نفى ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وجود أي خطوات ملموسة لتطبيع العلاقات بين بلاده والنظام المصري حاليا، لكنه لم يستبعد تفاهما بناء على المصالح المشتركة للبلدين، دون المساس بثوابت أنقرة.
وفي حديث لـ"عربي21" على هامش ندوة نظمتها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل "محمد مرسي" أول رئيس منتخب في مصر، أوضح أقطاي أن لتركيا مصالح مشتركة مع كل من روسيا وأمريكا على سبيل المثال، رغم خلافاتها معهما في سوريا، حيث تدعم موسكو نظام الأسد فيما تدعم واشنطن الوحدات الكردية.
وتابع بأن العلاقات الدولية تتيح "عدم خلط الملفات"، لكنه شدد على أن تركيا لن تقبل بأي شروط مسبقة، تمس ثوابتها، في سياق تفاهم مع مصر.
وأوضح أن حقوق الإنسان خط أحمر بالنسبة لأنقرة، وهو موقف "ليس قابلا للتفاوض".
وأضاف: "نحن لا ندعم الإخوان المسلمين، هذه قضية إنسانية، لا ندعم أي طرف، نحن ندعم المهاجرين".
اقرأ أيضا: سياسيون مصريون يقرأون أبعاد رسائل تركيا الإيجابية لمصر
وقال، مخاطبا النظام في مصر: "ما دمتم تمارسون الظلم، فإن الناس سيحتاجون إلى ملجأ، وتركيا هي ملجأ كل من يهاجر في سبيل الحرية والكرامة".
وتابع: "لولا انتهاكات حقوق الإنسان في مصر لما اضطر أحد للجوء إلى مكان آخر".
ولدى سؤاله عن إمكانية التوصل إلى تفاهم بين تركيا وروسيا لدعم هدنة في ليبيا، تساءل أقطاي عن مبررات تدخل موسكو في هذا الملف.
وقال: "أنقرة دخلت من الباب وتلبية لدعوة من الحكومة الشرعية، أما موسكو فتواجدها غير شرعي".
وأضاف أن روسيا تعترف بذلك، وتقول إن شركة "فاغنر" الأمنية هي التي تعمل في ليبيا وأنها لا تمثل الحكومة في موسكو، "وهذا يعني أنها تنكر أي تدخل رسمي، ومن ثم فليس لها أي حق هناك".
وتابع بأن ما يجري في ليبيا عمليات احتلال وانتهاكات لسيادتها، "وليس هنالك ما يهدد أمن روسيا".
وأشار أقطاي في السياق ذاته إلى دول أخرى، تتدخل في الشأن الليبي باسم "المصالح"، بما فيها فرنسا، قائلا إن ذلك "يعني أنها تريد أن تنهب ليبيا".
وحول التوتر المتجدد في إدلب السورية ومحيطها، وانتهاكات النظام للهدنة التي أعلنتها أنقرة وموسكو في آذار/مارس الماضي، أكد أقطاي أن الأسد لن يتجرأ على المضي بذلك، "لأنه يعرف كيف سنرد".
اقرأ أيضا: أقطاي: قتل مرسي فضح النفاق الدولي الذي سكت عن الجريمة
وقال إن تركيا "لم تعد تلك الدولة التي تقول وحسب"، مشددا على قدرتها على الوفاء بالوعود التي تقطعها، بما في ذلك حماية النازحين ووقف تدفق اللاجئين إلى أراضيها.
وبشأن التوترات في شرق المتوسط، أجاب أقطاي على سؤال بشأن المدى الذي يمكن أن تصل إليه الخلافات بين أنقرة وأثينا بالقول: "ستصل إلى اعتراف كل طرف بحقوق الآخر، واكتفاء جميع الأطراف بحقوقهم دون اعتداء على الآخر".
وتابع: "تركيا لا تحاول أن تمس حقوق الأطراف الأخرى، وكانت مستبعدة من المتوسط لعقود ومنعت حتى من صيد السمك رغم تفوق طول سواحلها على الدول الأخرى".
وأضاف أن الدول الأخرى في المنطقة لطالما عقدت اتفاقيات لترسيم الحدود وتقسيم المياه، "ونسوا تركيا"، وأن الأخيرة "ذكّرتهم" بحقوقها عبر اتفاقيتها مع ليبيا.
وختم بالقول: "ندعو كل الأطراف إلى الاحترام المتبادل واحترام الحدود والحقوق.. وهكذا لن تحدث مشكلة".
تركيا تكشف عن مناورات بحرية وسط توتر بالمتوسط (شاهد)
قوة "إيريني" الأوروبية تفشل بإيقاف سفينة شحن تركية لليبيا
أقطاي عن حفتر بعد مبادرة السيسي: إكرام الميت دفنه