نشرت مجلة "ذا إيكونوميست" البريطانية، تقريرا كشفت فيه عن الطرق التي يعتمدها أمراء الحرب السودانيون في شراء شاحنات وسيارات الأسلحة.
وقالت المجلة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "تويوتا هايلوكس" هي سيارة قوية، وهذا ما يجعلها ذات شهرة كبيرة في أفريقيا، كذلك، فإن مبيعاتها تتفوق على مبيعات جميع السيارات الأخرى، أو "الباكيز" في جنوب أفريقيا.
ففي مالي والنيجر، لن يقبل المهربون الذين ينقلون الأشخاص والبضائع عبر الصحراء أي بديل لهذه السيارة، حيث يمكنهم حشر 30 شخصا في عربة واحدة ولا يزال بإمكانهم القيادة فوق الكثبان الرملية.
والجدير بالذكر أن تويوتا هايلوكس هي عنصر مألوف في مناطق الحرب الأفريقية، باعتبارها السيارة المفضلة لأي شخص يريد أن يُنشئ "تقنية"، وهي شاحنة صغيرة مزودة بمدفع رشاش مثبت على ظهرها.
وأوضحت المجلة أن هذا ليس نوع الدعاية التي تريدها شركة تويوتا لسياراتها، لكن في هذا الصدد، تقول الشركة إن لديها "سياسة صارمة" تنص على عدم بيع السيارات لأولئك "الذين قد يستخدمونها في أنشطة شبه عسكرية أو إرهابية، أو يعدلونها لتلائم ذلك الغرض". غير أن ذلك صعب التطبيق، إذ لا يقول المشترون "سأقوم بتركيب سلاح على السيارة".
وبينت المجلة أنه في الخامس من نيسان/ أبريل، نشرت منظمة "غلوبال ويتنس"، وهي منظمة رقابية، دراسة توضح فيها كيف قامت قوات الدعم السريع السودانية، وهي مجموعة شبه رسمية من البلطجية ذات صلة بنزاع دارفور، بشراء أكثر من ألف سيارة تويوتا هايلوكس ولاند كروزر لتحويلها إلى تقنيات.
وشوهد العديد من تلك السيارات في حواجز الطرق العامة بعد مذبحة دموية للمتظاهرين المدنيين.
اقرأ أيضا : هل يسبب ملف "المرتزقة" صداما بين السودان و"الوفاق" الليبية؟
وتكشف عمليات الشراء كيف أن السلطة في السودان لا تزال مبنية على اكتساب المال والأسلحة، وذلك بعد سنة من الثورة التي قلبت نظام عمر البشير لمدة 30 سنة.
وأفادت المجلة، بأن غلوبال ويتنس، حصلت على جدول بيانات يبدو أنه وقع إجراؤه من قبل قوات الدعم السريع السودانية، لتتبع مشترياتها.
وبالتحقق من صور تقنيات قوات الدعم السريع السودانية على وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى بيانات السفن والأقمار الاصطناعية، فإنها تدعي منظمة غلوبال ويتنس أنها تمكنت من تأكيد المعلومات الموجودة فيها.
وتزعم المنظمة أن قوات الدعم السريع السودانية اشترت شاحنات تويوتا في الخليج من خلال شركتين وهميتين لقوات الدعم السريع السودانية مرتبطتين أيضا بتجارة الذهب، وهو عمل يهتم به قائد قوات الدعم السريع السودانية، محمد حمدان دقلو "حميدتي".
الغارديان: هل سيقود سد النهضة الإثيوبي لحروب مياه؟
NYT: مخاوف من انقلاب عسكري ضد الحكومة المدنية بالسودان