ذكرت صحيفة تركية، أن الأوضاع في سوريا، تزداد توترا، بشكل ملموس، وديناميكية التطورات فيها تتحرك في اتجاهات مختلفة.
وقالت صحيفة "ملييت" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن التطورات في الآونة الأخيرة تؤكد أن الولايات المتحدة عازمة على عدم السماح لنظام الأسد وروسيا بالسيطرة على كامل سوريا.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة، شددت في الآونة الأخيرة من سيطرتها على حقول النفط في الشمال السوري، ومن جهة أخرى تواصل حصارها المالي، كما أن "عقوبات قيصر" ستزيد الضغط على سوريا في الأيام المقبلة.
ولفتت إلى أن الخطوات الأمريكية حشرت الأسد الذي يعاني من وباء كورونا، وعملت على حرمانه من المساعدات الخارجية، وأدخلته في أزمة مالية من جهة، وزادت من الضغط على المليشيا الإيرانية المتواجدة في سوريا.
وأضافت، أن الولايات المتحدة منزعجة من سعي فرنسا التي توترت علاقتها بتركيا، من التدخل ميدانيا.
وأوضحت أن أهم محور في الاستراتيجية الأمريكية في سوريا هو تركيا، وتأمل بقاء أنقرة صامتة حيال التطورات الجارية في شرق الفرات في الوقت الحالي، بالوقت الذي تبدي فيه لامبالة تجاه المجموعات الرديكالية بإدلب، وتشجعها ضد تركيا.
اقرأ أيضا: صحيفة: هذه خطوات واشنطن لإقامة دولة كردية شمال سوريا
وأشارت إلى أنه بالوقت الذي تشهد الساحة السورية حراكا أمريكيا، فإن جبهة إدلب تزداد توترا، ومن المحتمل أن تصبح أكثر تعقيدا في ظل الإشكاليات المتصاعدة هناك.
وأضافت أن روسيا وفرت للنظام السوري، مقاتلات من طراز "ميغ29" مؤخرا، فيما أدخلت الدبابة المقاتلة من طراز "تي14أرماتا" إلى الميدان.
ولفتت إلى أن روسيا كثفت من أنشطتها الاستخباراتية في الشمال السوري، إلى جانب الطلعات الجوية المتزايدة، ناهيك عن التحركات البرية والجوية في محيط إدلب.
وأضافت أن روسيا لم تكتف من اتفاقياتها التي أبرمتها مع سوريا، وتستعد لتوقيع اتفاقيات جديدة، وهذا يعني أن التغول الروسي بمقوماته الاقتصادية والمادية والعسكرية سيزداد، واستخدام موسكو لدمشق كجسر عملياتي لها في ليبيا، يبين التوقعات المستقبلية بالبلاد.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لم تقتصر علاقاته مع الأسد على الجوانب العسكرية فقط، فشركات الطاقة الروسية لديها سلطة التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في المياه الإقليمية في سوريا، ما يجعلها قوة مشاركة في أزمة شرق المتوسط.
اقرأ أيضا: تركيا تتجهز لأي هجمات للأسد على إدلب.. وتنشر أنظمة جوية
وبالنسبة لتركيا، وفقا للصحيفة، فإنها كأي جهة فاعلة في سوريا، كانت ترى الأزمة السورية حتى العام الماضي بأنها "حرب بالوكالة"، لكن الأوضاع تغيرت لتصبح الجهات الدولية الفاعلة أكثر وضوحا وخاصة بإدلب.
وأوضحت أنه على الرغم من تسيير القوات التركية والروسية دوريات على الطريق السريع "أم4"، لكنه من الواضح أن ذلك لن يحقق نتائج ملموسة، والواقع يشير إلى أن تركيا تعزز من قواتها والأسلحة في المنطقة، وسط توقعات لمواجهة محتملة في إدلب.
وأشارت إلى أن التطورات السياسية والعسكرية في الجبهة السورية، ونشاطات روسيا والولايات المتحدة، والعمليات المبطنة التي ينفذها البعض، والحراك السياسي، أصبحت ظاهرة على الساحة.
هذه حسابات روسيا بسوريا بشأن حفاظ الأسد على سلطته
صحيفة تركية: "أنتيفا" نشطت بسوريا وتقاتل مع الوحدات الكردية
خبير تركي: أمريكا تسعى لتحويل إدلب لـ"أفغانستان صغيرة"