"حُق لك يا قلب أن تسعد، رزقك الله شهيدين وأسيرا وملايين القلوب تدعو لنا، كل عام وأنتم بخير يا أحرار العالم"..
بهذه الكلمات استقبلت السيدة نجلاء، زوجة الرئيس الراحل محمد مرسي، عيد الفطر الماضي لتذكر العالم بزوجها، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر القديم والحديث، ونجلها عبد الله، أول أبنائه لحاقا به، وولده أسامة، المحامي السجين بلا تهمة اللهم إلا أنه نجل الرئيس المنقلب عليه.
عام "مر"، يمكنك أن تقرأها بفتح الميم أو بضمها، فقد كان عاما مُرا مَر بقسوة على كل من آمن يوما ما بثورة الخامس والعشرين من يناير، وأحلامها بدولة فيها كرامة إنسانية وعيش وحرية وعدالة اجتماعية. من انتخبوا محمد مرسي ومن عارضوه عاشوا مرارة القهر برحيله، وتجرعوا قسوة الظلم مع الطريقة التي انتقم النظام من الثورة ورجالها في شخص الرئيس مرسي. خبر وفاته كان مفاجئا صادما على كافة الأصعدة، فالرجل كان معتقلا منذ ظهيرة الثالث من تموز/ يوليو في عام 2013 ثم رحل هكذا بشكل مفاجئ.
كانت كلمة واحدة تخرج منه تصريحا أو تلميحا بقبول الانقلاب كفيلة بخروجه معززا مكرما دون تهمة واحدة، كان الرجل يستطيع أن ينحني للموجة العسكرية العالية ويفكر قليلا في زوجته التي حملت المسؤولية معه أربعين عاما دون تذمر، كان بإمكانه التفكير في أحمد وأسامة وعبد الله وشيماء ومرافقتهم طيلة حياته في هدوء وسعادة، ولكنه أبى لأنه ببساطة محمد مرسي.
كتب الكثيرون تقييما لمحمد مرسي وحقبته الرئاسية القصيرة، انتقده الكثيرون (وكنت منهم في أوقات كثيرة"، واختلف معه مستشاروه وانسحبوا من حوله، ولكن هذا ليس بيت القصيد، فالرجل وعد بالصمود فأوفى، وقف شامخا يوم الثاني من تموز/ يوليو يطمئن الجميع أنه باق على العهد ما بقيت أنفاسه، وأن حياته ستكون ثمنا لتمسكه بالشرعية، فكان رجلا صدق ما عاهد الله عليه، فقضى نحبه شامخا صامدا ثابتا ولم يبدل تبديلا.
صمود الرئيس محمد مرسي على ما عاناه من اعتقال ومنع من الزيارة وحرمانه من العلاج ورؤية أهله؛ هو شيء يدعو للافتخار بهذا الرجل الطيب. فلو كان في الهند غاندي وفي جنوب أفريقيا مانديلا، فهنا في مصر لدينا محمد مرسي الذي سنحكي لأبنائنا وأحفادنا عن صموده على المبدأ وثباته على الطريق الذي آمن به.
ألم يفكر أحد قيادات الجماعة قبل نشره هذه الدراسة في الإهانة التي وجهتها تلك التفاصيل لشخص الرئيس الراحل، والمساهمة دون قصد في إعادة تدوير الاتهامات التي كانت توجه له رحمه الله عن ضعفه في مواجهة الجيش؟
الشهيد محمد مرسي في ذكرى رحيله الأولى
هل نملك أوراقا لاستكمال الصراع؟
مستقبل الإعلام المصري في ظل التعاطي مع جائحة كورونا