كشف ثلاثة مسؤولين كبار بالشرق الأوسط عن أن إفراج الولايات المتحدة عن لبناني متهم بتمويل حزب الله الشهر الماضي جاء "نتيجة اتصالات غير مباشرة بين طهران وواشنطن"، متوقعين أن "تسفر عن مزيد من عمليات الإفراج".
وأفرجت الولايات المتحدة عن قاسم تاج الدين (65 عاما) في 11 حزيران/يونيو الماضي، وفقا لمكتب السجون
الاتحادي الأمريكي، ووصل إلى لبنان الأسبوع الماضي.
وأوضح اثنان من المصادر أن الإفراج عن تاج الدين كان ضمن "المسار نفسه الذي أسفر
العام الماضي عن الإفراج عن نزار زكا، رجل الأعمال اللبناني المقيم إقامة دائمة في
الولايات المتحدة، من إيران، وكذلك الإفراج عن سام جودوين، وهو مواطن أمريكي، من سوريا.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن تاج الدين أطلق سراحه بسبب
مخاوف صحية وإن التقارير التي تفيد بأن الإفراج كان جزءا من صفقة خلف الكواليس غير
صحيحة.
كما نفى شبلي ملاط محامي تاج الدين أن يكون للإفراج أي علاقة بإطلاق
سراح سجناء آخرين. وقال: "كانت عملية قضائية بحتة".
اقرأ أيضا: واشنطن تنوي الإفراج عن رجل أعمال لبناني مرتبط بحزب الله
وسبق أن نفى وليم تايلور محامي تاج الدين أن الإفراج عنه متعلق بإفراج لبنان في آذار/مارس الماضي عن المواطن الأمريكي اللبناني عامر الفاخوري المتهم بتعذيب سجناء عندما كان قياديا في مليشيا تعاملت مع "إسرائيل" أثناء احتلالها جنوب لبنان.
وأقر تاج الدين في عام 2018 بتهم مرتبطة بانتهاك العقوبات
الأمريكية المفروضة عليه، وحكم عليه بالسجن لمدة خمس سنوات ودفع غرامة 50 مليون دولار.
وكانت الولايات المتحدة قد صنفت تاج الدين "داعما ماليا مهما لحزب
الله"، والذي تصنفه واشنطن بأنه "جماعة إرهابية".
وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة بعد اعتقاله في المغرب عام 2017.
ويعد تاج الدين، أحد ثلاثة إخوة، يملكون شركات في أفريقيا، وسبق أن اتهمته أمريكا في 2003 بتبييض الأموال لحساب حزب الله، وقامت السلطات البلجيكية بتوقيف تاج الدين في 2003.
وقال ملاط إن تاج الدين كان ينفي دوما دعم حزب الله ودحض اعتباره ممولا
للإرهاب.
وأضاف أن قاضيا أمر بالإفراج عن تاج الدين في 27 أيار/مايو بانتظار الحجر
الصحي لمدة 14 يوما بناء على اقتراح قدمه محاموه، وجادلوا فيه بضرورة الإفراج عنه بسبب
مخاطر الإصابة بمرض كوفيد-19 في السجن. وكان تاج الدين محتجزا في ماريلاند.
وتندرج أسباب الإفراج عنه تحت بند "السرية" في الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الحكومة الأمريكية عارضت
الإفراج لكنها ستلتزم بقرار المحكمة.
وقال المتحدث في رد بالبريد الإلكتروني على "رويترز": "حقيقة أنه أفرج
عنه مبكرا بسبب مخاوف صحية، وترحيله من الولايات المتحدة لا يقلل من فظاعة جريمته".
وقالت المصادر، ومنها مسؤول كبير في الشرق الأوسط ومسؤول لبناني كبير ودبلوماسي
إقليمي، إن الإفراج جاء نتيجة "تفاهمات غير مباشرة" بين طهران وواشنطن.
وقال المسؤول في الشرق الأوسط: "إطلاق سراح تاج الدين يأتي ضمن مسار
طويل من عمليات التبادل التي ستحدث لاحقا على مستوى واسع. لا يزال هناك من سيفرج عنهم
الجانبان. ستستمر هذه العملية".
ووصف الدبلوماسي الإقليمي أيضا الإفراج عن تاج الدين بأنه مقدمة لمزيد
من الصفقات المحتملة التي تشمل نحو 20 شخصا. وقال: "جميع الأطراف المعنية تختبر
بعضها البعض إذ لا توجد ثقة".
وذكر اثنان من المصادر أن اللواء عباس إبراهيم رئيس جهاز الأمن العام اللبناني
يقوم بدور الوسيط الرئيسي في العملية. ورفض الأمن العام التعليق.
وقال المسؤول اللبناني الكبير إن العملية مستمرة في سرية تامة، وبدأت بتسليم
جودوين والأجانب الآخرين الذين تحتجزهم سوريا التي تتحالف حكومتها مع إيران وحزب الله.
الإعدام بإيران لموظف سابق على صلة بالمخابرات الأمريكية
مطالبة أمريكية وسعودية بتمديد حظر الأسلحة على إيران
الخارجية الأمريكية: حزب الله يحاول إسكات إعلام لبنان