قضايا وآراء

وطن وكرامة وليس بنكا!

1300x600

البنك العربي كان قد أهدر حقي في العام 2015، حينما أعاد راتبي لجمهورية مصر حيث مقر قناة المجد السعودية التي كنت أعمل فيها منذ العام 2008، وكان راتبي طيلة سبعة أعوام من خلال هذا البنك والذي كان حسابي فيه مفتوح منذ العام 2001.

في تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2015 اتصلت إدارة قناة المجد المالية من دبي والقاهرة والرياض، وأبلغوني بأن البنك العربي رفض استلام راتبي. حقيقة تفاجأت من ذلك وقلت من الممكن أنه خلل تقني؛ وحينما تواصلت مع البنك حولني الموظف فورا إلى مدير فرع المنارة في رام الله آنذاك، وقال لي بالحرف والمكالمات لديهم مسجلة: "حسابك مغلق لأنك مدرج ضمن قائمة محظورة، لأن هناك حوالة من مصدر مشبوه لك". فأردت التفصيل والتدقيق، فضحك وقال "لا لا، أنا أقول لك إنها أوامر عليا بإغلاق حسابك". فقلت له: ما الذي اقترفته كي يغلق الحساب؟ فقال "نحن مثلك لا نعرف ولكن هذا قرار"..

رفضت التعاطي معه وقدمت شكوى فورية داخلية في البنك، وكانت نفس الإجابة، ثم عينت محاميا وجلس مع الإدارة الإقليمية للبنك في الماصيون برام الله، وفورا تمت إعادة الحساب وعاد الراتب للحساب؛ ولكن للأسف لمرة واحدة، حيث تم اعتقالي فورا لدى الاحتلال في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، بعد شهر من بداية انتفاضة القدس. وفور اعتقالي أعادوا الإغلاق للأسف.. البنك الذي يحمل اسم العرب كلهم المدافعين عن فلسطين!

وبعد خوض الإضراب عن الطعام وعدم استطاعة الاحتلال إدانتي في أي تهمة، تم الإفراج عني في أيار/ مايو 2016. عدت للبنك وحركت شكوى في سلطة النقد الفلسطينية وهي موثقة لديهم؛ فكان للأسف رد سلطة النقد: "لا نستطيع عمل شيء والبنوك لها الحق في ذلك، ولا نعرف الكثير عن التفاصيل".

بعدها تلقيت اتصالات من المدير الإقليمي في الماصيون فجلس معي وثلاثة من الإدارة، وقالوا لي بالحرف الواحد: "لا سيادة لنا.. وبصراحة اسمك ضمن قائمة سوداء وطُلب منا أن نغلق الحساب. ورغم معرفتنا الدقيقة ومراجعتنا لكل حركات حسابك التي كانت واضحة ولا لبس فيها ولا خلل ولا شكوك، إلا أنه وجب علينا إغلاق حسابك بأوامر من فوق". فقلت لهم: "لم يستطع الاحتلال إدانتي لأنه لا يوجد ما يدينني، فكيف لكم أبناء جلدتي أن تصنّفوني في قائمة الإرهاب التي تتحدثون عنها؟".. وكانت الإجابة فيما بعد بأن القرار جاء من الإدارة العامة من خارج البلاد بوجوب الإغلاق.

وفوجئت لاحقاً بأن البنك العربي كان قد أغلق حسابات نواب منتخبين وأسرى ومحررين وكتّاب وصحفيين، والحجة إرضاء أمريكا ومدللّتها.

غرباء في أرضنا

المشكلة مش بنك..

 

المشكلة وطن وكرامة..

قهر وتهويد وقرصنة وقتل واعتقال ومصادرة وإذلال وإهانة، حتى الشهيد يحتجز جثمانه.

بالله عليكم لا تحدثوني عن السيادة، أو أن تُسمعوا أم شهيد أو أسير أو لاجئ كلمة "القيادة"!