صحافة إسرائيلية

لهذه الأسباب يتمسك الاحتلال بالضفة ويرفض الانسحاب

عناصر من جيش الاحتلال في الضفة الغربية- جيتي

قال كاتب إسرائيلي إن "الاهتمام المبالغ فيه بمسألة تأمين حدود إسرائيل مرده أن الانتقال في الشرق الأوسط من حالة الهدوء إلى الحرب يعتبر من التغييرات الدراماتيكية في السياسة العربية".

وأشار الكاتب إلى أن "الخاصرة الإسرائيلية الضيقة في منطقة الخط الأخضر البالغ طوله 14 كم من نتانيا إلى طولكرم تعد قصيرة جدا، وتجعل إسرائيل تسعى لتأمين احتياجاتها الأمنية في الشرق الأوسط من خلال حدودها".

وأضاف يورام إتينغر في مقاله على موقع نيوز ون، ترجمته "عربي21" أن "إسرائيل تعيش في منطقة تعاني دائما من التغييرات المفاجئة وغير المتوقعة مثل الإطاحة بحسني مبارك من قبل جماعة الإخوان المسلمين، التي أطاح بها السيسي فيما بعد، وعلاقات الدول العربية سواء دعم الأردن لصدام حسين، أو منح القواعد المسلحة في الأردن لمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم دخول الجانبين في حرب ثنائية".

وأكد أنه "استمرارا لهذه الأحداث المفاجئة يمكن أن تشهد مصر والأردن والسعودية تغيرا جذريا يتمثل في الإطاحة بنظمها الحاكمة من قبل المناهضين لإسرائيل، ويُظهر الواقع الداخلي في الأردن أن أي بديل للنظام الهاشمي سيضيف وقودًا للنيران الإقليمية، ما يوضح أن العمر المتوقع للاتفاقيات في الشرق الأوسط قد يكون مشابهًا لمتوسط العمر المتوقع للأنظمة التي وقعت عليها.

وأشار إلى أن "الحدود مع الأردن، المعرضة للانقلاب مثل أي دولة عربية، تعتبر الأطول بواقع 500 كم، والأقرب إلى أكبر المراكز السكانية في إسرائيل، ومواقع اقتصادها، وبالتالي فإن تنازل إسرائيل عن الضفة الغربية وغور الأردن سيعيدها للخصر الضيق بواقع 14- 24 كم بين البحر المتوسط والتلال الغربية من الضفة بواقع 600 متر، وهي: مرتفعات الجولان في القدس، تل أبيب، السهل الساحلي، مطار بن غوريون".

 

اقرأ أيضا: مندوب فلسطين يدعو لضغط أممي لوقف خطة الضم

 

وأوضح أن "هذه المناطق يتواجد فيها 80٪ من سكان إسرائيل، ومعظم بناها التحتية للنقل والاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا، كما تعد سلسلة التلال الشرقية شديدة الانحدار في الضفة الغربية بواقع 1000 متر فوق غور الأردن، الحاجز الأكثر فاعلية للدبابات في المنطقة، لأنها توفر 50 ساعة لتعبئة الجيش الاحتياطي، وتشكل 75٪ من الجيش الإسرائيلي، في مواجهة هجوم مفاجئ".

وزعم أن "سيطرة إسرائيل على تلال الضفة الغربية ووادي الأردن ومرتفعات الجولان سمحت لها بصد هجوم مفاجئ مصري سوري أردني، ومنع هزيمة قاتلة في 1973، كما أن التمسك الإسرائيلي بالمواقع الجغرافية على الأرض في الضفة الغربية، يعود إلى أن القوات البرية هي الرادع الرئيسي، رغم أن القصف الدقيق الذي تقوم به القوات الجوية الإسرائيلية أمر بالغ الأهمية، لكنه لا يملك القوة لتدمير جيش العدو".

وأوضح أن "القوات الجوية الإسرائيلية لديها القوة لتحسين شروط مفاوضات إنهاء النزاعات، لكن القوات البرية لديها القدرة على إنهاء المعارك واستقرار الواقع، ورغم أن الصواريخ الإسرائيلية تمر على الطرق البرية، إلا أنها لا تنكر حيوية العمق الجغرافي، والتهديد الحاسم لإسرائيل هو الهجوم العربي واحتلال أراضيها".

وأضاف أن "النجاح العسكري العربي يتطلب أكثر من مئات الصواريخ لهزيمة إسرائيل، باستخدام الدروع والمدفعية والقوات البرية، لتدمير الجيش الإسرائيلي على الأرض، كان هذا صحيحًا في 1948 و1967 و1973، وهكذا يكون في عصر الأسلحة الحديثة، فكلما كانت أنظمة الأسلحة العربية أكثر تعقيدًا كانت الهجمات العربية المفاجئة أسرع وأكثر فتكًا، ولذلك فإن جبال الضفة الغربية أمر حيوي كعامل مناهض للهجوم الخارجي".

 ونقل عن الأدميرال باد نانس بشهادته أمام الكونغرس في يوليو 1991 أن "الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة سيضر باستقرار المنطقة، ويحولها إلى حرب، ويتطلب تدخلا عسكريا أمريكيا لإنقاذ إسرائيل، أما وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد فقال إنه في بلد ضيق للغاية، كإسرائيل، يمكن رؤية ثلاثة حدود من سطح فندق في تل أبيب، ولذلك يجب الحذر للغاية بشأن الاستعداد للانسحاب".

وأضاف أن "الجنرال توم كيلي قائد العمليات في حرب الخليج الأولى، أعلن في 1991 أنه لا يمكن الدفاع عن إسرائيل بدون الطرق البرية للضفة الغربية، حيث تعد تلالها، خاصة المعابر الخمسة في الشرق، بالغة الأهمية، لأن استيلاء الجيش العربي على المعابر سيزيل درعا من القدس وتل أبيب، وبدون الضفة الغربية، سينخفض عرض إسرائيل إلى 14 كيلومترًا لا يمكن الدفاع عنها".

وختم بالقول إن "كل ذلك يؤكد أن سلسلة جبال الضفة الغربية وغور الأردن تساهم بتحديث صورة الردع الإسرائيلية، وتحويل حدودها من معاملات الحرب إلى رادع لها، أما الانسحاب منها فيشكل تهديدا وجوديا وواضحا وفوريا لإسرائيل، ويشعل نار عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، ويضر بمصالح الولايات المتحدة".