سياسيون: بيان مصر من "إعلان حفتر" يكشف حقيقة موقفها

وصف سياسيون وبرلمانيون مصريون سابقون بيان الخارجية المصرية بشأن إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر، تنصيب نفسه حاكما لليبيا، وإسقاط اتفاق الصخيرات السياسي، بالمتواطئ، ولا يتسق مع الموقف الدولي الرافض لتلك الخطوة التي لا تستند على أي شرعية داخلية أو خارجية.

وأصدرت الخارجية المصرية، بيانا الثلاثاء، أعلنت فيه تمسكها بالحل السياسي وبمبدأ البحث عن تسوية سياسية للصراع في ليبيا، ولكنها استدركت بالقول "البحث عن حل سياسي لا يعني ولا يجب أن يؤدي إلى التهاون في مواجهة التيارات المتطرفة الإرهابية في ليبيا المدعومة تركياً أو الدخول معها في مفاوضات حول مستقبل ليبيا".

وأشاد البيان بما "حققه الجيش الليبي من استقرار نسبي في الأراضي الليبية، ما أدى إلى تراجع العمليات الإرهابية في هذا البلد، وهو ما يعني بكل تأكيد انحسار الخطر الإرهابي الذي ينطلق من ليبيا ليهدد دول جواره القريبة والبعيدة"، على حد زعم البيان.

وفي وقت سابق الاثنين، أعلن حفتر إسقاط اتفاق الصخيرات السياسي، وتنصيب نفسه على رأس قيادة البلاد، بعد دعوته لمؤيديه في المناطق التي يسيطر عليها لتفويضه (على غرار تفويض قائد الانقلاب بمصر، عبد الفتاح السيسي) لإدارة البلاد.

اقرأ أيضا: إنسايد أوفر: إعلان حفتر غير محسوب ويعكس شخصيته المتقلّبة

وفي كانون الأول/ ديسمبر 2015، وقّع طرفا النزاع في البلاد اتفاقا سياسيا في مدينة الصخيرات المغربية، أنتج تشكيل مجلس رئاسي يقود حكومة الوفاق، بالإضافة إلى التمديد لمجلس النواب، وإنشاء مجلس أعلى للدولة، لكن حفتر سعى طيلة سنوات لتعطيله وإسقاطه.

رفض دولي

 
إلا أن ردود الفعل الدولية الرافضة لإعلان حفتر تواصلت، وبادرت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى رفضها لتلك الخطوة، وأعربت السفارة الأمريكية عن أسفها، لما وصفته بـ"اقتراح حفتر".
بدوره، أدان الاتحاد الأوروبي، خطوة حفتر ووصفها بأنها انتهاك للاتفاق السياسي المبرم في 2015.
فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن روسيا "لا ترحب بتصريحات حفتر بشأن الحكم الفردي في بلاده".

موقف مصر خرق للتوافق الدولي

واعتبر عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان المصري السابق، محمد جابر، "محاولة حفتر تنصيب نفسه حاكما للبلاد، محاولة بائسة، وهي أشبه بالقفزة الأخيرة التي ترديه قتيلا بعد هزائمه الأخيرة، وهي مرفوضة من المجتمع الدولي".

وانتقد في حديثه لـ"عربي21" موقف مصر من الوضع في ليبيا قائلا: " الحكومة المعترف بها دوليا في ليبيا هي حكومة الوفاق، وأي مساندة لميليشيات ضدها ( كمساندة نظام السيسي) تعد خرقا لما اتفق عليه المجتمع الدولي".

مضيفا "لا أدري من أين اكتسب حفتر هذه الجرأة في تنصيب نفسه، هل حصل على وعود عربية باستمرار دعمه، أم أنها محاولة فردية لإثبات أنه جدير بالدعم ومازال لديه قوة في ظل الهزائم المتتالية التي لحقت به في الآونة الأخيرة؟".

صرخة حفتر من حصاره

 
بدوره، قال أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، محمد سودان: "في السياسة هناك أمور تُعلن ظاهرياً وفي الخفاء يحدث عكسها من قبل القيادات السياسية وأبواقها الإعلامية، وهذا ما يجري في مصر، فمن يدعي أن حفتر يأخذ قراراته كلها منفرداً دون الدول التي تدعمه منذ اللحظة الأولى لانقلابه على الشرعية فأرى أنه يحتاج إلى أن يراجع نفسه و يقرأ التاريخ جيداً".

اقرأ أيضا: تواصل ردود الفعل الدولية والليبية الرافضة لإعلان حفتر الأخير

وأوضح في حديثه لـ"عربي21": "حفتر مدعوم في العلن من فرنسا وروسيا ومصر والإمارات والسعودية، ودول أخرى تدعمه في الخفاء، أما عن مصر فإن قيادتها السياسة العسكرية ليس رأيها بيدها بل يُملى عليها من دول خارجية، وحقيقة الأمر أن الانقلابي عبدالفتاح السيسي يدعم قلباً و قالباً الانقلابي الليبي خليفة حِفتر في الظاهر والباطن".

وشدد سودان على أن "مصر لها دور مهم في القرارات العنترية والعسكرية التي يقررها حفتر"، مشيرا إلى أن "خطوة حفتر الحالية هي صرخة يحرك بها الأطراف الخارجية التي انشغلت في جائحة كورونا وتركته وحده يواجه حكومة الوفاق وجيشها الحر، وظني أنه الآن يستنجد بمن تركوه وحده في هذا المستنقع ولكن بطريقة بها شيء من الدهاء".

مباركة من داعمي حفتر

 
من جهته؛ قال السياسي المصري والبرلماني السابق، محمد عماد الدين، "لقد ربط نظام الانقلاب في مصر مصيره بمصير مجرم الحرب حفتر كمشروع واحد يهدف إلى إقامة نظام عسكري في ليبيا يقوم بدور وظيفي في المغرب العربي، وفق معادلات دولية واقليمية".

وأكد في حديثه لـ"عربي21": لذلك فإن الإعلان عن ترؤس حفتر إدارة البلاد، تمت صياغته في أبو ظبي بمباركة من المخابرات الفرنسية والسعودية والمصرية والأردنية، وقد ظهر إعلان مشابه له في عدن باليمن من خلال الانقلاب الذي نفذه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا".
وتابع: "لذلك نجد إعلام السيسي وابن زايد وابن سلمان يحتفي بالخطوة التي أقدم عليها حفتر، وما إعلام السيسي إلا مرآة لتوجهات النظام الانقلابي في مصر".