كشفت سلسلة استطلاعات "عميقة" أمريكية، أن الفلسطينيين من سكان مدينة القدس المحتلة، يريدون المواطنة الفلسطينية وليس الإسرائيلية، في وقت تحاول فيه واشنطن أن تسقط صفة "الفلسطيني" عن سكان المدينة المقدسية.
وأوضح الكاتب نداف
شرغاي في تقرير نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، أن نتائج
الاستطلاعات التي أجراها "معهد واشنطن" جاءت نتائجها نهاية الأسبوع صادمة لمعديها، الذين قالوا إنهم "لم يسبق لهم كمستطلعين أن رأوا مثلها أبدا".
وترجع صدمة معدي الاستطلاع، إلى أنهم زعموا في سنوات سابقة، أن أكثر من نصف المقدسيين يرغبون بالجنسية الإسرائيلية، إلا أن الاستطلاع الجديد أكد أن الغالبية لا يريدونها بل يريدون الفلسطينية في نسبة بلغت 85 في المئة من المستطلعة آراؤهم، في حين كانت في تقارير أمريكية سابقة لا تتجاوز الثلث وفق زعمها.
ومع تعمد وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تناولت الاستطلاع، عدم ذكر نسبة المقدسيين الراغبين في الحصول على المواطنة الفلسطينية، قامت "عربي21" بالرجوع إلى التقرير المنشور على موقع "معهد القدس للبحوث السياسية"، الذي أكد أن "أكثر من الثلثين من المقدسيين يفضلون المواطنة الفلسطينية".
وذكر أن غالبية الفلسطينيين في القدس يفضلون أيضا "استعادة كل فلسطين التاريخية للفلسطينيين، من النهر إلى البحر، بدلا من إنهاء الاحتلال والتوصل لحل الدولتين".
اقرأ أيضا: مصادر لـ"عربي21": الاحتلال يستغل كورونا لفرض تغيير بالأقصى
ونوّه المشرف على الاستطلاع الحديث، إلى أن من بين الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج: "انتفاضة السكاكين، والتوتر حول المسجد الأقصى المبارك، حيث يؤمن الكثير من الفلسطينيين في القدس والضفة، بأن إسرائيل هي بالفعل تهديد حقيقي على الأقصى".
ونبّه التقرير إلى
أن "معظم الفلسطينيين، يعتقدون أن إسرائيل ليست دولة شرعية، ويرغبون في كل فلسطين
التاريخية".
وبيّن معدو الاستطلاع، أن "معهد واشنطن" بإشراف بولوك، يجري الاستطلاعات منذ عقد في شرق مدينة القدس، وفي مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي استطلاعات تثير اهتماما شديدا في أوساط الفلسطينيين، والأمريكيين، والمحافل الإسرائيلية"، وفق قوله.
ويأتي الاستطلاع الأمريكي، في حين تعمدت وزارة الخارجية الأمريكية مؤخرا، تغيير صفة المواطنة الفلسطينية عن المقدسيين المقيمين داخل المدينة المقدسة.
ففي تقريرها السنوي حول حقوق الإنسان في العالم، أسقطت الخارجية الأمريكية صفة "الفلسطيني" عن سكان القدس، واستبدلت بها "السكان العرب" أو "المواطنين غير الإسرائيليين".
وأتى ذلك معاكسا لقرارات أممية.
ويأتي ذلك وسط تزايد المشاحنات حول المدينة المقدسة، عقب نشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن"، التي تضمنت أن "القدس ستبقى عاصمة موحدة لإسرائيل غير قابلة للتجزئة".
وتزعم إدارة ترمب أن "التعريف الجديد يعكس الواقع في القدس كما هو، لأنه لا توجد دولة فلسطينية، وأن السكان العرب في القدس ليسوا مواطنيها أيضا".
اقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية تلغي "الأصل الفلسطيني" للمقدسيين
وكان رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري، أكد في تصريحات إعلامية، رفضه القاطع لنزع الخارجية الأمريكية صفة المواطنة عن المقدسيين، قائلا: "نحن لسنا بحاجة لأن تمنحنا أمريكا أو إسرائيل صفة المواطنة في المدينة المقدسة".
وأضاف: "ما ورد في تقرير الخارجية الأمريكية من إجراء خطير، يؤكد أن سياساتها مستمدة من التعاليم الإسرائيلية، وهذا أمر نرفضه بشدة، كونه يستهدف حقوقنا المشروعة، ويعد تجاوزا لكافة القوانين والأعراف الدولية".
وأدان حينها أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الخطوة الأمريكية، وقال إنها ليست سوى "محاولة يائسة لنزع اسم الشعب الفلسطيني عن القدس".
واتهم عريقات الإدارة الأمريكية بـ"تبني" مصطلحات ومفردات ورواية إسرائيلية بشأن مدينة القدس المحتلة. وقال: "نحن فلسطينيون، عرب ومسيحيون ومسلمون. نحن أبناء وبنات القدس. القدس عاصمتنا وبيتنا".
جبّارين يرد على وزير إسرائيلي أنكر وجود شعب فلسطيني (شاهد)
جمعية أردنية تنظم مسابقة فنية رمضانية عن فلسطين
الاحتلال يعتقل 5 فلسطينيين من القدس عقب مواجهات ليلية