و"لواء شهداء الإسلام في داريا" و"لواء الحرية" و"الفرقة 23".
في ريف حمص الشمالي ومنطقة الحولة وريف حماة الجنوبي: حركة أحرار الشام، ولواء الحق، وفيلق حمص، وعدد من الفصائل والكتائب الفاعلة في المنطقة.
وفي اللاذقية: "الفرقة الساحلية الأولى" و"الفرقة الساحلية الثانية" وغيرها.
اقرأ أيضا: المعارضة لـ"عربي21": هذه حقيقة استقالة قائد "الجبهة الوطنية"
محكمة عسكرية وتوجيه معنوي
وأسس الجيش الوطني على يد قائده سليم إدريس، ما يسمى "المحكمة العسكرية"، التي تبحث في الانتهاكات التي ينفذها عناصر الجيش الوطني، وكان آخر قرار لها حل نشاطات الفرقة 23 ضمن الفيلق الثالث.
ويحتوي الجيش كذلك على إدارة للتوجيه المعنوي، التي تقوم على توعية جنوده بالمحاضرات والدروس التوعوية والتواصل مع المجتمع لتأمين الحاضنة الشعبية.
مناطق عملياته مع تركيا
ويعد التحالف بين تركيا والمعارضة السورية استراتيجيا في الشمال السوري، ولكنه تركز بشكل أكبر على محاربة ما تسمى "وحدات حماية الشعب الكردي" وقوات سوريا الديمقراطية" وتعدان ذراعين لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف في أنقرة منظمة "إرهابية".
مناطق درع الفرات:
جرابلس والباب والراعي في حلب..
انطلقت العملية العسكرية في 24 آب/ أغسطس 2016، وتمكن الجيش التركي و"الجيش الحر" حينها من تطهير مساحة 2055 كيلومترا مربعا من الأراضي شمال سوريا.
وانتهت العملية العسكرية في 29 آذار/ مارس 2017، بعد أن استطاعت القوات المشاركة فيها، السيطرة على مدينة جرابلس الحدودية مرورا بمناطق وبلدات مثل الراعي ودابق وأعزاز ومارع، وانتهاءً بمدينة الباب التي كانت معقلا لتنظيم الدولة.
وباتت المنطقة اليوم تحت نفوذ الجيش الوطني السوري المعارض بالتعاون مع تركيا.
مناطق غصن الزيتون:
عفرين ومناطق في ريف حلب الشمالي..
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 20 كانون الثاني/ يناير عام 2018، عن بدء عملية غصن الزيتون في عفرين.
ولعل من أبرز النقاط المفصلية لعملية غصن الزيتون، كانت سيطرة القوات التركية والسوري الحر على جبل بورصايا الاستراتيجي التابع لبلدية شيران، إذ تمكنت قوات غصن الزيتون من السيطرة على قمة الجبل الاستراتيجي يوم 28 كانون الأول/ يناير من العام ذاته.
ويحافظ على أمن مناطق عفرين الجيش الوطني السوري، وكذلك القوات التركية المتواجدة، وشكلت 7 مجالس محلية لإدارة شؤون المدينة وبلداتها.
مناطق نبع السلام:
رأس العين وتل أبيض..
أطلق الجيش التركي بمشاركة "الجيش الوطني السوري"، في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، عملية "نبع السلام" شرقي نهر الفرات شمال سوريا.
وفي 17 من الشهر ذاته، علق الجيش التركي العملية بعد توصل أنقرة وواشنطن إلى اتفاق يقضي بانسحاب قوات "قسد" من المنطقة، وأعقبه اتفاق مع روسيا في سوتشي في الـ22 من الشهر ذاته.
وتواجد نشاط الجيش الوطني في مناطق نبع السلام، تحديدا في مدينة رأس العين شمال غرب محافظة الحسكة، ومدينة تل أبيض التابعة لمحافظة الرقة.
وينشط في رأس العين الفيلق الثاني بقيادة فيلق السلطان مراد، أما في تل أبيض فتنشط بشكل رئيس الجبهة الشامية من الفيلق الثالث من تشكيلات "الجيش الوطني السوري"، وفق معلومات أكيدة من مراسل "عربي21" هناك.
اندماجات الجيش الوطني
من جهته، قال المحلل العسكري العقيد المنشق زياد حاج عبيد، لمواقع محلية، إنه رغم اندماج فيالق "الجيش الوطني"، فإنه لم يجر التفاعل مع هذا الاندماج بشكل كبير، وما زال مشروعا قيد العمل ولم يأخذ دوره.
وأضاف أن "الجيش الوطني" لا يزال مسمى فقط، وفاعليته أقل من 50 في المئة.
"الحالة العسكرية الكاملة"، ما يسعى إليه اللواء سليم إدريس، الذي أعلن عن وجود خطة لتنظيم "الجيش الوطني"، والانتقال به من الحالة الراهنة إلى "حالة عسكرية كاملة"، وفق مقابلة له مع التوجيه المعنوي في 5 أيار/ مايو الماضي.
وقال إن "الخطة ستنفَّذ بالتنسيق مع قادة التشكيلات وقيادات من جميع المستويات، والجهد والعمل الذي بذله القادة والمقاتلون في التشكيلات الحالية، سيُبنى عليه في خطوات الانتقال إلى الحالة العسكرية الكاملة".
تاليا خريطة النفوذ في سوريا وفق مركز جسور:
إعمار مرفأ بيروت واجهة لصراع إقليمي.. من يحصل عليه؟
الطبقة الحاكمة بلبنان بمواجهة اختبار "الإنقاذ من الانهيار"
لبنان يدخل فراغا سياسيا في ظل أسوأ أزمة يمر بها