يجابه
الفلسطينيون القاطنون في بيوت من الصفيح بمنطقة الأغوار شرق الضفة الغربية
المحتلة، حملة شرسة من الاحتلال تهدف لاقتلاعهم من أرضهم وتهجيرهم منها.
وتسعى
حكومة الاحتلال لفرض سيادتها على منطقة الأغوار وأجزاء من الضفة المحتلة، مطلع تموز/
يوليو القادم.
ويتعرض
السكان الفلسطينيون، لبطش إسرائيلي متواصل إذ تهدم الجرافات العسكرية مساكنهم، فيما يقومون بإعادة بناء تم هدمه، مشددين على أنهم "صامدون في أرضهم".
وكان
آخر هذه الاعتداءات، الأربعاء الماضي (3 حزيران/يونيو الجاري)، حيث داهمت قوات عسكرية
إسرائيلية تجمعا بدويا يُطلق عليه "عين حجلة" شرقي أريحا في الأغوار، وشرعت
بعملية هدم طالت كافة المساكن، وعددها ثمانية.
وسوّت
جرافات الاحتلال بيوت الصفيح بالأرض، وتركت الأهالي دون مأوى.
اقرأ أيضا: واشنطن تحاول إعادة مباحثات السلام بين فلسطين و"إسرائيل"
ويقول
السكان، لوكالة الأناضول، إن سلطات الاحتلال تسعى لطردهم، بهدف ضم المنطقة، وفرض
سيادتها عليها.
ويقع
التجمع البدوي "بيت حجلة"، بالقرب من شارع عام، يربط البحر الميت بعدد من
المستوطنات الإسرائيلية.
وإلى
الشرق، تبدو الأراضي الأردنية واضحة للعيان، حيث يستطيع السكان مشاهدة المركبات تسير
في الشوارع.
إبراهيم
أبو داهوك (أحد السكان)، بدأ فور مغادرة القوات الإسرائيلية للتجمع، بالعمل على إعادة
بناء منزله كي يؤوي عائلته المكونة من تسعة أفراد.
وقال
أبو داهوك، "لا مكان لنا سوى هذه الأرض التي سكناها منذ سنوات طويلة".
وأشار
إلى أن سلطات الاحتلال طلبت من السكان مغادرة الموقع، بدعوى أنها أراض مصنفة
"ج"، وتقع تحت السيطرة الإسرائيلية.
وعبّر
عن رفضه مغادرة المنطقة، وقال "سنبقى على هذه الأرض، ولن تمر مخططات الاحتلال
بضم الأغوار".
ومن
بين ركام المنازل، حاولت نسوة استصلاح بعض الفراش، والملابس، والمقتنيات، بينما شرع
شبان بإعادة بناء المساكن بما تيسّر من بقاياها.
ومنذ
احتلال فلسطين عام 1967، يسعى الاحتلال للسيطرة على أراضي الأغوار، وملاحقة الفلسطينيين
ومنعهم من البناء فيها.
غير
أن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية، تسارعت في السنوات الأخيرة.
وغير
مرة، قالت سلطات الاحتلال إنها ترفض أي وجود فلسطيني على الحدود الشرقية مع الأردن.
وتمتد
منطقة "الأغوار وشمال البحر الميت"، أو ما يُعرف بـ"غور الأردن"
على طول حوالي 120 كيلومترا، ويبلغ عرضها حوالي 15 كيلومترا.
وتبلغ
مساحة المنطقة نحو 1.6 مليون دونم (الدونم ألف متر مربع)، وتشكّل ما يقارب الـ30 بالمئة من مساحة
الضفة الغربية المحتلة، ويسكنها نحو 65 ألف فلسطيني في 27 تجمعا ثابتا، وعشرات التجمعات البدوية.
ويبلغ
عدد المستوطنين اليهود في الأغوار، نحو 11 ألف مستوطن.
ويقول
عيد خميس، الناطق باسم التجمعات البدوية في بادية القدس والبحر الميت، للأناضول، إن
"السلطات الإسرائيلية تسعى لتهجر السكان من الأغوار، تمهيدا لضمها".
ولفت
إلى أن 246 تجمعا بدويا في الضفة الغربية غالبيتها في الأغوار، يخشى سكانها التهجير.
وقال
"السكان يُصرّون على البقاء ولن يغادروا منازلهم (..) الاحتلال يهدم ونحن نعيد
البناء".
اقرأ أيضا: الاحتلال يهدم 16 منزلا بمناطق بالضفة الغربية
وأشار
إلى أن "جيش الاحتلال صادر جزءا من ممتلكات السكان، بعد تفكيك منازل (كرفانات) تبرع
بها الاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "إسرائيل تضرب بعرض الحائط كل الأعراف والقوانين".
بدوره،
قال محافظ أريحا والأغوار، جهاد أبو العسل، إن القيادة الفلسطينية، قررت المواجهة والصمود
في مواجهة السياسة الإسرائيلية، التي تستند إلى دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وردا على الخطوة الإسرائيلية، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أنه أصبح في حلّ من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، ومن جميع الالتزامات المترتبة عليها بما فيها الأمنية.
وأضاف أبو العسل "ما يجري على الأرض من عمليات هدم، وتهجير للسكان هو فعل عصابات، وليس أفعال جيوش نظامية".
الاحتلال يهدم 16 منزلا بمناطق بالضفة الغربية
الأردن يبلغ واشنطن رفضه خطة ضم أجزاء من الضفة الغربية
الاحتلال يهدم منشآت فلسطينية وحملة اعتقالات بالضفة